قُتل علي شبلي، أحد “مسؤولي سرايا المقاومة” التابعة لحزب الله، في عملية ثأرية خلال حفل زفاف بمنقطة الجيّة ليلة السبت، انتقاماً لقتله أحد شبان “عرب خلدة” قبل نحو سنة من دون أن يتم تسليمه إلى القضاء للمحاكمة.
وقد أقدم أحمد، شقيق المغدور حسن غصن على إطلاق عدد من العيارات النارية نحو صدر علي شبلي خلال الزفاف ما أدى إلى مقتله وإلى خلق حالة توتر بين منطقتي الضاحية الجنوبية وخلدة. وتمّ التداول بتسجيل صوتي لأحد مناصري حزب الله يتمنى فيه على الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله مهاجمة عرب خلدة للرد على مقتل القائد شبلي الذي عجزت إسرائيل عن قتله في بنت جبيل، بحسب قوله.
وعلى الإثر، فرض الجيش اللبناني طوقاً أمنياً في محيط سنتر شبلي في خلدة الذي يملكه القتيل، في وقت صدر عن عشائر العرب بيان جاء فيه: “من عادات العرب وتقاليدها أن تأخذ بالثأر إذا لم تتم مصالحة بين المتخاصمين، وإن ما حصل بمقتل علي شبلي ليس إلا أخذاً بثأر. لذلك نتمنى على ذوي المقتول علي اعتبار القتل عيناً بعين ولا يتجاوز ذلك، وإننا نحرص جميعاً على الحفاظ على السلم الأهلي وحق الجوار والمشاركة الوطنية. ونرجو ألا يجرّنا الأمر إلى فتنة لا تُحمد عقباها ويدنا بيد كل من يريد صلحاً وخيراً للوطن”.
وفي وقت بات أحمد غصن الذي أردى شبلي في عهدة مخابرات الجيش، فقد ذكرت عائلته في بيان اليوم أنها “منذ اليوم الأول لاستشهاد ولدها أهابت وتمنت وألحّت بالطلب إلى السلطتين الأمنية والقضائية كي تمارس مسؤولياتها القانونية والعدلية في التحقيق بهذه الجريمة وصولاً إلى توقيف القاتل علي شبلي ومحاكمته على جريمة القتل التي اقترفتها يداه، وما ذلك إلا إيماناً من العائلة ومن سائر العشائر العربية بأن لا سلطة يجب أن تعلو على سلطة الدولة اللبنانية وسلطة القانون”.
وأوضحت أنها “لم تترك باباً إلا وطرقته للمطالبة بحقها في معاقبة القاتل المذكور وفقاً لما ينص عليه قانون العقوبات اللبناني. إلا أن محاولاتها قوبلت على مدار سنة كاملة بامتناع من كان يحمي علي شبلي عن تسليمه إلى القضاء المختص رغم المحاولات الحثيثة التي بذلتها قيادة الجيش اللبناني بهذا الخصوص دون جدوى”. وأشارت إلى أن “الغاية من طلب العائلة اللجوء إلى القانون ومعاقبة القاتل على فعلته لم تكن إلا لإيمانها المطلق بأنها تحت القانون ولقناعتها بأن مساءلة القاتل من شأنها حقن المزيد من الدماء وتجنب الثأر في المشهد الذي رأيناه في مقتل المدعو علي شبلي”.
وأضافت: “إن عائلة غصن وسائر العشائر العربية إذ تقف مذهولة ورافضة لما حصل، إلا أنها ترى أن ما لحق بالمدعو علي شبلي على يد شقيق الشهيد حسن غصن كان بالإمكان تجنّبه في ما لو قامت سلطة الأمر الواقع الحامية له بتسليمه للقضاء المختص؛ لأن تسليم القاتل في هذه الحالة هو حماية له قبل أن يكون اقتصاصاً منه. وأمام إمعان سلطة الأمر الواقع في حماية مجرميها ومحاولة إفلاتهم من العقاب، رأينا اليوم وللأسف أخ الشهيد حسن غصن ينتفض لكرامته ويستوفي حقه بالذات قاضياً على نفسه قبل أن يقضي على علي شبلي”.
من جهته، أصدر “حزب الله” بيانا جاء فيه: “تعليقا على الحادث المؤسف والأليم الذي طال الشهيد المظلوم علي شبلي في منطقة الجية، والذي قضى بفعل منطق التفلت والعصبية البعيدين عن منطق الدين والدولة، نؤكد رفضنا المطلق لكل أنواع القتل والاستباحة للحرمات والكرامات، ونهيب بالأجهزة الأمنية والقضائية التصدي الحازم لمحاسبة الجناة والمشاركين معهم. إضافة إلى ملاحقة المحرضين الذين أدمنوا النفخ في أبواق الفتنة واشتهروا بقطع الطرقات وإهانة المواطنين”، وأضاف “إننا في حزب الله نعزي آل شبلي بالشهيد المظلوم علي شبلي، ونسأل الله لهم الصبر والسلوان، ونؤكد قيام الدولة بواجبها في الملاحقة والمحاسبة”.
ولدى تشييع علي شبلي في منطقة خلدة، حصل إطلاق نار وقذائف “أر بي جي” مما سبب حالة توتر وهلع بين السكان في المحلة. وتعددت الروايات حول أسباب الاشتباك بين قائل إن إطلاق النار تم فور وصول موكب القتيل علي شبلي وقائل إن المشيعين حاولوا نزع صورة الفتى المغدور من آل غصن ما أدى إلى حصول الاشتباك وعلى مرأى من وحدات الجيش اللبناني.