مقابلة مع السيد عبد الرحمن المراكشي العضو السابق لحزب "الحراك"

خميس, 23/03/2023 - 16:36

اطلعت وكالة "تقدم" الإخبارية علي مقابلة هامة تم نشرها بالفرنسية و مشحونة بالحكمة و التبصر و الحث علي الحس الوطني، اجرتها صحيفة "القلم" الورقية مع السيد عبد الرحمن المراكشي العضو السابق لحزب "الحراك".

 

ولذا قررت القيام ترجمتها فورا من اجل اطلاع غير الناطقين بالفرنسية علي محتواها الثمين و استخلاص العبر مما تدعو اليه من تآخي و تآزر بين المواطنين و ادراك المشاكل التي يعانون منها و التعامل معها بروح الإنسانية و الكرم و الاحسان الي الغير وكذلك من اجل ترك الساسية للشعب و تفرغ الأجهزة العسكرية و الأمنية للمهام التي أوكلت اليها.

 

وفي ما يلي نص المقابلة :

 

سؤال : تم مؤخرا القُبض على أربعة جهاديين، بعد هروبهم من سجن نواكشوط المركزي ، في جنوب ولاية أدرار و بالتحديد في بلدة لمصيدي التابعة لبلدية المداح في مقاطعة اوجفت علي الحدود مع ولاية تكانت وقد قتل ثلاثة منهم واعتقل واحد. ما الذي يلهمكم في هذا الحدث؟ طلقة تحذير أم إنذار من الجهاديين؟

 

***

السيد عبد الرحمن المراكشي: أود بادئ ذي بدء أن أعبر عن تعازيّ لأسر الضحايا ، وأرجو من الله الرحمة و الغفران لشهداء قواتنا المسلحة والأمنية و ان يسكنهم الخالق فسيح جناته ، متمنياً في نفس الوقت الشفاء العاجل للجرحى الذين أصيبوا اثناء عملية الهروب.

 

ان هذا الحادث الأليم يدعينا أن نكون يقظين للغاية في المستقبل، لأن كسب المعركة ضد هذه الظاهرة المتعددة الأبعاد، حفظنا الله من شرها وضراوتها، لن يتم علي الاطلاق مقدمًا. لن أتطرق كثيرًا إلى هذا الموضوع، لأن جوانب الغموض لا تزال قائمة والتحقيق جار. أود أن أقول ببساطة إن قادة قواتنا المسلحة والأمنية، وخاصة كبار الضباط، لن يتمكنوا أبدًا، مع تمسكهم في الانخراط و ممارسة العمل الساسي، من إنجاز مهمتهم النبيلة بشكل صحيح، بغض النظر عن شجاعتهم أو تفانيهم.

 

ان الرأي العام، إذا ما أخذناه بعين الاعتبار ، يبدي سخطه الكبير من تدخل بعض المسؤولين في الشأن السياسية في بلد يوصف و يدعي انه دولة قانون و ديمقراطية. لقد حان الوقت لاعتبار شعبنا ناضجًا بما فيه الكفاية وجعله يأخذ المبادرة ولو في مرحلة اولي بحد أدني. ولذا فلينشغل كل موظف بعمله لتكون الأمور على أفضل حال. آمل أن يتم فهمي بشكل صحيح.

 

 

سؤال: لقد وقع الحادث الآنف الذكر في إطار ما قبل الحملة الخاصة بالانتخابات البلدية والتشريعية والجهوية المقبلة المرتقب تنظيمها في مايو المقبل. ماهي قراءتكم للوضع السياسي في بلد حيث تواجه المعارضة، بسبب انقسامها خطر فقدان وزنها و موقعها و شعبيتها و بالتالي الحصول علي نتائج  ضئيلة في الاستحقاقات القادمة؟

 

***

السيد عبد الرحمن المراكشي : يكاد الوضع السياسي الراهن في البلاد، غير قابل للقراءة و التخليل. فالأغلبية تتميز بالغموض حيث يترشح الجميع لشيء ما. وتقدر نسبة المرشحين للوظائف المتاحة ما بين 10 إلى 20 إلى 1. كما حقنت المعارضة التقليدية نفسها بسم موتها دون أن تحتفظ بالدواء المضاد كإجراء احترازي.

