البحث عن الجمال في الخارج.. خطر يهدد حياتك

سبت, 28/10/2017 - 13:05

أكد خبراء ومتخصصون أن الجراحة التجميلية تعد إحدى الممارسات الطبية المعقدة، والتخلي عن جودة الرعاية الطبية، أو مؤهلات، وخبرة الطبيب المعالج من أجل خفض تكاليفها يمكن أن يعرض حياة المريض للخطر، والهوس بالإقبال على التجميل أمر غير صحي، وأصبح ظاهرة في مجتمعنا، نتيجة توفر المادة، والتسويق غير العقلاني، وأوضحوا ل«الخليج» أن هناك عدة أسباب لرخص الطب التجميلي تتعلق بالمعالج الذي ليس لديه المؤهلات العلمية، أو الخبرة الكافية التي تماثل المؤهلات والخبرة في البلاد المتطورة والمتقدمة في عالم الصحة والتجميل. وهناك أسباب تعود الى المستحضرات، أو الأدوية المستعملة فالأغلبية المستعملة ليست الأصلية ذات الماركات المعروفة والموثقة دولياً، والعديد منها لا يخضع للمراقبة الدقيقة.
ولفتوا إلى أن هناك فئة تفضل السفر إلى بعض الدول الآسيوية، وإلى أية منطقة أخرى توفر جراحات تجميلية منخفضة التكلفة، مثل مناطق شرق أوروبا في بعض الأحيان، وقد تترتب على بعض الأشخاص تكاليف إضافية في حال عدم نجاح العمل الجراحي؛ وتكون التكلفة اللازمة لتصحيح الخطأ ومعالجة المضاعفات باهظة للغاية.
في حين أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع وجود ممارسات خاطئة في التدخلات التجميلية تؤدي إلى مضاعفات خطِرة للمرضى، ومنها وجود فنيين غير متخصصين أغلبهم من خارج نطاق الحقل الطبي، واستخدام مواد تجميلية رديئة أو مغشوشة رخيصة الثمن، وعدم توفير بيئة صحية مناسبة، ويتم ذلك خارج نطاق المؤسسات الصحية المرخصة بالدولة.

إجراءات الأمان والسلامة

الدكتور أنور الحمادي، استشاري ورئيس مركز الأمراض الجلدية في هيئة الصحة بدبي، أكد أن أسعار التجميل تتفاوت، ولا يصح أن نتجه إلى الأشياء الرخيصة أو التجميل الغالي، بل لابد أن يعرف الباحث عن الجمال المادة التي سوف تستخدم، وهل هي حاصلة على موافقات من الجهات الصحية في الدولة، وعدم التنازل عن إجراءات الأمان والسلامة، وعدم قبول استخدام مستحضرات غير مصرح بها لأنها تفتقر للسلامة والأمان، والتركيز على المركز الطبي وخبرة الطبيب، فبعض العيادات تأتي بخبراء مبتدئين وأسعار رخيصة لجذب الباحثين عن الجمال.

وقال إن اختيار الطبيب يكون بناء على توصية من آخرين، وعلى خبرة الطبيب وسمعة المكان والطبيب، وشهاداته، وللأسف بعض الشهادات اليوم فيها نوع من التضليل، حيث هناك عضويات ليست لها أية قيمة، بل تعتمد على دفع رسوم ويكون الطبيب عضواً.
وأكد أن الأضرار التي تحدث نتيجة العلاج الرخيص تؤثر سلباً في صحة المريض، والأهم عدم الانصياع للصور التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا بد أن يكون الشخص واقعياً، فالهوس بالإقبال على التجميل أمر غير صحي، وأصبحت ظاهرة في مجتمعنا، نتيجة توفر المادة والتسويق غير العقلاني، ففتاة في عمر ال17 تحقن شفتيها أمر غير طبيعي، واللوم على الطبيب وأهلها، وما نريده تجميلاً وليس تشويهاً، وحقيقة أصبح لدينا تشويه بسبب التجميل والطلبات المبالغ فيها.

