وصول الإخوان للسلطة يعني عودة أجندتهم الإرهابية

جمعة, 31/08/2018 - 22:38

حذر خبراء موريتانيون من خطورة وصول تنظيم الإخوان الإرهابي إلى السلطة واستغلالها الانتخابات التشريعية التي تنطلق في موريتانيا، السبت، وعودة الانفتاح السياسي لتمرير أجندتها الارهابية في منطقة الساحل والصحراء.

وتشهد تلك المنطقة في أفريقيا نشاطاً متزايداً لجماعات إرهابية مدعومة من قطر وإيران الساعيتين لوجود سياسي في هذه المنطقة الاستراتيجية في أفريقيا.

رئيس موريتانيا: جماعة الإخوان تسيء للإسلام ودمرت دولا عربية

الجيش الموريتاني يشتبك مع متسللين قرب حدود مالي

يؤكد السياسي وزعيم "حزب الاتحاد من أجل موريتانيا" يوسف ولد حرمة ولد ببانة أن الأحزاب التي تصف نفسها بـ"الإسلامية" تسعى لتغيير هوية البلاد لتتبع قطر وتركيا.

 وأضاف: "الرهان على أن وجود عناصر تنظيم الإخوان في السلطة سيحدث تغييراً في البلاد هو رهان خاسر"، مستشهداً بحالة ليبيا التي أوصل فيها (الإسلاميون) البلاد لحالة من التمزق والانهيار وانتشار للجماعات الإرهابية المسلحة.

 

ونوه إلى أن تنظيم الإخوان في موريتانيا لا يملك أي رؤية أو برنامج لحكم موريتانيا، معتبراً أن هذا التنظيم استغل في وقت سابق ما سمي "أحداث الربيع العربي" لإحداث تغيير في موريتانيا بالقوة.

وشدد على أن وحدة الشعب الموريتاني تكمن في هزيمة مشروعات الإسلام السياسي التي تهدف لتمزيق موريتانيا وتقديمها هدية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي ظل يتربص بموريتانيا ووحدة أراضيها.

وأكد السياسي الموريتاني أن تحذير الرئيس محمد ولد عبدالعزيز من الإخوان يعد إعلاناً رسمياً للعمل على حماية البلاد وتجنيبها مخاطر الانزلاق.

وحث الرئيس الموريتاني، خلال خطاب في ختام حملة حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية"، الخميس، على هزيمة الإخوان وأنصارهم من التيارات الإرهابية "للمحافظة على المسار"، معتبراً إياهم السبب في دمار عدة بلدان عربية، مؤكداً أن الأمر يتعلق بمستقبل الأمة الموريتانية.

 

وحذر ولد عبدالعزيز من مخططات الجماعة المصنفة إرهابية، وقال إنها "تسببت في دمار عدة بلدان عربية، كانت أقوى وأغنى من موريتانيا".

وأكد أنه "يجب سد الباب أمام هذه الأحزاب لأن ما رأيناه يفرض علينا أن نحصن دولتنا من هذه الأحزاب".

وشدد الرئيس الموريتاني على ضرورة احترام الدين، لا استخدامه من أجل الوصول للسلطة، معتبراً أن هذا النهج "يسيء للإسلام".

وعدّ الرئيس الموريتاني تلك الأحزاب المتطرفة "شبكة لا عمل لها سوى جمع الأموال على حساب الشعب الفقير"، لافتاً إلى أن قياداتها دأبت على طلب الأموال من دول إقليمية.

واتهم ولد عبدالعزيز، الأحزاب المتطرفة بالتبعية للخارج، قائلاً إن قراراتهم تأتي من "وراء الحدود، ويتم إملاؤها عليهم من الخارج، ويجب أن نعرف جميعاً أنه لا خير فيهم لهذا البلد".

وأيد المحلل السياسي الموريتاني عثمان ولد بابا دعوة الرئيس الموريتاني الإسلاميين، مؤكداً أنها "دعوة صحيحة".

وقال ولد بابا في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "إن ارتباطات جماعات الإخوان الإرهابية أصبحت لا تخفى على أحد في موريتانيا، خصوصاً دعمها للاتجاهات المتطرفة الداعية إلى تصفية مجلس الشيوخ الموريتاني".

وأشار إلى وقوف الإخوان في وقت سابق ضد التعديلات الدستورية التي صوّت عليها الشعب الموريتاني بأغلبية ساحقة، ومحاولة التنظيم الإرهابي السيطرة على الامن الداخلي والجيش.

وأكد ولد بابا أن الشعب الموريتاني يقف بقوة ضد المد الإخواني الذي يسعى للاستيلاء على موريتانيا، واستخدام الإسلام كغطاء أيديولوجي للوصول إلى السلطة، لافتاً إلى أن مشكلة موريتانيا تتلخص في وجود هذا التيار في تركيبة البلاد، وهو ما سيهدد وحدتها إذا لم تقف البلاد في وجه مخططاتهم الإرهابية.

واعتبر المحلل السياسي الموريتاني أن هزيمة تنظيم الاخوان الإرهابي في هذه الانتخابات أصبحت ضرورة وطنية ملحة لقطع الطريق أمام مد الإخوان.

العين الإخبارية - أحمد محمد

 

ومؤيداً للتحذير الذي أطلقه الرئيس ولد عبدالعزيز، قال الصحفي والكاتب الموريتاني عزيز ولد شايخ: "إن بقاء تنظيم الإخوان خارج اللعبة السياسية يعد ضرورياً في هذه المرحلة المهمة من تاريخ البلاد خصوصاً بعد انكشاف ارتباطاتها وتعاطفها مع الجماعات الإرهابية التي تنشط في مالي وليبيا".

وحذر ولد شايخ في تصريحات لـ"العين الإخبارية" من خطورة التحالفات التي شكلها تنظيم الإخوان الإرهابي في الانتخابات الأخيرة.

وقال: "إن الدعم المالي الكبير الذي تجده هذه الأحزاب بسبب علاقاتها بدولة قطر، هو ما ساعد في شرائها لبعض القيادات الضعيفة المخدوعة بالشعارات الكاذبة".

ويؤكد الصحفي الموريتاني أن فرصة الإخوان في الحصول على مقاعد كبيرة في الانتخابات تبدو ضئيلة مقارنة بالانتخابات السابقة التي قاطعتها بقية الأحزاب.

وكانت موريتانيا من أولى الدول التي تجاوبت مع مطالب الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب وقطعت علاقتها مع قطر في يونيو/حزيران من العام الماضي.

ويسعى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، مدعوماً من الرئيس الموريتاني، لتحقيق "أغلبية ساحقة" في البرلمان المقبل، في مواجهة حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"، الذي يتخذ جماعة الإخوان مرجعية له.

وتنطلق الانتخابات البرلمانية والبلدية، السبت، ويعدها المراقبون، الأقوى من نوعها، بسبب مشاركة 98 حزباً من الموالاة والمعارضة.

وحسب الأرقام التي نشرتها اللجنة المستقلة للانتخابات، يتوقع أن تتنافس 1590 لائحة انتخابية على 219 مجلساً بلدياً و161 لائحة على 161 مجلساً إقليمياً، فيما بلغ عدد المرشحين الذين سيتنافسون على المقاعد البرلمانية (157 مقعداً) 5 آلاف مرشح.

جديد الأخبار