هل غرقت (رباعيات الخيّام) مع تيتانيك؟ وكيف ترجمت عشرات المرات وغنتها أم كلثوم ...‏فيديو

اثنين, 14/03/2022 - 12:32

تؤكّد الكثير من المصادر ومن الباحثين الذين شغلتهم حادثة غرق السفينة الأشهر "تيتانيك" قبل وصولها إلى ميناء "نيويورك" في 14/ نيسان/1912 إثر اصطدامها بجبل من الجليد، أنّ السفينة كانت تحمل النسخة الأصلية والوحيدة من ديوان الشعر "رباعيات الخيّام"، ولا يتّفق الجميع حول طريقة وصول هذه النسخة لتأخذ مع السفينة في رحلتها الأولى والأخيرة طريقها عبر "الأطلنطي" فتغرق معها وتندثر إلى الأبد. 

الروايات مختلفة أيضاً حول كيف أمكن إذاً ترجمة الرباعيات إلى كلّ هذه اللغات، وما هو المصدر أو المصادر التي تمّ اعتمادها والوثوق بها، أم إنّ كلّ الرباعيات التي تُرِجِمَت كانت مزوّرة؟، أم قام المترجمون من الشعراء وغيرهم بكتابة رباعياتهم الخاصّة أو ترجمة ما وصلهم من النسخ دون تدقيق؟

"""

صور ومقاطع منسوخة!

تقول أشهر القصص إنّ "فرانسيس ستكلايف" وكان صحافياً بريطانياً كان قد اشترى هذه المخطوطة لبيعها، ولكنّه احتفظ ببعض الصور والمقاطع المنسوخة، فقام ابن أخيه بإعداد نسخة جديدة من الرباعيات، مستخدماً تلك الصور والمقاطع، ومع أنّ هذه النسخة وصلت أخيراً إلى المتحف البريطاني، وتمّ صنع أوراق الكتاب الذي يحتويها من أوراق الذهب وترصيعه بالمجوهرات،  كما وحفظت مخطوطات لها في المتحفين الألماني والفرنسي وفي جامعة "كامبردج"، بفضل الشاعر الإنكليزي "فيتز جرالد"، الذي ترجمها من الفارسية إلى الإنكليزية سنة 1868، إلّا أنّ النسخة الأصلية من الرباعيات لا تقدّر بثمن، وهي مكتوبة بخطّ "الخيّام" نفسه، والأكيد أنّه لم يصل إلينا إن صحّ نقل "ستكلايف" إلّا جزء من الرباعيات، وربّما يكون يسيراً. 

"""

لماذا الرباعيات، ومن هو الخيّام؟

للرباعيات في اللغة العربية وحدها أكثر من خمسين ترجمة موثّقة، لشعراء وأدباء عرب ترجمها بعضهم من الفارسية مباشرةً كأحمد الصافي النجفي وأحمد رامي الذي غنت أم كلثوم مقاطع من ترجمته في القصيدة التي لحنها رياض السنباطي في مطلع خمسينيات القرن العشرين. 

 وقد ترجم البعض الرباعيات من ترجمات أخرى لها بلغات مختلفة كالإنكليزية والفرنسية، وتمّت بالطبع ترجمتها إلى مختلف اللغات في العالم كلّه، فما سرّ كلّ هذا الاهتمام والتبجيل لهذا العمل الشعري، ماذا ميّزه وأكسبه كلّ هذا الحضور والقيمة؟. 

الرباعيات جمع رباعية، وهي أربعة أبيات من الشعر في أربعة أسطر، على قافية واحدة، تقدّم بمجموعها فكرةً خالصةً تامّة المعنى والصورة، مثل رباعية الخيّام التالية وهي من ترجمة شاعرنا العراقي أحمد الصافي النجفي: 

قد خاطَبَ السمكُ الإوزَّ مُنادياً: 

سيَعودُ ماءُ النهرِ، فاصْفُ هَناءَ

فأجابَ: إنْ نُصبحْ شِواءً.. فَلتكُ 

الدُنيا سراباً بَعدَنا أو ماءَ. 

ثمّ إلى رباعية أخرى بموضوع وفكرة أخرى وبقافية مختلفة، والحقيقة أنّ هذه الطريقة في النظم الشعري لم تكن من ابتكار الخيّام، فلقد كانت معروفةً في زمنه وقبله، لكنّ ما قدّمه الخياّم في رباعياته كان بشهادة جيش من الأدباء والشعراء والمفكّرين والنقّاد حول العالم، شيء يشبه التحليق المرتفع في فضاءات خيال لا ينتهي، مع سبك شعري جزل ومحتوى فلسفي عميق ثائر، ولمحات لا تنقطع من الذكاء والانسجام. 