 

ممارسة طبية معقدة

أكد د. سانجايباراشار، استشاري جراحة تجميلية في مستشفى زليخة الشارقة، والمدير التنفيذي لمركز «كوكونا» في قطاع التحول الجمالي، أن الجراحة التجميلية تعتبر إحدى الممارسات الطبية المعقدة، ولا شك في أن التخلي عن جودة الرعاية الطبية أو مؤهلات وخبرة الطبيب المعالج من أجل خفض تكاليفها يمكن أن تعرض حياة المريض للخطر، ويشمل ذلك أيضاً إمكانية تعرض المريض لخطر الموت، أو حدوث إعاقات دائمة، أو تشوهات، أو انتقال أنماط معقدة من العدوى المرضية؛ التي تتطلب بدورها المزيد من النفقات والتكاليف لمعالجتها.
وقال: يعتقد المرضى بأن إجراء الجراحة التجميلية سيسهم في إحداث تغيير إيجابي في حياتهم، أو تطويرهم من الناحية المهنية، أو إتاحة فرص جديدة أمامهم.
وتساعد الجراحة التجميلية من دون شك في تحقيق ذلك، ولكنها في المقابل ليست الحل الوحيد الذي من شأنه مساعدة المرء على بلوغ أهدافه، ويتعين على المريض بدلاً من ذلك التركيز على الأمور الأساسية، مثل التأكد من أنه المرشح المناسب لذلك العمل، أو تلك الفرصة.
وحول سؤالنا كيف يمكن لغير الخبراء في المجال معرفة الجراحات التجميلية عالية الجودة، قال، يمكنهم ذلك من خلال إجراء بحوث كثيرة ومعمقة، فقد تتوفر لدينا اليوم الكثير من الوسائل للحصول على المعلومات مثل شبكة الإنترنت، أو سؤال الأصدقاء وغيرها، ويتمثل الإجراء الأهم في الحصول على المشورة عبر اللقاء المباشر مع الطبيب الاختصاصي، إذ يتعين على المريض مقابلة الطبيب الذي سيقوم بإجراء الجراحة التجميلية والتحدث معه، وتكوين فهم واضح حول جميع تفاصيل تلك الجراحة، فضلاً عن توجيه الأسئلة الصحيحة والملائمة.

رخص الطب التجميلي

د. لانا قشلان «استشارية جلدية وتجميل» أكدت أن هناك عدة أسباب لرخص الطب التجميلي تتعلق بالمعالج الذي ليس لديه المؤهلات العلمية أو الخبرة الكافية التي تماثل المؤهلات والخبرة في البلاد المتطورة والمتقدمة في عالم الصحة والتجميل. وهناك أسباب تعود الى المستحضرات، أو الأدوية المستعملة، فالأغلبية المستعملة ليست الأصلية ذات الماركات المعروفة والموثقة دولياً، والعديد منها لا تخضع للمراقبة الدقيقة للتأكد من فعاليتها وخلوها من الشوائب، ولهذا قد تكون أقل فعالية، أو أحياناً مضرة، وأسباب ثالثة تعود إلى أماكن المعالجة التي قد لا تتقيد بمعايير الصحة الدولية لمثل هذه المراكز التخصيصية.
وقالت: أخطار هذه المعالجات تختلف حسب نوع العمل التجميلي، ولكن بشكل عام قد تحدث التهابات وإنتانات، وندبات، وأحياناً اختلاطات اكثر جدية، مثل فقد البصر أو حتى الوفاة.
وأكدت أن هناك الكثير من الناس يسافرون للدول النامية للمعالجة التجميلية، ولكن المشكلة انهم ليس لديهم القدرة على التأكد من نوعية المعالجة، وفعاليتها لتجنب بعض الاختلاطات السيئة التي قد تحدث. أنا شخصياً شاهدت وعالجت العديد من أمثلة هذه الاختلاطات لبعض المرضى الذين تلقوا الحقن التجميلية مثل الBotox أو الfillers
في الخارج. المشكلة أننا أحياناً لا نعرف ما هي المواد التي استعملت في تلك البلاد لأنهم يستعملون أحياناً بعض المواد غير المعترف بها عالمياً والتي لا تخضع للمعايير الدولية، في حين أن الجهات الصحية في الإمارات تشرف بشكل دقيق على المراكز التخصصية للتأكد من فعاليتها وسلامة المرضى، والمعالجة التجميلية في الإمارات قد تكون اكثر تكلفة ولكنها بالتأكيد اكثر فعالية وسلامة للمرضى.
وأضافت: اعتقد أن وسائل الترابط الاجتماعي التي تدفع الناس لمحاولة تغيير ملامحهم الجمالية للتشبه ببعض المشاهير، أو الموديلات تؤدي أحياناً إلى الإدمان على العمليات التجميلية لمحاولة الوصول إلى أشكال جمالية معينة، علما بأن الكثير من هذه الصور ليست طبيعية، وغير واقعية.

