عزيز حاول دون جدوي تقليب الخريطة السياسية في ألاك بالانحياز لولد اجاي علي حساب الفريق ولد مكت

اثنين, 31/08/2020 - 07:44

كنتُ على صلة دائمة ببعض أفراد عائلة أهل مكّت هنا في نواكشوط، وقد زرتُ الأسرةَ مرّتين في بلدة “شكَارْ” الأولى عقب المحاولة الانقلابية التي حدثت في مثل هذا اليوم (الثامن يونيو 2003) وكنتُ ساعتها متوجهاً إلى الشرق الموريتاني في مهمة صحفية لوكالة (صحراء ميديا) ثم زرتُ الأسرة للمرة الثانية لتعزيّتهم في رحمة الوالدة، وبين الزياتين تعرفتُ على الجنرال محمد ولد بمبَ ولد مكّت.

قدّرتُ له، مثلَ أغلبكم، موقفَه من الرئيس السابق، طيّبِ الذكر، سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، ومنكم من يتذكرُ التسجيلات التي نشرها الزميل حنفي ولد دهاه في موقع “تقدمي” والتي كشفت عن أخلاقٍ عالية للجنرال، في حواره مع الرئيس، الموقوف ساعتها في إحدى دور الضيافة بقصر المؤتمرات.

وحتى، ونحن نناصر الجبهة المعارضة للانقلاب، كنا نتحاشى ذّمّ ولد مَكّتْ، وفي كل مرة أزورُ فيها بلدة “لمدنْ” حيثُ يقيم الرئيس جبرياً، كنتُ أسمع من أترابي من آل الشيخ عبد الله الكثير من تثمين أخلاق هذا الجنرال، ومن التقدير لتقديره للرئيس الذي لم يُخاطبه بغير كلمة “والدي”.

التقيتُ الجنرال لأول مرة في مكتبه بإدارة الدراسات والتوثيق في العام 2014 ، بتدخل من أحد الزملاء، حيثُ فضلتُ عدم لقائه عن طريق أحد أصدقائي من أفراد الأسرة، وكنتُ ساعتها أبحثُ عن إذن بلقاء أحد قادة الطوارق (علمتُ أنه في استضافة المخابرات الخارجية) في خضم التطورات في شمال مالي، وربما كنتُ الوحيد من زملائي الصحفيين الذي يعلمُ أن ملفّ الحرب على الإرهاب موكولٌ للجنرال ولد مكّت..

استقبلني الجنرال بأريحيّة  واكتشفتُ أنه يعرفني حقّ المعرفة، وكلّف على الفور أحد رجاله بترتيب اللقاء الذي طلبتُ، ثم أصبحتُ على اتصالٍ دائم به، وأصرُ على لقائه في كل مرة أزور فيها موريتانيا، وفي كل مرة يقول لي: «الغُربه بعد بلا فايده .. خمسينَ ألف أوقية احذّ أهلك أشبه فيك من مليون في الغربية»..

قبل عامين تقريباً علمتُ من محيط ولد مكّت أنه على خلافٍ مع ولد عبد العزيز، وأنّ الأخير أطلقَ العنان للوزير المختار ولد اجّايْ في ولاية لبراكنه إمعاناً في تهميش ولد مكّت، وعلمتُ أيضاً أن الخلاف كاد يصل لإقالة ولد مكّت حين أعربَ عن استهجانه للمأمورية الثالثة في اجتماع جمع الرئيس بقادة الجيش والأمن قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية.

في المقابل، كانَ الشغل الشاغلَ للوزير ولد اجّاي هو الترويج لمأمورية ثالثة لرئيسه، وكان حريصاً على أبراز ضعفِ ولد مكّت، والترويج في محيطه لإمكانية إقالة الرئيس له في أي وقت.

صادفَ أن استقبلني الجنرال ولد مكّتْ في مكتبه في اليوم الموالي لعودة ولد عبد العزيز من سفره، عقب انتخاب الرئيس ولد الغزواني، تلك العودة التي حاول فيها ولد عبد العزيز استعادة الحزب واستمالة نواب البرلمان..وبينما كنا نتجاذبُ أطرافَ الحديث في أمور عامة، رنّ هاتف ولد مكت وبدأ يُكلمُ شخصاً على الطرف الآخر للهاتف.

جرى بينهما حوارٌ مقتضب، كنتُ أسمع ما يقول ولد مكت، ولم أسمع ما يقوله الشخص الآخر، وكان وضحاً أنه يسأل عن تحركات ولد عبد العزيز، وعلتْ نبرة ولد مكت حيثُ قال:”جَيْتُ بعد انسلمْ اعليهْ غير ألا مَدّيتْ لو روص أصباعي ولا طولت كاعْ” ثم قال ” لا لا ذاك كاع تعرف عنو ماهو بيني أنا وهوّ” وختم ولد مكت المكالمة قائلا: “نو نو ذللي واحل فيه كاع ابلا فايده اعليه .. نحنَ تعرفْ عنّ ما نمشو أعلَ اللوره”..

هذا سمعتُه ونقلته لكم دون تحريف.. بعدها عدنا للحديث في أمور أخرى حيث رفض الجنرال أن يخوض معي في موضوع ولد عبد العزيز، وكرر كلمته التي دائماً يقول لي ” ذاك ألاّ أكبَظْ أخبارُو من عند السياسيين.. نحن الصنادرة سوّلنا ألاّ عن الأمن ..” .

عبد الله ولد أتفغ المختار / كاتب صحفي

جديد الأخبار