يقول الشاعر والفيلسوف التركي رضا توفيق بك (1869-1949) في كتابه "رباعيّات خيّام": (إنّ الفوز الذي كُتب لرباعيّات الخيّام منبعث عن فهم الخيّام لمعنى الحياة وفق عقيدة المدنية الحاضرة وذوقها، وأفادته دساتير هذه العقيدة الأساسية في رباعيّاته بأسلوب شعري بديع، ولم تلتفت أمم الغرب إلى الخيّام هذا الالتفات إلا لأنّها نظرت إليه نظرة أوروبي معاصر حكيم، وعملت بما في تعاليمه من حكمة، بل ومضت على طريقه).

ويقول الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي (1897-1977) في مقدّمة ترجمته للرباعيات: (أوّل ما قرأتُ من رباعيّات الخيّام هو تعريب الأديب السيّد وديع البستاني وقد أثّرت في نفسي قراءتها حينذاك بحيث نقلتني من عالمي المحسوس إلى عالم خيالي بديع ملؤه اللذة والهناء، فوددتُ لو بقيتُ فيه ولا أنتقل إلى هذا العالم المادّي المفعم بالآلام والأتعاب، كما وقلتُ لنفسي: إن كان هذا أثر التعريب فما هو أثر الأصل يا تُرى!؟). 

عُرف الخيّام في الغرب وذاع صيته بوساطة الشاعر الإنكليزي الأديب (فيتز جرالد- Fitz Gerald) الذي كان أوّل من ترجم رباعيّاته إلى الإنكليزية، وأمّا في الشرق فقد صُنّف زمنا طويلاً في زمرة الرياضيين والمنجّمين ولم يكن في عداد الشعراء.

وعمر الخيّام (1048-1131) هو غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيّام النيسابوري، عالم فلك ورياضيات وفيلسوف شاعر فارسي، يقول البعض إنّه من أصول عربية، ولد في نيسابور بإيران، تخصّص في الرياضيات والفلك وكذلك باللغة والفقه والتاريخ، وكان أوّل من اخترع طريقة حساب المثلّثات ومعادلات الجبر من الدرجة الثالثة، وهو صاحب الرباعيات المشهورة التي نتحدّث عنها... والتي حققت شهرة في مختلف الآداب العالمية.

"""

سحر الرباعيات

يحكي أحمد الصافي النجفي شاعر العراق الثائر الذي عاش حياةً كلّها ألم وإرهاق، قصّته مع الرباعيات: (أقمتُ في طهران ثماني سنوات كان همّي الوحيد فيها درس الأدب الفارسي والنفوذ إلى معانيه الدقيقة ومراميه السامية لأصل منها إلى الينبوع الصافي الذي سالت منه خيالات عُمر الخيّام الذي شُغفت به دون باقي شعراء الفُرس، فمنذ بدأت مطالعة الرباعيّة بالفارسية تحرّكت رغبتي إلى محاولة فكّ تلك الطلاسم واكتشاف ما اختبأ في ذلك الكنز لعلّي أستطيع أن أُتحف قرّاء العربية لغتي المحبوبة، لا بتلك الخيالات الشعرية المعروفة التي تدفع إلى التشاؤم وتدعو إلى اللذّات فحسب، بل بتلك اللآلئ المكنونة التي تمثّل آراء الخيّام الفلسفية ونكاته الأدبية البديعة).

لم يكنِ الخيّام نفسه عندما نظم رباعيّاته وجمعها يحلم بما سيكون لها من الشأن بعده، وخصوصاً عند أمم غريبة عنه وطناً وجنساً ولغةً وديناً، فلقد لقيت هذه الرباعيّات ما لم يكن بحسبان الخيّام ولا غيره أن تجد كلّ هذا التهافت والإقبال على دراستها ونقلها إلى لغات العالم المتمدّن.

 

""

شاعرية الخيّام

يذكر المستشرق "باربيه دوميناد" الخيّام قائلاً: (ألا يعدّ غريباً ظهور شاعر في إيران القرن الحادي عشر للميلاد، فيكون نظيراً لغوتيه وهانري هاينه؟. ما الذي أبدعه الخيّام حتّى اعتبر سابقاً لعصره بعصور)؟. 

