فتانة شابة تترشح لرئاسة موريتانيا... هل الجمال يحصد الاصوات في بلد غالبيته محافظة؟*

خميس, 20/07/2023 - 19:42

سباق انتخابي رئاسي سابق لأوانه تتشكل ملامحه في المشهد السياسي بموريتانيا بعد إعلان بيلندا فال أول مترشحة لاستحقاق 2024 عزمها التقدم بملفها لخوض غمار التجربة.

ويتوقع بعضهم أن يكون الاستحقاق المقبل الأسخن في تاريخ الانتخابات الرئاسية الموريتانية، خصوصاً بعد إعلان موالين للرئيس الحالي عزمه الترشح لولاية ثانية، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى سبق لها أن تحدثت عن استعدادها لدخول المعترك الانتخابي.

الأربعينية الطامحة لدخول القصر الرمادي في نواكشوط معروفة في دوائر الثقافة وريادة الأعمال، إذ إنها تنشط في المجال العام الموريتاني منذ أكثر من عقد من الزمن ومعروف عنها اهتمامها بمشاركة الشباب في الحياة السياسية ومطالباتها بضخ دماء جديدة في السياسة والإدارة.

ومنذ إعلان ترشح بيلندا عن نيتها خوض غمار الانتخابات المقررة في العام المقبل، ضجت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الموريتانية بالبحث والتساؤل عن هذه الشابة التي قررت منافسة الرجال في أرض الملثمين على رئاسة بلد لم يعرف يوماً حكم سيدة منذ استقلاله.

 

رابع سيدة تحاول

سلكت بيلندا فال طريقاً سبقتها إليه ثلاث سيدات حاولن الوصول إلى سدة الحكم وعجزن عن ذلك، في بلد ينتزع فيه الرجال السلطة بقوة السلاح ومنطق الأمر الواقع غالباً، إذ تخطى عدد الانقلابات في موريتانيا تسع انقلابات، مما يعني أن عدد محاولات الوصول إلى السلطة بالقوة يفوق عدد المرات التي نظمت فيها انتخابات.

وعلى رغم ذلك تقول بيلندا لـ"اندبندنت عربية" إنها تقدم نفسها للناخب الموريتاني بصفة مباشرة من دون وسيط حزبي أو أية أيديولوجيا، "ما يهمني هو خلق موريتانيا قوية ومتصالحة مع نفسها، سأعتمد على تحقيق ذلك بنهج طريق الحق والوعي والصراحة".

وعن السياق الذي جاء فيه إعلان بيليندا، يرى المراقب السياسي الربيع أدوم أن "موريتانيا شهدت خلال الأعوام الأخيرة ظاهرة جديدة وهي ترشح عدد من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي لمناصب انتخابية".

ويقول أدوم "هذ الترشحات بالفعل ليست جدية ولا تمتلك حظوظاً حقيقية في النجاح، لكنها ترشحات تصب في مصلحة أصحابها من حيث صناعة إطار سياسي يساعد في التأثير".

لكن بيلندا واثقة من ثراء تجربتها التي على أساسها قررت الترشح لمنصب الرئاسة، إذ ترى أنها "عملت لأكثر من 12 عاماً كمستشارة مستقلة في مجال الضغط والأمن الإقليمي لعدد من رؤساء الدول الأفريقية، بما في ذلك القذافي من 2009 إلى 2010".

وتضيف بيلندا "من 2017 إلى اليوم أعمل في مجال الأعمال التجارية وأركز بشكل أكبر على ممارسة الضغط باستخدام دفتر عناوين يتضمن بعضاً من أكثر الشخصيات نفوذاً في العالم".

بينما يرى التراد الحسن من المنظمة الموريتانية لمراقبة الانتخابات أن خطاب المرشحة "يركز على الشباب والبطالة والمشكلات الاقتصادية، وهو خطاب مستهلك جداً، ولم يعد يستقطب كثيرين، خصوصاً حين يصدر عن وجوه جديدة لم تكن معروفة في ميادين النضال السياسي لأن هؤلاء ينظر إليهم على أنهم مجرد انتهازيين سياسيين، ولا يحظون بالثقة".

 

حظوظ ضعيفة

جرت العادة في أدبيات الانتخابات الرئاسية التي عرفها الموريتانيون منذ عام 1992 أن يكون مرشح السلطة هو الأقوى والأكثر حظاً في النجاح، إلا أن موريتانيا تعرف في كل مناسبة انتخابية رئاسية ترشح شخصيات يقول المراقبون إن حظوظها في النجاح قليلة.

 

أقريني أمينوه مراسل 

اندبندنت عربية

* العنوان  الاصلي: امرأة تنوي الترشح لرئاسة موريتانيا... فهل يحالفها الحظ؟

 

جديد الأخبار