فرنسا دبرت انقلاب النيجر لتوريط الجيش الجزائري: 10 فوائد/10 مؤشرات

ثلاثاء, 08/08/2023 - 12:55

احتمال ضعيف جدا.. لكنه مطروح.. كيف لا؟  وقد تعود هؤلاء اللعب بالنار.. بل اللعب على كل الحبال.. لكن المتأمل في برودة الموقف الفرنسي وتريث باريس يضع ألف علامة استفهام.. صحيح أن أغلب التحليلات تذهب للسيناريو العكسي.. أي ضلوع محور بكين موسكو الجزائر في هذا الانقلاب.. لكن علم الاحتمالات يفرض وضع كل الفرضيات فوق الطاولة..

***

بما فيها تلك المستحيلة..

فضلا عن المستبعدة..

مثل سيناريو تدبير المخابرات الفرنسية لهذا الانقلاب المفاجيء..

ثم التغطية الإعلامية غير العادية..

مبالغ فيها بشكل واضح جدا لكل خبير يتابع التقارير اليومية بدقة..

***

بافتراض صحة ذلك، ماذا ستستفيد فرنسا؟

ـ أولا: زعزعة استقرار المنطقة..

ـ ثانيا: تكرار السيناريو الليبي حرفيا..

ـ ثالثا: إحراج الجزائر ونيجيريا..

ـ رابعا: بيع المزيد من الأسلحة..

ـ خامسا: صب الزيت على حزام النار المحيط بالحدود الجزائرية..

ـ سادسا: زرع بؤرة توتر جديدة في المنطقة..

ـ سابعا: جر الجيش الجزائري للتدخل العسكري..

ـ ثامنا: منع أي محاولة للتنمية والنمو..

ـ تاسعا: فرض عزلة دولية..

ـ عاشرا: تجنيد المجتمع الدولي ليس فقط ضد النيجر..

بلد الانقلاب..

بل أيضا ضد كل من يساندها..

أو حتى يقف على الحياد..

***

ما هي مؤشرات ضلوع فرنسا في هذا الانقلاب؟

ـ أولا: حسب محلل نيجيري مقيم في الكويت، فإن قائد الانقلاب أكثر ولاء لفرنسا من الرئيس بازوم نفسه..

ـ ثانيا: إجلاء رعايا فرنسا بسرعة شديدة لحمايتهم من أي انتقام شعبي نيجيري..

ـ ثالثا: فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تدق طبول الحرب..

ـ رابعا: إدخال النيجر في فوضى سياسية وأمنية يخدم مشروع الفوضى الخلاقة الغربي أكثر من بقائها مستقرة..

ـ خامسا: مواصلة مشروع تفكيك الدول العربية..

خاصة تلك  المجاورة للنيجر:

الجزائر وليبيا والسودان..

ـ سادسا: تحويل منطقة الساحل إلى أفغانستان ثانية..

لتبرير تدخل عسكري فرنسي قادم..

ـ سابعا: ضرب معاهدة إيطاليا مع تونس عبر زيادة تدفق المهاجرين من النيجر..

ـ ثامنا: إعادة تأهيل المجموعات المسلحة والمرتزقة والإرهابيين..

ـ تاسعا: حرمان الجزائر من حليف أمني موثوق..

ممثلا في النيجر..

التنسيق بينهما قوي جدا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية..

فالبلدان عضوان في مجموعة الميدان، التي تم توقيعها في 2021 وتضم أيضا كلا من موريتانيا ومالي..

يتدفق عبر النيجر آلاف المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى الجزائر عبر الحدود المشتركة..

عاشرا

منع الجزائر من تنفيذ استراتيجيتها التجارية الإفريقية.. التي تشكل النيجر ممرا مهما لها نحو قلب إفريقيا..

مما سيحرمها حتما من تعزيز صادراتها إلى القارة السمراء..

مع تعطيل مشاريع الطريق العابر للصحراء.. الذي يربط الجزائر بنيجيريا عبر النيجر..

بالموازاة مع خط للألياف البصرية..

إضافة إلى أنبوب لنقل غاز نيجيريا إلى أوروبا مرورا بالبلدين..

مع دفع سوناطراك للانسحاب من النيجر، كما حدث لها من قبل في ليبيا..