الخمر والساقي والعود والناي من أكثر الكلمات التي يردّدها الخيّام في رباعياته، لكنّ هذا لا يسم شعره بالمجون والانحراف والإباحية، لأنّه يستعمل كلّ ذلك وغيره لتقديم جملة من المعاني والأفكار الإنسانية التي قد تراودنا جميعاً، فالعمر سريع الزوال، يجب أن نعيش حياتنا وننتهز فرصها الطيبة قبل فواتها، نحن لا ندري من أين أتينا وأين نمضي، لن نستطيع معرفة كلّ شيء، والكثير من التساؤلات والحكم والنصائح والصور التي قدّمها الخيّام في قوالب لم تكن حديثةً وعبقريةً في زمنه فحسب، بل إلى الآن وفي المستقبل، وفي نفس الوقت يجمع كلّ الذين قرؤوا النسخة الفارسية من الرباعيات وأدركوا الفنّ الأدبي الذي استعمله الخيّام في سبكها، أنّه قد كان موفّقاً في انتقاء ألفاظه، بانسجام وسلاسة وتشبيهات واستعارات ذكية ولطيفة، والأهمّ في شدّة وضوحه وتركيزه، وفي ذلك يقول الأديب اللبناني أديب التقي البغدادي (1895-1945): (وإنّ شعراً يحوي على مثل هذه الميزات المتنوّعة ويضمّن في شطوره الأربعة ما يحتاج شرحه إلى عدّة صفحات من المعاني الحكمية العالية المتينة، لَهوَ دون شكّ محصول عبقرية فذّة و نبوغ نادر). 

كان الذين ينظمون الرباعيّات في فارس يُعدّون بالمئات، ولكنّ الخيّام كان نسيج وحده، وهو أستاذ الأساتذة في نظم الرباعيّات، ويكفي لمعرفة ذلك، المُقايسة بين رباعية من رباعيّاته وأيّة رباعيّة لغيره في مرماها ومعناها، فيظهر الفرق جليّاً في الاتّجاه والأسلوب والبيان، وهي العلامة الفارقة التي تميّز شعر الخيّام. 

ومن شاعرية الخيّام أنّه لم يكن في شعره غايات خاصّة يرمي إليها كالدين والوطن والإنسانية والأخلاق، بل إنّ له طرز تفكير خاصّ وطبيعة فلسفية خاصّة، فهو يفكّر في الحياة الجميلة ومسالك السعادة فيها، ولقد حذا حذوه كثيرون من شُعراء الفُرس وتأثّروا بأفكاره وظواهر هذا التأثّر ضعيفاً كان أو قويّاً، مثل "حافظ شيرازي" و "ناصر خسرو" و "ميرزا عبّاس خان أديب".

فلسفة الخيّام

لم يكن الخيّام شاعراً أو عالم فلك ورياضيات وغيرها فحسب، بل فيلسوفاً أستاذاً جلس إليه كبار العلماء والمشرّعون، ولقد احتار وأخطأ الكثير من المفكّرين والنقّاد في فهم أفكار الخيّام وتحديد فلسفته وعقيدته الدينية، فاتّهمه البعض بالإلحاد والبعض بالتصوّف، وصنّفه البعض من الفلاسفة اللا أباليين والبعض جعله في زمرة الفلاسفة الانقلابيين، وكان كلّ منهم يستند إلى ما قاله الخيّام في رباعياته، والحقيقة أنّه قال الكثير والكثير، ما جعل تحديد توجّهاته وقناعاته في الفلسفة وفي الدين أمراً صعب المنال. 

فهو من ناحية، يبدو لا أبالياً بين الفلاسفة (الذين لا يبالون بمسائل ما وراء الطبيعة والوجود المطلق وحقيقة الروح وغيرها)، لأنّه يقرّ الجهل بحقائق هذه المسائل فيرى أنّ طاقة البشر لا تستطيع الإحاطة بها، ويبدو أنّ الخيّام في رباعياته كان مؤمناً -كما تشير الكثير من الرباعيات- بوجود قدرة قاهرة فوق البشر، وهي القدرة الكلّية التي تعني وجود خالق سرمدي هو "الله"، لكنّه يعتبره فوق العقل والمعرفة. 

يعتبر الكثيرون الخيّام غير متديّن وليس كافراً، فهو فقط لم يكن يعبأ بشيء ممّا تجب رعايته من شؤون الشريعة، ولقد عبّر بالفعل عن ذلك في بعض رباعياته، كما اعتبر في بعضها الآخر أنّ محاولة البحث عن حقيقة الموجودات المحسوسة في الكون محاولة خائبة لا ريب، لأنّ صور الحوادث لا ترتبط بحقيقة مطلقة بل بأجهزتنا الحسّية، وكلّ ما ندركه في الوجود فبسبب قابليته لإحساسنا به، وهنا يتفّق معه علماء الطبيعة وبعض الصوفية الذين يعتبرون إنّ ما وصلنا إليه من علمٍ في الكائنات ليس هو الحقيقة والواقع، فهو علم موافق لوسائلنا الإدراكية، وعلى هذا لا يكون العلم هو نفس المعلوم، ولو جُهِّزنا بآلات إدراك غير هذه الآلات لرأينا الأشياء على غير ما نراها الآن، وأدركناها بشكل مختلف!