تكلفة تصحيح الخطأ

الدكتورة هينا التاف «أخصائية الأمراض الجلدية في المستشفى الكندي التخصصي» قالت: تشكل تايلاند وجهة جذابة لإجراء الجراحات التجميلية نظراً لانخفاض تكلفتها التي قد تصل في بعض الأحيان إلى نحو ثلث التكلفة القياسية لهذه العمليات، ولكن ذلك قد يرتب على بعض الأشخاص تكاليف إضافية في حال عدم نجاح العمل الجراحي، وقد تكون التكلفة اللازمة لتصحيح الخطأ ومعالجة المضاعفات باهظة للغاية.
وفي حال قرر أحدهم إجراء جراحة تجميلية، عليه أن يأخذ في الاعتبار عدة أمور، منها اختيار طبيب ذي سمعة جيدة لإجراء العمل الجراحي، وإجراء بحث وافٍ عن العمل الجراحي المنشود، وفهم عملية التعافي منه حتى الشفاء تماماً، وإدراك مخاطره وآثاره الجانبية، ويفكر في خياره لمدة أسبوع على الأقل، ولا يتأثر كثيراً بالتوصيات والأسعار المنخفضة والخصومات، وعروض الهدايا، والإعلانات.
وأكدت أن هوس الجمال هو أمر غير صحي على الإطلاق، وسببه الرئيسي هو وسائل الإعلام التي تغرقنا يومياً بصور النساء الطويلات والنحيلات والجميلات، وأغلب هذه الصور تكون في واقع الأمر معدَّلةً على برنامج الفوتوشوب، مع الحفاظ على بعض الملامح الأصلية للمرأة التي تظهر فيها.

آلية التمييز بين الجراحات

الدكتور جعفر خان المدير الطبي ومؤسس «عيادة نوفا» من «استتيكس»، أكد أن التكاليف الباهظة للجراحات التجميلية لا تعكس جودة عالية في العلاج، ولطالما أوصيت المرضى بالبحث عن العيادة والطبيب الملائم على نحو يماثل عملية البحث عن المشتريات ذات القيمة العالية، قبل التوصل إلى قرار بشأن الطبيب الذي ينشدونه.
وقال: تنطوي جراحات التجميل زهيدة الثمن على الكثير من التأثيرات الجانبية التي تشمل تشوهات الجروح، والنزيف، والتورمات المصلية، إضافة إلى الكثير من العوارض المرضية الأخرى التي تتطلب إقامة طويلة في المستشفى.
رغم ذلك، تتبع معظم الجراحات التجميلية إجراءات روتينية معينة، حيث يقوم الجراح بتقديم شرح واف حول المضاعفات المحتملة، وإمكانية حدوثها مستعيناً بالنسب المئوية والإحصاءات المتاحة.
وعن آلية التمييز بين الجراحات التجميلية زهيدة الثمن والجراحات عالية الجودة، قال: هذا يمثل أمراً بالغ الصعوبة بالنسبة للأشخاص غير الملمّين بهذا الموضوع، والذين لا يعملون في المجال الطبي، لذا أعتقد أن الطريقة الأفضل تكمن في الاستفسار والاستفادة من تجارب المرضى الآخرين، والاطلاع على المراجع المتوفرة على شبكة الإنترنت.
فبالرغم من أنها ليست دقيقة تماماً، ولا تنطبق على جميع الحالات، يمكن لهذه الطريقة في جمع المعلومات أن تسهم في بلورة رؤية شاملة حول الحالة العامة للجراحات التجميلية في المجتمع.
كما يتعين توخي الحذر وعدم الانجرار للحملات التسويقية النشطة على وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من وسائل التواصل الأخرى لأنها غالباً ما تعجز عن الإيفاء بمستويات الجودة التي تُعلن عنها، ولا يكتشف المريض ذلك إلا بعد فوات الأوان.
وحول السفر بحثاً عن جراحات تجميلية زهيدة الثمن، قال: يسافر الناس إلى تايلاند وإلى أية منطقة أخرى توفر جراحات تجميلية منخفضة التكلفة مثل مناطق شرق أوروبا والهند وكوريا الجنوبية في بعض الأحيان. ويرتبط العامل الأساسي الذي يحفز على السياحة العلاجية خارج البلاد بالأسعار. ولا أقصد بهذا القول إنه لا توجد جراحة تجميلية عالية الجودة في تايلاند، إذ تضم البلاد عدداً من المراكز التي توفر مستويات رفيعة من الرعاية الصحية، وتقدم نتائج علاجية جيدة، إلا أنها لا تشكل أغلبية المراكز الطبية، فضلاً عن صعوبة العثور عليها.
وأشار إلى أن الفئات العمرية التي تخضع للجراحات التجميلية قد تغيرت من فئة كبار السن إلى فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20- 35 عاماً، ولا تبدو عليهم أيّ من علامات التقدم في السن، وإنما يسعون للحصول على أجسام، أو تقسيمات وجه متناسقة، وأي شخص مهووس بالجراحات التجميلية يكون مصاباً بمرض يدعى اضطراب التشوه الجسدي.