خاصة بعد توقيعها في فبراير 2022 مع وزارة الطاقة في النيجر اتفاقا لتقاسم الإنتاج في حقل “كفرا” النفطي شمالي البلاد، الذي اكتشفته في 2018، والذي تقدر احتياطاته بنحو 400 مليون برميل..

***

ليبيا أيضا مستهدفة من طرف فرنسا..

فهي أكثر الدول العربية تأثرا بالانقلاب في النيجر..

الرئيس محمد بازوم يتحدر من قبيلة أولاد سليمان الليبية.. التي يمتد انتشارها من بلدة هراوة على البحر الأبيض المتوسط (قريبة من مدينة سرت الليبية) إلى غاية النيجر وتشاد جنوبا..

***

لم يخف رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة قلقه مما يجري في جارة بلاده الجنوبية..

***

ليبيا سبق لها وأن جربت عدم الاستقرار في النيجر خلال السنوات الأخيرة..

إذ عانت من مشاركة مجموعات مسلحة من النيجر في القتال لصالح هذا الطرف أو ذاك.

فرنسا استثمرت كثيرا في زعزعة استقرار ليبيا..

***

الوضع الاقتصادي في النيجريسهل على أطراف الصراع في ليبيا تجنيد مرتزقة للقتال في صفوفهم..

أو على الأقل حماية حقول النفط والمراكز الحيوية في المناطق النائية خاصة بالجنوب..

الهجرة غير النظامية وتجارة البشر انتعشت في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي في 2011..

غرق مهاجرين في عرض البحر بينهم من النيجر..

مراكز إيواء غير مناسبة..

إحداها تعرض لقصف دموي سقط خلاله عشرات القتلى..

ترى المخابرات الفرنسية أنه إذا دخلت النيجر في حالة عدم استقرار أو انجرفت نحو الفوضى، فإن ذلك سيدفع أعدادا كبيرة من سكان النيجر للفرار إلى ليبيا.. التي لا تملك الإمكانيات الكافية لحماية حدودها..

***

انتشار تجار البشر على طول سواحلها الغربية القريبة من شواطئ مالطا وإيطاليا..

على غرار زوارة وصبراتة والقره بوللي والخمس..

فرنسا الأنانية الغبية لا تبالي بمصالح أحد..

حتى لو كان جارا أوروبيا، كمالطا وإيطاليا..

***

تهريب الأسلحة والوقود سيزداد..

***

تدهور الوضع في النيجر سيسمح للتنظيمات الإرهابية بالنشاط على محور نيجيريا النيجر ليبيا..

وصولا إلى العراق وسوريا..

***

فالنيجر تمثل نقطة عبور رئيسية للعناصر المتطرفة بين معاقلها الرئيسية في العراق وسوريا وبين معاقلها الجديدة في نيجيريا وحوض بحيرة تشاد..

***

فرنسا تريد أيضا منع ربط كل من تشاد والنيجر وليبيا بخط للسكك الحديدية..

***

لذلك، عارض الرئيس التشادي أي تدخل عسكري ضد النيجر..

***

فرنسا لا يهمها سوى مصالحها..

***

تقود حربا استخباراتية شرسة ضد كل من يعارضها في حديقتها الإفريقية الخلفية..

***

تريد كمرحلة أولى أكل شوك النيجر بأسنان نيجيريا والسينغال وبنين..

***

لكنها تخطط بمكر شديد للعودة للفردوس الجزائري المفقود..

تمهيدا لبسط سيطرتها المطلقة على إفريقيا..

تماما كما فعلت قبل 200 عام..

***

فرنسا الرأسمالية الأنانية الاستغلالية لن تتخلى عن نهبها الجشع لثروات إفريقيا..

مهما كانت التكاليف..

***

تراهن حاليا على طابورها الخامس داخل الجزائر وليبيا والنيجر وبقية دول القارة السمراء..

***

لكنها ستكشر عن أنيابها فور تأكدها من فشل هؤلاء..

كاتب جزائري

ترحب 'راي اليوم' بآراء الكتاب وتأمل ان لا يزيد المقال عن 800 كلمة مع صورة وتعريف مختصر 

جديد الأخبار