فيديو ‏: أم كلثوم تسجل أغنية «القلب يعشق كل جميل» .. و السنباطى يبكى منفعلا بكلماتها أثناء تلحينه

سبت, 28/05/2022 - 10:56

كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، حين استمعت زوجة الموسيقار رياض السنباطى، السيدة «كوكب عبدالبر» إلى صوته وهو يدندن على العود فى قمة التأثر، وكاد أن يبكى من شدة تأثره وانفعاله بالكلمات التى يلحنها، فطرقت باب صومعته مستأذنة إياه بالدخول وجلست إلى جواره تسأله: «ماذا بك يا رياض؟.. ولم تبرح مكانها إلا بعد أن سمعته يغنى بصوته على العود «دعانى لبيته لحد باب بيته.. ولما تجلالى.. بالدمع ناجيته».. كانت الكلمات من أغنية «القلب يعشق كل جميل» التى برع بيرم التونسى فى كتابتها، وكان السنباطى مندمجا فى تلحينها لسيدة الغناء العربى أم كلثوم، بعد أن سبق ولحنها الموسيقار الكبير زكريا أحمد، لكنها لم تقدمه، ويوجد بالفعل تسجيل غنائى بصوت الشيخ زكريا للأغنية، ثم أعطت أم كلثوم كلمات الأغنية للسنباطى، ويروى الشاعر مصطفى الضمرانى قصة ولادته فى كتابه «حكايات وراء أغانى زمن الفن الجميل».

 

كان «الضمرانى» قريبًا من «السنباطى»، منذ أن لحن له أغنية «اتصالحنا أنا وحبيبى لفايدة كامل»، وعلى أثر ذلك ظل يتردد على فيلا السنباطى بمصر الجديدة وكانت تعرف باسم «فيلا راوية».. يتذكر: «جمعتنى به لقاءات أكثر من مرة خلال بروفات الأغنية التى تم تسجيلها فى استوديو35 بالإذاعة يوم21 نوفمبر1968، وتم طبعها على أسطوانة استغرقت خمسين دقيقة، وشاءت الظروف أن تتواصل لقاءاتى بالموسيقار الكبير، ويزداد اقترابى منه ومن أسرته، وأتعرف على الطقوس المهمة التى كان يمارسها، وتلتزم بتنفيذها أسرته عندما يدخل صومعته لتلحين أى قصيدة أو أغنية جديدة، كان يصدر تعليماته الصارمة لأولاده بعدم الدخول والاقتراب منه أثناء استغراقه فى التلحين، وكان يستثنى من هذه الطقوس زوجته وشريكة حياته التى كانت دائمًا تجلس أمام صومعته، وتتابع من بعد استغراقه فى التلحين ولا تدخل عليه إلا بعد أن ينادى عليها فى الاستراحة ليتناول كوب ماء أو فنجان القهوة السادة الذى تحرص على تقديمه له».

 

يذكر «الضمرانى» أن زوجة السنباطى طلبت منه أن تستمع إلى دخول مذاهب الأغنية التى استمعت إلى تأثره الشديد بكلماتها، فغنى لها «القلب يعشق كل جميل.. وياما شفت جمال ياعين.. واللى صدق فى الحب قليل.. وإن دام يدوم يوم.. ولا يومين.. واللى هويته اليوم.. دايم وصاله دوم»، وعرفت أنها أغنية دينية عن حج بيت الله، واستمعت إلى مذهب الأغنية الذى كان يحرص دائمًا على أن يطلعها عليه عند تلحينه لأى أغنية جديدة حيث كان كما يقول يتفاءل بها عندما تسمع أى لحن ويتوقع له النجاح، ثم عادت لتسأله مرة أخرى: لماذا كدت أن تبكى وأنت تلحن هذه الأغنية؟، فقال لها: «سرحت بخيالى وتمنيت من الله أن يكتب لى حج بيته الحرام وأطوف بالكعبة المشرفة، وأقوم بالسعى بين الصفا والمروة ثم أختم زيارتى بزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام، وأصلى ركعتين فى الروضة الشريفة».. فردت عليه زوجته: «أنا واثقة يا رياض بعد هذا اللحن الجميل أن الله سيحقق لك هذه الأمنية».

 

انتهى السنباطى من اللحن بعد أسبوع من اعتكافه بصومعته.. يقول الضمرانى: «فجأة وفى اليوم الأخير دق جرس التليفون فى المساء لتسمع زوجته صوت أم كلثوم عبر الهاتف لتسألها كالعادة أخبار رياض إيه؟ وإيه أخبار القلب يعشق؟ فزفت إليها خبر انتهائه من اللحن، فقالت لها «ادينى رياض» الذى قال لها «مبروك يا ست.. القلب يعشق خلصت خلاص»، فانشرح صدرها وطلبت منه تحديد موعد البروفات، واستغرقت البروفات أسبوعين بحضور أم كلثوم والفرقة الموسيقية التى تتكون من 45 عازفا، وتم التسجيل بالفعل فى 28 مارس، مثل هذا اليوم، 1971، واستقبلها الجمهور استقبالا باهرا حين قدمتها أم كلثوم فى حفلاتها.

 

يؤكد الضمرانى، أن أمنية السنباطى تحققت، ويكتب الله له أداء فريضة الحج كما بشرته زوجته أثناء تلحين الأغنية، وأثناء طوافه كان يتذكر نص الكلمات ولحنها كأنه رآها من قبل خاصة فى الشطرات التى تقول عن مكة المكرمة «مكة وفيها جبال النور.. طلة على البيت المعمور.. دخلنا باب السلام.. غمر قلوبنا السلام لعفو رب غفور»، وفى زيارته لقبر الرسول، صلى الله عليه وسلم، فى الروضة الشريفة كان يتذكر كلمات «جينا على روضة.. هالة من الجنة فيها الأحبة تنول.. كل اللى تتمنى.. فيها نور على نور.. وكأس محبة يدور واللى شرب غنى».

 

**

العنوان الاصلي: سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 28مارس 1971.. أم كلثوم تسجل أغنية «القلب يعشق كل جميل» لبيرم التونسى.. ورياض السنباطى يبكى منفعلا بكلماتها أثناء تلحينه لها

جديد الأخبار