المعارضة ..و سحب البساط

اثنين, 06/11/2017 - 08:38

  تعاني المعارضة الموريتانية حاليا أحلك الظروف منذ مسيرتها النضالية الطويلة ورغم وجود عوامل مساعدة للإستقواء كالربيع العربي و أزمة الشويخ إلا أن هذه الأخيرة ظلت - ومازالت - تعاني الأمرين : أ - عدم الإنسجام وبناء الثقة المتبادلة بين مختلف طيفها و أطيافها ،المنتدى ،ومكونات مختلفة من قبائل شتى من المجتمع المدني و شخصيات نقابية ومستقلة . ب - الإستسلام للأمر الواقع والوقوف موقف المتفرج مما يجري في الساحة بآلامه ومنافعه على المواطن في الداخل أو الخارج مما جعل معارضتنا "التليدة "ينخرها الوهن وتنهزم أو تستلم أمام تيار الرئيس ولد عبدالعزيز و موالاته والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل هناك معارضة فعلا ؟وإذاكانت هناك فماهي أهم الثغرات التي تعاني منها ؟ أن لاتكون هناك معارضة فذلك أمر عسير ،فطبيعي أن يكون لكل نظام معارضون وموالون والنظام الموريتاني لم ينشأ في المريخ ولم يخرج عن المألوف ،نعم له معارضة ومعارضون كثر لانقول أنهم مكبلون أو أعراج ولكن ،نقول : أن هذه المعارضة هلكت نفسها بنفسها ولم تحيين الفرصة الذهبية المناسبة ولإضاعتها تلك الفرصة التاريخية ظلت لعنة الهزائم واللاوحدة تلاحقها وهذا ما جعل البساط الجماهيري يسحب منها لصالح النظام الحاكم انطلاقا من الثالوث : 1 - العجز في ايصال رسالتها للجمهور . 2 - الإستقواء بشخصيات مرجعيتها من النظام أصلا 3 - أن فشل سفينة المعارضة يعود الى قلة وخبرة الربان الجدد من أمثال بوحبيني و ولد غدة ناهيك عن الزخمة الإعلامية لكل وافد من الموالاة واحتضانه في صفوفها بل وإسناد وظيفة سامية له داخل كشكول المعارضة إذن التغيير ليس في المعارضة ،ولكي يكون التغيير تغيرا يجب أن تتغير المعارضة نفسها وتلبس حلة جديدة وتتخذ استراتيجية جديدة من النضال البناء المؤسس على المشاركة و التوافق والتفاهم بين مختلف مكوناتها ; أحزاب سياسية - مجتمع مدني - نقابات - شخصيات مستقلة . إن المعارضة بوضعها الحالي أشبه ما تكون بالرجل المريض فلا هي ثنت نظام عزيز ولا هي شاركت معه عسى أن تحقق المعجزات فهل ستكون 2019 بداية تحول جديد في فكر المعارضة ،وفي تعاطيها للأحداث أم أنها ستبقى رهينة سياسات جوفاء تبقيها خارج السرب تنتظر من يستفيقها من حالة اللاحضور ؟ لقد عانت المعارضة -- وما زالت - تعاني من نظام ولد عبد العزيز تتجرعه حينا وتشارك معه ولكنها لا تستسيغه وهو ما أدى إلى فشلها وبتر العديد من أطرها و أطرافها الفاعلة . قصارى القول أن نظام ولد عبدالعزيز حتى وإن وصفته المعارضة بالفشل في اتخاذ سياسات غير حميدة داخلية أو خارجية في بعض الأحيان فإنه نجح في توجيه ضربات مؤلمة للمعارضة بل و ابعادها عن المشهد .

محمد ولد سيدي - كاتب صحفي .

جديد الأخبار