الشك يدمر الحياة الزوجية

جمعة, 12/01/2018 - 09:41

 

عمان- الشك والحب لا يجتمعان، فعندما يدخل الشك في قلب الحياة الزوجية سريعا ما يهرب الحب خارجه، فالحياة معه "لا تطاق".
ويؤدي الشك إلى قتل المودة بين الازواج والى اختناق العاطفة وتدمير الرحمة، كما أن الشك لا يقترن أبدا مع الاستقرار، بل يرافقه دمار كيان الاسرة وانهيار امنها واستقرارها.
ويعرف الشك بأنه ارتياب حول صدق وأمانة الاخرين، وهو ظاهرة شائعة بين كثير من الناس، ولا يفصح غالبيتهم عن هذه الصفة.
 ويمكن تقسيم الشك الى انواع:
1 - الشك العادي المقبول:  فكل شخص يحتاج الى درجة بسيطة من الشك لحمايته من الوقوع في بعض الاخطاء والتأكد والتيقن من الامور قبل الاقدام عليها، خاصة اذا كانت مبنية على خبرات سابقة او توقعات اكتسبت من خبرات الآخرين، فالشك في هذه الحالة هو لحظة مؤقتة تنتقل بعدها للحقيقة او تتوصل اليها.
2 - الشك الملازم للإنسان: ويكون سمة من سمات هذا الشخص الذي يتصف بهذه الصفة فهو يجد صعوبة في التواصل الاجتماعي مع الناس حتى اقربهم اليه ومن علامات هذا النوع:
1 - الشك بدون دليل مقنع بأن من حوله يستغلونه او يريدون له الاذى.
2 - التردد كثيرا في اطلاع الاخرين على اسراره خوفا من ان تستغل ضده.
3 - الحقد وعدم الصفح والغفران.
4 - شكوك متكررة من الزوج دون وجود دليل واضح.
3 - الشك المرضي: وفيه يعاني الفرد من اوهام اضطهادية ويعتقد ان الاخرين يريدون ايذاءه وان هناك مكائد ضده وهذا الشك لا ينمو مع المرء منذ صغر، ويركز على فكرة معينة او اعتقاد يسيطر على المرض، لدرجة انها تصبح شغله الشاغل ويصبح همه دعمها بالأدلة والبراهين ورغم عدم وجود دليل كاف على هذا الاعتقاد، فإنه لا يمكن لأي شخص اقناع المريض بأن هذا الاعتقاد غير صائب وعادة ما يقوم المريض بالتصرف بناء على اعتقاده الخطأ؛ فمثلا عندما يتمحور الشك المرضي حول خيانة شريك الزوجة او الزوج فإنه يقوم بالتجسس على زوجه ومراقبة هاتفها، والعودة من العمل من غير وقت محدد لإيجاد دليل على اعتقاده الخاطئ. وعندما يتمحور الاعتقاد الخاطئ يتحول الى ايذاء فهؤلاء المرضى بالشك المرضي يبدون اسوياء تماما في ما عدا هذا الموضوع وهو الشك الذي يصابون به.
أسباب الشك 
1 - عدم الثقة بالنفس يجعل الشك مرضا نفسيا خطيرا، والحياة مع زوج شكاك او زوجة شكاكة مغامرة لا تحمد عقباها، لانه لا يستطيع التحكم في الشكوك ما يؤدي الى ارتكاب حماقات ومشاكل تؤدي إلى الطلاق. فعندما تكون ثقة الزوج أو الزوجة بنفسه عالية قبل كل شيء وبالطرف الآخر فيجعل الوساوس والاستسلام للشك والظن ضعيفا، وبهذا يضمن حياة زوجية مستقرة.
2 - الفضائيات والتقنيات الحديثة والانترنت لها دور كبير في الشك بين الزوجين، فأحيانا نجد أن قصصا تعرض مبالغ فيها كبعض الافلام والمسلسلات التي تؤثر سلبا على الزوجين وبدون شعور ووعي يلفت نظرهم الموضوع، ويصبح الشك موجودا في حياتهم ويؤدي الى مشاكل ليس لها سبب مقنع.
3 - عدم الوضوح والصراحة والابتعاد عن سوء الظن فعلى الزوجين ان يكونا واضحين وصادقين في التعامل مع بعضهما وعدم الكذب وإبعاد الشك من طريقهما؛ فحسن المعاشرة والابتعاد عما يمكن ان يشعل نار الغيرة وعدم المعاندة وتوضيح كل ما يثير أي لبس وشبهة فيطمئن قلبهم "ان بعض الظن اثم".
