
كلنا يستحضر هذه الأيام التي بلغت فيها الحرب الاهلية و العسكرية في السودان ذروتها ذلك الاجراء الحكيم الذي اتخذه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني اشهر قليلة بعد وصوله الي الحكم و الذي تمثل في الاستغناء عن عدد من حراسه الشخصيين وأقالة بعض الضباط بكتيبة الامن الرئاسي "بازب" BASEP ابدوا اخلاصهم للنظام المنصرف.
وهو الاجراء الذي تم بعد المؤتمر الصحفي الذي نظمه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز و الذي تضمنت رسائله غير المشفرة تحريضا للمؤسسة العسكرية و الأمنية بشكل عام و BASEP بصفة خاصة علي التمرد علي النظام المنتخب ديمقراطيا برئاسة ولد الغزواني.
الا ان هذا الأخير استبق المؤامرة الدنيئة و المبطئة فسارع باقالة رؤوس الحرس الرئاسي الاوفياء لولد عبد العزيز وفي تحويل ضباط جدد من الجيش إلى "بازب"
وتذكر وكالة "تقدم" بتلك الحكمة التي ميزت وصول الرئيس ولد الغزواني الي الحكم علي ضوء الاقتتال الذي تشهده منذ أسبوع السودان بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع في الجيش.
وتمثل هذه الأخيرة التي يقودها الجنرال حميدتي بالنسبة لموريتانيا "بازب" حيث ان ولائها للسلطة لم يستمر بسبب التمسك بقيادتها او معظم ضباطها في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.
وبمعني آخر لم يكن رئيس المجلس الحاكم عبد الفتاح البرهان موفقا في ترك قوات الدعم السريع علي حالها ما دامت تمثل خطرا مستقبلي علي الثورة السودانية و تخليصها من رموز الفساد و اكل المال العام.