حمزة يوسف .. قصة امريكي اصبح شيخا مسلما بسبب حادث سير ..... فيديو

اثنين, 18/12/2017 - 16:24

رام الله - "القدس" دوت كوم - هافينغتون بوست عربي - الشيخ حمزة يوسف هو داعية وباحث ومحاضر جامعي أميركي، وهو مؤسس كلية الزيتونة في الولايات المتحدة الأميركية ومحاضر فيها، وهي أول كلية إسلامية معتمدة في أميركا.

نشأ الشيخ حمزة في منزل علم في ولاية كالفورنيا الأميركية، ولطالما شجَّعته والدته على توسيع مدراكه والتفكير بلا أطر أو حدود ولطالما حثته على احترام الأديان؛ "لأن لكل منها نصيبه في الحق".

في سن السابعة عشرة، تعرض حمزة لحادث سير بدّل حياته وغيَّر مجراها، فيروي في إحدى المقابلات تفاصيل هذه الحادثة، ويقول: "جعلتني تلك الحادثة أفكر في الموت وما بعد الموت، وبدأت أدرس الأديان عن طريق عمل مقارنات بينها، وأخيراً.. وجدت نفسي في انسجام تام مع الإسلام".

لقد تمسك حمزة يوسف بذلك الشعور الرائع الذي تملك قلبه، وبطرف خيط الحقيقة الذي شده بشكل غير مسبوق ولم يتجاهله كما يفعل الكثيرون.

قرر حمزة أن يترك الجامعة في أميركا ليذهب في جولة لمدة عشر سنوات إلى المشرق، التي عمل فيها على تدارس الفقه في السعودية والإمارات، وتعلم اللغة والشعر العربي في المغرب والجزائر، وحفظ القرآن الكريم في المدينة المنورة، بالإضافة إلى أنه تتلمذ على يد العلماء والشيوخ في موريتانيا.

يعد الشيخ حمزة يوسف نقطة تربط الإسلام بالغرب، ومن يتابعه يلاحظ تميزه بفهم عميق للدين، وبوسطية سمحة تستوعب الدين الإسلامي والمجتمع الغربي على حد سواء.

ويعد هذا المزيج عملة نادرة، فنحن في حاجة ماسة لنقطة التقاء بين المجتمع الغربي والمجتمع الإسلامي وخصوصاً في هذا العصر.

يتقن حمزة يوسف اللغتين العربية والإنجليزية إتقاناً تاماً، ويستطيع أن يخاطب كلاً من الغربيين والعرب المسلمين باللغة التي يفهمونها، حرفياً ومعنوياً.

من أحد أقواله: "إذا كان الناس في أميركا يعتقدون أن أميركا هي المجتمع المثالي، فلا أعتقد أنهم يطالعون نفس المصادر التي أطالعها: معدلات الاكتئاب، والانتحار، والاغتصاب، والجريمة، ووضع المدارس والإجهاض، والتفسخ الأسري، والطلاق"، لكنه في ذات الوقت ينبه المجتمع الإسلامي ويضع عليه شيئاً من الملامة، فهو يؤمن بأن "العقبة الأساسية أمام الدعوة الإسلامية في هذه الأراضي هم المسلمون أنفسهم بسلوكياتهم".

وعلاوة على ذلك، يتميز الداعية حمزة يوسف بأسلوب حواره المتحضر، ولين حديثه، وقوة حجته.

يتقدم الداعية حمزة نحو كل شخص يحاوره من المدخل الذي يناسبه، فهو يقرأ في الطب، والفلسفة، والسياسة، والتاريخ.

تنبع هذه القدرة الرائعة من ترابط مبادئه التي يحكمها الدين وبالتالي العقل لزاماً.

وعلى الجانب الآخر، يفتقر العديد من الدعاة هذه الأيام لهذه الحنكة التي تتيح لهم استيعاب الرأي الآخر مع أخذ فروق الأديان والخلفيات الثقافية والاجتماعية في عين الاعتبار، الأمر الذي يجعل الداعية أكثر انفتاحاً وتفهماً.

وترجمةً لرحلته هذه، وكثمرةٍ لمجهوداته في السعي وراء الحقيقة والسلام النفسي، عاد المفكر حمزة إلى أميركا ليؤسس كلية الزيتونة بغية إحياء العلوم الإسلامية.

تتجلى هنا أيضاً فكرة وعبرة جميلة؛ وهي أن العلم يجب أن يتبَعه عمل ليكتمل بشكل متناغم.

نحن في حاجة ماسّة إلى أفراد مسلمين على قدر عالٍ من العلم والفقه بأمور الدين والسيرة، وليس مجرد أفراد يمارسون العبادات بغير علم وفي منأى عن العالم، وكما قال عليه الصلاة والسلام: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم".

http://www.alquds.com/articles/1513601905403815600/

جديد الأخبار