4 - هناك مبررات مثل ظهور سلوكيات معينة وتصرفات في الطرف الآخر، مثل تغيير المعاملة او الاهتمام الزائد بالنفس او اهمال الطرف الآخر، وأحيانا تكون غير منطقية مثل افتراض اشياء غير حقيقية يبني عليها احد الزوجين تصرفاته، وقد تتحول لمراقبة تحركات وتفتيش وعدم ثقة، ويصل الامر للتفكير في امور الخيانة.
5 - ليس من الحكمة ان تصارح المرأة زوجها بما كان لها من ماض عفا عليه الزمن ونسخته الايام وتفتح مواضيع انتهت، وان ينبش هو في ماض لا علاقة له به او العكس ما يحدث مع الزوجة في حصولها على معلومات عن زوجها قبل الزواج، فهذا يخلق نوعا من الشك فطالما بدأوا حياة مستقرة برباط زوجي مقدس فلا داعي للشك في الماضي فالاصل في الموضوع التوبة.
6 - قد يكون الشك الموجود من بداية الحياة الزوجية هو حالة مرضية للشخص الشكاك ناتجة عن أزمة او صدمة تعرض لها، لذلك عليه معالجة نفسه ومساعدة الآخرين له قبل ان تتفاقم الامور.
علاج الشك الواقع بين الزوجين
- البحث والمكاشفة لمن وقع في الشك والحرص اولا على اقراره واعترافه بحصول الشك، ثم مساءلته كثيرا عن الاسباب التي جعلته يتصرف بهذا السلوك ثم تحليل الاسباب وتجنبها، لأن كثيرا من الحالات تبين ان الشك في محله واعترف الزوج او الزوجة بخطئه، وعادت الامور الى طبيعتها وتجاوزا المرحلة فليس خطأ ان يعترف الانسان بأمور يدرك انها خاطئة.
- بيان ان الشك مظهر سلبي نفسي وانه ناشئ من خلل وضعف في الشخصية النفسية، ومحاولة التأهيل والإصلاح والتخلص من الشك عن طريق القراءة والحوار والإقناع.
- اقناع الشكاك بخطر الشك وكثرة مفاسده وانه لا فائدة منه ولا يغير شيئاً في الواقع، بل يجعل العلاقة متوترة بين الزوجين وتنتهي بالانفصال وتشتت الاسرة.
- ان يتصور الشكاك ويتأمل ان الشك واقع عليك وانك خائن وأنت بريء من التهمة، فما هو موقفك وما هو حالك مع نفسك ونظرة الاخرين اليك.
- التثبت من الامور والتدبر، ما اكثر الافراد الذين يصغون الى احاديث الافك فيتأثرون بشدة وتنشأ في نفوسهم حالة من سوء الظن والشك، الذي قد تترتب عليه المواقف الخطيرة وقد كان من الممكن تفاديها بقليل من التثبت والروية والتدبر، فالمطلوب منّا تحكيم العقل وإقصاء العاطفة جانبا والتأمل في المشكلة بكل موضوعية بعيدا عن الانانية لتظهر الحقيقة واضحة.
- حسن النية من ضرورات الحياة المشتركة بين الزوجين وحسن النية دائما في مشاعرهما وممارستها، فإذا ضحك احدهما في غير مناسبة فعلى الآخر ان لا يتصور انها موجهة ضده او من ناس اخرين ويشك في الاخر، انما حسن النوايا هو الاصل في موضوع الشك.
- دوما الشك بين المتزوجين خصوصا يؤدي الى الفراق او الهجر او انعدام الثقة بالآخرين فقد تصل الى الطلاق احيانا، وتدمر اسرة بكاملها بسبب الشك المرضي فالبعض قد يصاب به وينسى كل شيء؛ الحاضر والماضي والمستقبل، ويفكر فقط بأوهام تسكن رأسه لذلك العلاقة المبنية على الحب والاحترام والثقة والرحمة هما اساس الزواج وبعد الشك عنه.
ان أهم عنصر للسعادة بين الزوجين هو الرضا والثقة والشعور بالأمان، مما يجعل كلا الزوجين يزاول حياته الوظيفية والعادية باطمئنان من دون شك ولا ظنون سيئة، فتخرج المرأة من بيتها تشعر بالاستقرار وكذلك الرجل يغيب عن بيته وهو واثق من نفسه ومن زوجته حافظة لبيته وماله وولده، فعليهما الاثنان الثقة بالآخر، وعدم الالتفات الى كلام الاخرين والإشاعات التي تؤدي الى خراب البيوت وتنتهي بالطلاق.
رولا خلف الاستشارية التربوية مركز السلسلة الإبداعية للاستشارات التربوية
info@alsilsila.com

جديد الأخبار