ترامب نمر من ورق..وكلينتون كانت ( المرأة المناسبة) للأمريكيين !!

خميس, 02/11/2017 - 11:21

الكثير من الأميركيين، ربما أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، بسبب سياسات ترامب ، وإنكفائه عن لعب دور يرتقي الى سمعة أمريكا، ومكانتها في العالم، حتى راحت سياسات بلادهم تعاني من إحباطات وانتكاسات ، بعد إن إكتشفوا أن (الرجل المغامر) الذي أصبح رئيسهم ليس من (أبطال أفلام السينما الأمريكية) ولا (سوبر مان) ، بل لم يعد في نظرهم، سوى نمر من ورق!!

ولا يدري كثير من مناصري المرشحة السابقة للرئاسة الامريكية هيلاري كلينتون ، لماذ تخلت عن الدعاوى التي أقامتها على ترامب ، الذي سرق منها فوزها ، بالرغم من تقدمها بفارق كبير على ترامب، وإتهتمت الرجل بالتواطؤ مع الرئيس الروسي بوتين ومخابرات بلاده في انها كانت وراء حملة سرية لدعم فوز ترامب، وكانت فضيحة مدوية هزت البيت الابيض في وقتها، لكن كلينتون تراجعت او لنقل تخلت عن الإستمرار في تأكيد حقها ، في ان كل الدلائل والمؤشرات تؤكد فوزها بالرئاسة الامريكية، وان ماجرى مجرد (مسرحية) أتقن ترامب ترتيبها، في ايجاد مبررات غير مقنعة للشارع الامريكي حتى الان، لكن ظهور ترامب على شاكلة ابطال العصابات ، هو من شجع كثير من الناخبين الميالين الى العنف والمغامرة ، ان يغيروا وجهتهم نحو ترامب، وتم احتساب اصوات ولايات امريكية بطريقة غريبة وغامضة ، لم يفهمها الامريكيون حتى الان، ولم تفك طلاسمها مؤسسات صنع القرار الامريكية بالرغمن من عراقتها، وقدرتها على كشف ألاعيب من هذا النوع، تمس سمعة بلادها في الصميم!!

فما إن أطل دونالد ترامب على الحياة السياسية في الولايات المتحدة خلال فترة الانتخابات الامريكية ، حتى ذكرنا بإستعراضات أبطال أفلام العصابات في الأفلام الامريكية ، وان الرجل المعروف بعربداته وصولاته الغرامية مع النساء ، وظهر وكأنه (زير نساء) وقد يكون الرجل المناسب لأمريكا، حيث يتلائم مع تفكير المجتمع الامريكي بولعه ولهاثه وراء الرجال المغامرين ومن يتحدثون عن البطولات حتى وان كانت مزعومة ، على شاكلة ماظهرت به شخصية الرئيس الامريكي ترامب، الذي يرى كثير من الأمريكيين أنه خيب أملهم في أن يجدوا رئيسا قويا مهابا ، يماثل قوة الولايات المتحدة وهيمنتها على مقدرات العالم، حتى بدا لهم وكأنه (نمر من ورق) (ثعلب) تسلق كرسي السلطة، وقد أوهم الآخرون بأنه أسدا،لكنه ظهر بهيئة (ممثل سينمائي فاشل) لم يجد شباك التذاكر تدافعا للحصول على مقعد في أحد صالات العرض البائسة !!

كان الكثيرون يتذكرون تهديدت ترامب وعربداته ضد ايران، وإنها ستكون الهدف المقبل لأمريكا، ووجه اتهامات لطهران بإنها ( راعية الإرهاب) وهي إحدى ( دول محور الشر) التي تم ادخالها ضمن التصنيف الامريكي منذ اكثر من خمسة عشر عاما ، وهو سيعمل على كبح ارهاب سياسييها، ويضع حدا لعربداتهم في المنطقة والعالم ، وراح بدل هذا يصب لعناته على كوريا الشمالية في تحويل ساذج للأنظار عن المخاطر التي تشكل تهديدات حقيقية لاستقرار العالم!!

كان الكثيرون يظنون أن ترامب سيمسح النظام الايراني والأنظمة التي تتهم بالدكتاتورية من على وجه الخارطة، وقد أوهم ترامب دول الخليج أنه الرئيس المقبل القادر على لجم طموحات ايران وسعيها للهيمنة على دول المنطقة ، وفي ايقاف تدخلاتها الاقليمية في أكثر من مكان، وقد فرشت له السعودية (السجادة الحمراء) خلال زيارته لها قبل اشهر، واستقبلته بالورود والاحضان، بعد إن أغرقوه بعشرات المليارات من العقود والاتفاقات والهدايا الخاصة التي لم يحلم بها أي رئيس امريكي من قبل أو يحصل عليها، وتوهمت دول الخليج أن بمقدور الولايات المتحدة في زمن ترامب أن يتم توفير قدر من الدعم السياسي لها بطريقة ويطمئن تلك الدول من مخاوفها مما يواجهها من تحديات،لكن حتى دول الخليج خاب ظنهم ، باستعراضات ترامب، وتبين لهم أن الرجل مجرد (بهلوان) وما يتخذه من اجراءات ويعلن عن قرارات تثير لديهم السخرية من أن تلك المحاولات الباردة، لن يكون بمقدورها ان تطارد ذبابة !!

بينما كانت هيلاري كلينتون اكثر (مصداقية) من ترامب ، واكثر قدرة على الحفاظ على (هيبة أمريكا) ، ولو انها فازت لعرفت كيف تنقذ سمعة بلادها التي أصابها الكثير من الانتكاسات منذ زمن الرئيس السابق باراك أوباما، وجاء ترامب ، ليقضي على آخر أمل لدى الأمريكيين وكثير من قادة دول العالم، بأن الرجل عند كلمته، وتمنوا لو أن استعراضاته البهلوانية لم تكن على تلك الشاكلة من (العربدة الفارغة) التي أفقدته الكثير من بريقه، بل وأخل بسمعة بلاده في الداخل والخارج!!

لا أدري إن كان بمقدور هيلاري كلينتون ان تجدد دعوتها في المحاكم الامريكية ودوائر صنع القرار ، ضد من كان سببا في تعريض سمعة بلادها لمخاطر التدهور والتلاشي، وتطالب باعادة النظر بنتائج الانتخابات الامريكية وتفضح خفايا فوز ترامب والاعيبه مع الروس، وهل بمقدور مؤسسات الديمقراطية الأمريكية التي ينظر اليها على أنها (عريقة) أن تعيد النظر بمستقبل بلادها، وتضع رئيسا يحترم مكانة شعبه، وان يكون بمستوى أحلام الأمريكيين، وما تتمنى له، شعوب دول العالم وقادته، بأن يروا من يعيد الهيبة للمجتمع الدولي في الحفاظ على السلام العالمي، والى الاستقرار على كوكب الأرض، الذي يتعرض لإنتكاسات مريرة ، وهو يعيش أسوأ ايامه في زمن ترامب، الذي ربما يعد أضعف رئيس أمريكي على الإطلاق!!

والأغرب من هذا ان هناك (كيانات دولية) صغيرة وليست دول، راحت تسخر من ترامب، وتستغرب من سياساته الباردة الضعيفة، التي لاتنتصر لها في الأزمات الخانقة، وهي التي كانت تعلق على واشنطن الآمال، وإذا بها تندب حظها العاثر، لأن الرجل خيب آمالها على أكثر من صعيد!!

حامد شهاب

جديد الأخبار