من ناحية أخرى، اعتُبرَ الخيّام "فيلسوفاً انقلابيا"، انطبق نظره الفلسفي العميق إلى الحوادث مع الفلسفة التي ذهب إليها "فلاسفة الطبيعة"، فهو يرى أنّ الكائنات سيل مستمرّ يتدفّق ويندفع منذ الأزل وإلى الأبد، والإنسان بينها جاهل لا يدري من أين أتى وإلى أين يذهب، وجميع العناصر في تركيب وانحلال دائم، الأجزاء البسيطة التي تتركّب منها مادّة الموجودات هي دائماً في تجمّع وتفرّق، فالإنسان الذي يموت وتُودع جُثّته بطن الثرى، ذلك المعمل الكبير الذي نُسميه "الطبيعة"، تنحلّ عناصره وتتبعثر، وقد يدخل بعض هذه العناصر المُتبعثرة في عفصة سروة أو زهرة خبّيزة، وربّما صار بعضُها الآخر إلى كتلة طين،  فيصنع الخزّاف منه عروةً لإبريقٍ أو أذُناً لجرّة من قرميد!، ويمكن القول أنّ هذه الفلسفة هي التي ألهمتِ الخيّام أجمل رباعيّاته وأشدّها تأثيراً ووقعاً في النفس، وما يُفيد هذا المعنى منها كثير منها.

يشبّه الكثير من الكتّاب الغربيين الخيّام بالشاعر الروماني "لوكريسيوس" وبغوتيه وهاينه، وبالطبع بأبي العلاء المعرّي، حتّى ليمكن إعداد مقالات وأبحاث عن هذا التشابه، ويكفي قراءة قصيدة أبي العلاء التي مطلعها (غير مُجدٍ في ملّتي واعتقادي)، لنجد جميع ما فيها من الأفكار موجود في رباعيات الخيّام.

دُفِن عمر الخيام في 1131 م في مدينة نيسابور الإيرانية، وقبره اليوم على هيئة متحف باسم "خيّام" وسط حديقة جميلة زاخرة بالأشجار الخضراء الباسقة. 

خصّصت منظّمة اليونسكو يوم 18/أيّار من كلّ عام للاحتفاء باليوم العالمي للخيّام، اعترافاً ثقافياً عالمياً بقيمة وأثر هذا الشاعر والفيلسوف الكبير الذي شغل العالم عبر قرون وفي كلّ مكان، كما تحتفل العديد من الفعاليات في دول العالم بهذا اليوم، وكذلك "غوغل" بالطبع، باعتباره من عظماء التاريخ الذين خلّدهم وخلّد أعمالهم. 

من رباعيات الخيّام التي ترجمها من الفارسية إلى العربية الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي سنة 1926 أختار لكم: 

تزْدادُ حَيْرةُ عقلي كُلَّ داجِيةٍ

والدمعُ حوليَ مثل الدُرِّ مَسْكوبُ

لا يَمْتَلي جامُ رأسي مِنْ وَساوِسِهِ

وليسَ يُمْلأُ جامٌ وهْوَ مَقْلوبُ.

غَدَوْنا لذي الأفلاكِ ألعابَ لاعِبِ

أقولُ مقالاً لستُ فيهِ بِكاذِبِ

على نَطْعِ هذا الكونِ قَدْ لَعِبَتْ بِنا

وعُدْنا لِصُندوقِ الفنا بالتعاقُبِ.

يا باقياً رهْنَ الرياءِ ورائحاً

لقصيرِ عيشِكَ في عناءٍ مُتْعِبِ

أَتقولُ أينَ تروحُ منْ بعدِ الردى؟

هاتِ المُدامَ، وأينَ ما شئتَ اذْهَبِ.

لا تنظرنَّ إلى الفتى وفنونِهِ

وانظُرْ لحفظِ عهودِهِ ووفائهِ

فإذا رأيتَ المرءَ قام بعهدِهِ

فاحسبْهُ فاقَ الكُلَّ في عَليائهِ.

كَمْ سِرْتُ طِفلاً لِتَحْصيلِ العُلومِ وكَمْ

أصبَحْتُ بَعْدُ بِتدريسي لها طَرِبا

فاسْمَعْ خِتامَ حديثي ما بَلَغْتُ سِوى

أنّي بُدِئتُ تُراباً، ثُمَّ عُدْتُ هَبَا.

يَقولُ المُتّقونَ: غَداً سَتَحْيا

على ما كُنْتَ في هذي الحياةِ

لِذا اخْتَرْتُ الحبيبةَ والحُمَيّا..

لِأُحْشَرَ هكذا بَعْدَ المَماتِ.

يا عَالِماً بِجميعِ أسْرارِ الورى

ونَصيرَهِمْ في العجْزِ والكُرُباتِ

كُنْ قابِلاً عُذْري إليكَ وتَوبَتي

يا قابِلَ الأعْذارِ والتوباتِ.

 

***

أورينت نت – صخر بعث

جديد الأخبار