لليوم العاشر، يواصل الموريتانيون بمختلف مشاربهم وطوائفهم وأجيالهم، وقوفهم المتضامن والحازم مع أهالي قطاع غزة في محنة العدوان الصهيوني الذي تستهدف منذ عدة أيام أرواحهم ومساكنهم وأمنهم.
وأكملت الأحزاب السياسية الموريتانية في صفي الموالاة والمعارضة، تحضيرها لمسيرة كبرى مساء الأربعاء نصرة لأهل فلسطين ورفضاً للهجمة الصهيونية ضدهم.
وقد وحد التضامن مع الفلسطينيين الطيف السياسي الموريتاني الذي قرر تنظيم مسيرة مشتركة معبرة عن موريتانيا وشعبها.
وستنطلق هذه المسيرة التي ستكسو سماءها أعلام فلسطين وشعارات التضامن مع أهلها واللافتات الرافضة للاحتلال، من ساحة ابن عباس وسط العاصمة لتسلك شارع جمال عبد الناصر، على أن تختتم بمهرجان خطابي أمام مقر الأمم المتحدة بنواكشوط.
وحسب المنظمين، فإن المهرجان سيشهد قراءة بيان ختامي معبر عن مواقف جميع المشاركين في هذه المسيرة التي ستكون غير مسبوقة لحرص ساكنة العاصمة على حضورها.
وفي إطار هبة التضامن الموريتانية مع فلسطين، نظم علماء وأئمة وخطباء مساجد العاصمة نواكشوط ندوة فكرية دعوا خلالها “لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة مادياً ومعنوياً للشعب الفلسطيني”.
وأكد العلماء الذين تعاقبوا على منصة الندوة “استنكارهم وإدانتهم البالغة لما يقوم به المثبطون والمخذلون من تشكيك في مشروعية جهاد أهلنا في فلسطين، وإثارة للشبه حوله”.
وشدد العلماء التأكيد على “أن العدوان على فلسطين كشف المعايير المزدوجة التي هي سمة مواقف قوى الكفر في الغرب والشرق وأذيالها، حيث تختفي دعايات حقوق الإنسان ونصرة المظلومين ومنع العدوان، وينكشف زيف تلك الدعايات كلما تعلق الأمر بالمسلمين”.
وعبر العلماء “عن مناصرتهم ومؤازرتهم الكاملة لكل الفلسطينيين، وبخاصة المجاهدون في غزة، ووقوفنا معهم ومساندتنا لهم واعتزازنا بهم”.
وشدد علماء موريتانيا “على أن نصرة فلسطين واجب على كل مسلم، وأنها فرض على العلماء والحكام والتجار وأصحاب المنابر والمحابر والسياسيين وغيرهم”.
وعلى هامش الندوة تم تنظيم حملة تبرع أمام الحضور، لصالح الفلسطينيين، حيث أفتى العلماء بأن الأولوية في الزكاة في هذا الظرف تقتصر على المجاهدين في سبيل الله في فلسطين.
وكان رئيس المجلس العلمي لهيئة العلماء الموريتانيين العلامة الشيخ اباه ولد عبد الله قد حث في رسالة معممة قبل أسبوع على دعم الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، من خلال صرف الزكاة عليهم.
وضمن الأنشطة الخاصة بالتضامن الرسمي والشعبي الموريتاني مع الأهل في فلسطين، ستنسق موريتانيا يوم الخميس اجتماعاً افتراضياً لاتحاد المغرب العربي على مستوى وزراء الخارجية، خاص بالتشاور وتنسيق الجهود المغاربية لمؤازرة الشعب الفلسطيني.
وأكدت الخارجية الموريتانية، في بيان أصدرته الثلاثاء، أن “هذه الدعوة تأتي وعياً منها بخصوصية اللحظة التاريخية، وبضرورة إسهام كل من موقعه في حماية فلسطين مقدسات وشعباً وأرضاً”.
وطالبت موريتانيا “بتنسيق الجهود المغاربية لمؤازرة الشعب الفلسطيني الشقيق بما من شأنه أن يكفل الحماية لأرضه وأرواحه وممتلكاته، ويمهد السبيل لحل عادل دائم ينهي معاناته طبقاً لما يقضي القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخطة السلام العربية”.
وذكرت الخارجية الموريتانية في بيانها بخطورة ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ أيام، من تنكيل غير مسبوق بالمدنيين الأبرياء في رحاب المسجد الأقصى المبارك، وتهجير المقدسيين قسراً لصالح الاستيطان، وتسخير آلة الحرب الإسرائيلية، جواً وبراً وبحراً، لتقتيل النساء والأطفال والشيوخ، وتدمير مرافق الحياة في القطاع المنهك بسنوات خانقة من الحصار.
وأضافت أن هذا يجري في ظل “صمت دولي رهيب عن تنصل إسرائيل من واجباتها كسلطة احتلال وانتهاكها السافر لمقتضيات القانون الدولي وللقرارات الأممية”.
وفي السياق نفسه، أكدت ندوة نظمت أمس تحت عنوان: “القدس.. قضية الأمة الجامعة” في جامعة نواكشوط “أن الهجمات التي نفذتها إسرائيل ضد الفلسطينيين مثلت انتهاكاً صارخاً للقوانين والاتفاقيات الدولية”.
ودعت الندوة في نداء ملح “المجتمع الدولي إلى محاسبة إسرائيل على هذه الانتهاكات أمام محكمة الجنايات الدولية”.
وأكدت “أنه لا يجوز لأي جيش في النزاعات المسلحة أن يستخدم القوة العسكرية حتى ضد العدو إلا لضرورة عسكرية”.
وتساءل مشاركون في الندوة: “ما بال الجيش الإسرائيلي يستخدم القوة المفرطة جداً ضد الفلسطينيين وهو يعرف أن الهجوم الذي يشنه يؤدي إلى خسائر في المدنيين وممتلكاتهم”.
وأكد المتدخلون “أن القانون الدولي يحذر من استهداف الممتلكات المدنية في النزاعات المسلحة إلا في حالة واحدة وهي أن يستخدم أحد الأطراف هذه المباني لشن هجوم على الآخر، وهو ما لا ينطبق على المقاومة الفلسطينية ممثلة في كتائب القسام والجهاد الإسلامي لكونها لا تتستر خلف المباني السكنية”.