ونالدو... لهذا قال لا للسعودية

اثنين, 25/01/2021 - 17:20

أن يكون اللاعب نجماً كبيراً في عالم كرة القدم، فهذا يعني أن يهتمّ أيضاً بعالم الإعلانات والتجارة على غرار ما يفعل الكثير من النجوم، لكن كيف إذاً كان هذا النجم هو البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب يوفنتوس الإيطالي، الذي يتهافت عليه المعلنون من كل حدب وصوب والذي يمتلك سلسلة فنادق في البرتغال والذي يُعَدّ اسمه ماركة تجارية والذي تُباع قمصانه بالملايين حول العالم؟

هكذا فإن الجميع يسعى لأن يكون رونالدو وجهه الإعلاني، وهكذا سعت السعودية قبل أيام بأن يصبح النجم البرتغالي وجهها السياحي من خلال الترويج لها وزيارتها بعرض يصل إلى 6,5 ملايين يورو.

لكن رونالدو رفض. رفض رغم العرض الكبير ورغم اهتمامه بعالم الإعلانات كما لا يفعل غيره.

لكن ما هو السبب لرفض رونالدو هذا العرض؟ إنه بوضوح اسم رونالدو الذي بناه طيلة أعوام وأعوام بتألّقه في الملاعب حتى أصبح أيقونة الجماهير والمثال الأعلى للكثيرين لمسيرة لاعب بدأ اللعبة شاباً فقيراً ليصبح في يومنا هذا من أهم المشاهير واسمه يشغل العالم بمجرد أن يركل الكرة.

إذ إن رونالدو بالتأكيد يدرك جيداً أنه لا يمكن أن يروّج للسعودية وهو كان يرى قبل عامين رفْض ناديه السابق مانشستر يونايتد الإنكليزي أن يُباع لولي العهد السعودي محمد بن سلمان رغم عرضَين مغريين وصل الثاني فيهما إلى نحو 4 مليارات يورو لكن النادي رفضهما بعد الضجّة التي أحدثها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والإدانات الدولية للنظام السعودي ومحمد بن سلمان بانتهاك حقوق الإنسان.

ثم رأى رونالدو هذا الأمر يتكرّر مع فريق آخر في "البريميير ليغ" يعرفه النجم البرتغالي جيداً وهو نيوكاسل الذي رفض بدوره عرضاً من بن سلمان بعد الصرخة التي أطلقتها رابطة الدوري الإنكليزي والمنظّمات الحقوقية بالإضافة إلى نوّاب بريطانيين بسبب مقتل خاشقجي وانتهاكات حقوق الإنسان بحرب السعودية على اليمن.

هكذا أُوصِدت الأبواب جميعها بوجه بن سلمان الذي يسعى لتلميع صورته من خلال الرياضة الأوروبية وأنديتها الشهيرة ونجومها في إطار خطة "رؤية 2030" التي رسمها للسعودية.

لا يمكن تخيُّل في مثل هذا اليوم مثلاً حيث يستنكر الكثيرون حول العالم الحرب السعودية على اليمن من خلال حملة "أوقفوا حرب اليمن" أن يكون رونالدو في الرياض أو جدّة يمجّد بالسعودية

حسن زين الدين

جديد الأخبار