الوصول للرشاقة مطلب دائم عند الرجال والنساء، فتحت هذه الرغبة السوق أمام شركات الأطعمة والبرامج التلفزيونية ومؤلفي كتب الرشاقة والمهتمين بالطب الشعبي، ولأن هؤلاء جميعًا يتنافسون فيما بينهم ظهرت آثار المنافسة على شكل اتهامات يوجهونها لبعضهم وكل ينتقص من قدرات منافسيه.
أصحاب الطب الشعبي يتهمون شركات المشروبات الغازية أنهم يخدعون المستهلك عندما يكتبون على علبة المشروب بأنه خالٍ من السكر بينما الشركة تستخدم مادة محلية تساوي الأضرار التي يسببها السكر، أما مؤلفو كتب الرشاقة فقد اتهموا بائعي الأعشاب الذين يدعون أن أعشابهم ذات مفعول سحري بأنهم مخادعون. في السنوات القليلة الماضية دخل في المنافسة مصنعو الكريمات المنحفة!
بمجرد أن تضع المرهم على جسدك تتبخر الدهون فتفقد الوزن وأنت جالس على الكرسي. أما القنوات التلفزيونية فقد اعتمد معظمها على فقرات صباحية يقدمها خبراء التغذية الذين يتناقضون في توصياتهم للمشاهد الذي صار لا يعرف من يصدق!
في أزمة كورونا لم ألتق بصديق أشهر عدة، وعندما شاهدته بعد ذلك كان قد صار رشيقًا يرتدي ملابس بدت أنيقة على جسمه المتناسق، وكان هذا الصديق من الأشخاص الذين ينطبق عليهم وصف “دب”، سألته عن الطريقة التي تخلص بها من وزنه الزائد، فأجابني بأنه وبعد محاولات فاشلة عدة وتوصيات عدة من الخبراء اكتشف أن الطريقة السليمة والحقيقية تكمن فيما فعله هو وليس في ما قرأه وما شاهده، سألته وماذا فعلت؟ فأجاب: أغلقت فمي!
قبل أيام شاهدت امرأة على اليوتيوب تتحدث عن تجربتها في الوصول إلى الرشاقة بعد أن خسرت 20 كيلو جرامًا في تسعة أشهر، كررت ما قاله صديقي عندما قالت بأنها فشلت في كل التجارب التي طبقتها بناءً على ما كانت تقرأه وتشاهده وقالت تحديدًا وبلهجتها اللبنانية: قفلت تمي!
أنا شخصيًا لدي تجارب عدة كانت تعتمد على ممارسة الرياضة شبه اليومية مع تقليل الطعام، لكنني أعود لاكتساب الوزن بعد أن أتوقف عن الرياضة، قبل ثلاثة أشهر توقفت عن أكل الحلوى، وعن تناول السكر مع الشاي والقهوة، أفقدني هذا الالتزام أربعة كيلو جرامات وهذا نصر لشخص أصبح غير رياضي، تذكرت الآن أوبرا وينفري عندما قالت أثناء تقديمها لبرنامجها أن النساء في موريتانيا لا يعرفن الرجيم لأن البدانة هناك تعدّ من مظاهر الجمال، ثم نظرت إلى الجمهور وقالت للنساء: هيا بنا إلى موريتانيا.
من عالم الرشاقة
أحمد الحامد |