كما انها عانت الكثير مع الأنظمة السابقة والتي تمنت رحيلها لدرجة أنها كانت تميل إلى التصفيق الأعمى للوافد الجديد دون التفاوض على حصتها أو التفاوض عليها بشكل سيء ودون أخذ آرائها في عين الاعتبار. و هي الحالة التي قادت الي بروز معارضة تحتضر ، تفسح المجال للمتطرفين و حتي شبه الانفصاليين

 

سؤال: نلاحظ هذه الآونة التسارع الفائق للانتخابات مع عدم استعداد ينذر بما لا يدع مجالا للشك بالفوضى التي قد تكتنف تنظيم تلك الاستحقاقات. فاللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لا تحظي، نظرا الي تشكيلتها، بثقة الفاعلين السياسيين.

 

 

***

السيد عبد الرحمن المراكشي : ان أولئك الذين أشرفوا على الانتخابات حيث كان التزوير منتشرا بشكل كبير كالنار في الهشيم و السمة الرئيسية في عهد معاوية لن يتمكنوا من التحكيم بأمانة، لأن العادة ، كما يقولون ، هي الطبيعة الثانية. لقد ترك النفاق المحيط للطبقة السياسية هذه الحالة تستمر بل اكثر من ذلك، فقد اعتمدها. ولذا فأننا نجازف مقابل ذلك دفع ثمن باهظ..

 

و للأسف، لم تجد صرخة استغاثة العميد الشيخ سيد أحمد بابامين،  الرجل الذي أشرف على الانتخابات التي تم وصفها بالاستحقاقات الشفافة  الوحيدة  التي تم تنظيمها في بلادنا بين 2006 و 2007 و الذي يدرك جيدا ما يقول، اي صدى..

 

ففي رأيي، كان من الأفضل ترك وزارة الداخلية تنظم الانتخابات، لأن ذلك يمكننا، اذا دعت الضرورة، من تحملها المسؤولية الكاملة عما قد يحدث و كذلك تفادي هدر الكثير من المال.

 

كما انني أتوقع تلاعبًا كبيرًا في عمليات الاقتراع وبانتخاب جمعية وطنية مستقبلية تتكون أساسًا من "التيفايه" (أو الباعة المتجولون) الذين لن تكون لديهم القدرة على التشريع ، ناهيك عن التحكم في عمل الحكومة. وكذلك سيكون الحال نفسه لمختلف المؤسسات البرلمانية الأجنبية التي لا داعي للحديث عن تمثيل البلاد فيها .

 

ذلك لأنه سيتم التفاوض على المقاعد الانتخابية بعشرات الملايين، لكون الهدف الرئيسي هو الاستفادة من منصب نائب يتيح ل"التيفاي" العديد من الامتيازات كالحصول علي جواز سفر دبلوماسي.

 

وعلى كل حال ، فلا مصلحة للنظام  ان يجعل نفسه ضحية للتلاعب  من قبل صفارات التزوير، حيث يمكنه الحصول علي أغلبية مريحة دون اللجوء إلى مقدمي الخدمات في المفارقات الانتخابوية. وبالطبع فعليه ان يكون حريصًا فيما يتعلق بأخلاق وكفاءة المرشحين الذين سيعتمدهم لخوض تلك الاستحقاقات

 

كما ستواجه المعارضة انتكاسة غير مسبوقة لمكونتها المدعوة بالديمقراطية لصالح ما يسمى بالمكوِّنة الراديكالية، الأمر الذي قد يجعل النقاش شديد الاضطراب أو حتى خلق مناخ من المواجهة.

 

انني اتمني بقوة، دون السعي للعب دور الناصح المشؤوم، أن أكون مخطئًا وأن أفاجأ بسرور بتحول الأحداث القادمة

 

الرجاء تحديث ...الترجمة متواصلة 

جديد الأخبار