مصادر غير موثوقة

«رنا محفوض»، طبيبة جلدية وتجميل، قالت: هناك أشخاص كثيرون يبحثون عن الأسعار الأقل، لكن هذا الأمر مضر طبعاً، وخير مثال على ذلك، فإن مواد حقن الفيلرز الرخيصة ذات الجودة السيئة للخدود، أو الشفاه، أو حول العيون، لها مشاكل كثيرة لأنها تتسبب بظهور كتل تحت الجلد، أو قد ترفضها البشرة وبالتالي تُحدث تشوهات في المنطقة، وعند محاولة إزالتها لن تكون قدرتنا كأطباء كاملة، وقد تؤدي إلى تشويه المكان الذي تتم إزالتها منه، إضافة لاحتمالية أن تكون هذه المواد من مصادر غير موثوقة، وبالتالي تكون ملوثة، وتؤدي لحدوث خرّاجات والتهابات جلدية والتصاقات بطبقات الجلد في المنطقة وتشوهها.
وأشارت إلى أن هناك أشخاصاً يبحثون عن كريمات بأسعار رخيصة، لكن هذا الأمر خطر جداً لأن هذه الكريمات الرخيصة عادة ما تعطي مظهراً جميلاً في بداية الأمر، لكنها سرعان ما تبدأ نتائجها السلبية بالظهور وتدوم فترة طويلة وتحتاج لعلاج سنوات كثيرة.

د. أمين الأميري: تجميل منخفض الجودة ورخيص الثمن

أكد الدكتور أمين حسين الأميري الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص، وجود ممارسات خاطئة في التدخلات التجميلية تؤدي إلى مضاعفات خطِرة للمرضى، ومنها وجود فنيين غير متخصصين، يكون أغلبهم من خارج نطاق الحقل الطبي، واستخدام مواد تجميلية رديئة، أو مغشوشة رخيصة الثمن، وعدم توفير بيئة صحية مناسبة تتبع شروط التعقيم وتمنع انتقال الأمراض والأوبئة وعدم وجود أنظمة وأساليب حماية للشخص عند الطوارئ لإجراء تدخل عاجل لعلاج الآثار الناجمة عن تلك المواد التي تصل حد تعرض بعض المرضى أثناء أو بعد العملية التجميلية، إلى حروق وإغماء، أو تعب شديد، أو أية مضاعفات صحية أخرى بسبب استخدام مستلزمات طبية من دون وجود شخص متخصص ومرخص، ويتم ذلك خارج نطاق المؤسسات الصحية المرخصة بالدولة.
وقد تستعين بعض مراكز التجميل خارج نطاق المؤسسات الصحية المرخصة بأطباء أو خبراء تجميل زائرين يحملون معهم مواد وأدوات تجميلية منخفضة الجودة ورخيصة الثمن، يتصيدون الناس من خلال شبكات اجتماعية، ويعمدون إلى إخفاء الملفات والتقارير الطبية للمرضى، علماً بأن هذه الممارسات الزائفة تعد من الممارسات الخاطئة والخطِرة وتستوجب العقوبة.
وأكد أن تفشي ظاهرة استسهال حقن البوتكس والفيلر والليزر بعيداً عن أعين الرقابة يكون ضحاياها من السيدات الباحثات عن الجمال المزيف بأرخص الأسعار، بينما بعض عاملات التجميل لا يحملن شهادات طبية، وفي أحسن الأحوال فإنهن يقمن بممارسات طبية خارج اختصاصاتهن، وتصل الجرأة ببعضهن لتقديم هذه الحقن الرخيصة من خلال خدمات منزلية.
وأوضح أن الوزارة وفرت مظلة تشريعية تتضمن ضوابط واشتراطات حازمة في ما يتعلق بالممارسات الطبية فقد نصت المادة 4 من المرسوم بقانون المسؤولية الطبية على أنه «يجب على الطبيب اتباع القواعد والنظم والإجراءات الخاصة بممارسة المهنة تبعاً لدرجته ومجال تخصصه، وتسجيل الحالة الصحية للمريض والسيرة الشخصية والعائلية الخاصة به، وذلك قبل الشروع في التشخيص والعلاج، واستخدام وسائل التشخيص والأجهزة الطبية اللازمة في تشخيص ومعالجة المرضى بكل يقظة وانتباه ووفقا للأصول العلمية المتعارف عليها، وتبصير المريض بخيارات العلاج المتاحة.

- See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/fd997afe-6fa7-4506-8517-7a25aff50...

جديد الأخبار