زيارة الرئيس السنغالي تنهي توتراً مع موريتانيا

سبت, 10/02/2018 - 18:01

توقع مراقبون أن تنجح موريتانيا والسنغال في فتح صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية، ولا حظوا أن زيارة قام بها الرئيس السنغالي مكي صال لموريتانيا ودامت يومين أنهت فتورا دام عدة أشهر وكاد يتحول لأزمة خطيرة بعد مقتل صياد سنغالي في إطلاق نار لدورية من خفر السواحل تابعة للبحرية الموريتانية، ومهاجمة متظاهرين غاضبين انطلقوا من حي الصيادين متاجر الموريتانيين في مدينة سينلوي شمال غرب السينغال والمتاخمة للحدود مع موريتانيا.

وعبر الرئيسان الموريتاني والسنغالي عن أسفهما لهذه الحوادث، وتعهدا بالعمل على تكثيف الحوار والتنسيق لحل جميع المشاكل العالقة، وفي مقدمها ملف الصيد البحري الذي يتسبب في توترات أمنية وسياسية تؤثر سلبا على مسار العلاقات الحيوية للشعبين.

وتصدرت ملفات الصيد وحقول الغاز على الحدود البحرية ومسائل إقليمية وأمنية مباحثات الرئيس السنغالي في نواكشوط.

وتعمل في سواحل البلدين منذ سنوات شركات بريطانية وأميركية اكتشفت احتياطات كبيرة من الغاز، وتطمح في أن تبدأ في إنتاجه وتصديره في غضون سنتين.

لكن خلافات بين البلدين حول تقاسم عائدات حقول الغاز المشتركة أثارت مخاوف من تأخر عمليات إنتاج الغاز التي تتولاها المجموعة البريطانية الضخمة بريتش بتروليوم و كوسموس إنرجي الأميركية.

وفي تطور عكس نجاح الرئيسين في تنقية أجواء العلاقات، وقعت حكومتا البلدين اتفاقا "يتعلق باستغلال حقل الغاز السلحفاة الكبيرة - احميم الموجود على مستوى الحدود البحرية"، حسب ما جاء في بيان مشترك.

وكانت جهات رسمية موريتانية تتهم حكومة السنغال بعرقلة التوقيع على هذا الاتفاق الحيوي بالنسبة لموريتانيا التي تواجه مديونية ضخمة وجفافا قاسيا وتراجعا كبيرا في سعر خامات الحديد، وترغب في موارد جديدة عبر الانتقال بسرعة لدولة منتجة ومصدرة للغاز.

وفي مقابل "استعجال" موريتانيا، أعاد محللون ودبلوماسيون تريث #السنغال في البدء باستغلال الغاز إلى ضغوط من مجموعة توتال الفرنسية التي ترغب في امتيازات وعقود من الطرفين، وكذلك ربط الحكومة السنغالية ملف الغاز بالتوصل لاتفاق مع #موريتانيا يرضي الصيادين في مدينة سينلوي.

وكان إلغاء موريتانيا اتفاقا يسمح للصيادين السنغاليين بالوصول للشواطئ الموريتانية القريبة والغنية بالأسماك قد أثار حفيظة الحكومة السنغالية التي وجدت نفسها أمام أزمة قبل سنة من موعد الاستحقاقات الانتخابية، حيث فقد عشرات آلاف من العاملين في هذا القطاع مصدر دخلهم الوحيد.

وقال بيان رسمي موريتاني سنغالي "تناول الرئيسان مسألة شروط استغلال موارد الصيد وأصدرا التعليمات للوزيرين المكلفين بالصيد والاقتصاد البحري لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتقوية التعاون في هذا المجال سبيلا إلى توقيع اتفاق بين البلدين قبل نهاية مارس 2018".

ويضاف لهذه الملفات استياء #نواكشوط من أنشطة لمعارضين موريتانيين وقوميين زنوج في #داكار وهو ما تخشى السنغال أن ترد عليه موريتانيا باتصالات مع متمردي إقليم كازا ماس، وهي حركة انفصالية كثفت في الفترة الأخيرة هجماتها ضد جنود الجيش السنغالي.

وساهمت خلافات حول قضايا إقليمية في توتر العلاقات بين البلدين من بينها ما رأت السنغال أنه دعم موريتاني لديكتاتور غامبيا السابق والمناوئ للسياسة السنغالية يحيى جامى، وكذلك تشكيل موريتانيا وحلفاء لها في المنطقة من بينهم تشاد والنيجر وبتشجيع من فرنسا قوة إقليمية تكافح الإرهاب في الساحل الإفريقي، ووصل التنسيق الأمني بين موريتانيا والسينغال أدنى مستوى له خلال السنوات الأخيرة وتبادلت الأجهزة الأمنية في البلدين الاتهامات بشأن "التقاعس" عن تسليم معارضين ومطلوبين أمنيين

 الخليل ولد اجدود

.alarabiya.net

جديد الأخبار