ماذا فعلت بنا جميلة فلسطين الشقراء؟

جمعة, 29/12/2017 - 09:55

لـم يخطئ مـن راهـن عـلى المستـقـبـل ووضـع أحـلامـه وطـمـوحاته فى الجيل الـقـادم، فيقيناً لـن  يـكـونـوا مثل غـيـرهم، فالعبرة أخذوها لاشك من سير عايشوها وهضموها وأدركوا ما فيها من سواد وبياض، ولم يعد من الممكن أن يقعوا فى ذات الفخاخ.
 
لم يخطئ من ناشـد الحاضر الثبات والإعراض فقط عـن تقديم المزيد مـن التنازلات، فالأمة مـأزومـة من زمن بعيد والضعف يعتريها من كل جانب، ولايؤمل منها الآن الانتصار لقضية فلسطين.
 
دعونا من صخب سياسي وشعبى لن يقدم الكثير، فـقـرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة غـيـر مـلـزمـة، ومجلس الأمـن لن يتحرك طالما الفيتو الأمريكى حاضر، والجامعة العربية تحتضر من سنين مضت.
 
والحكومات إما منهكة أو عـاجـزة أو متواطئة، والسـلـطة الفلسطينية كيان كـرتوني يـنـخـر فـيـه الـسـوس، وحماس بوصـلـتـهـا مـتـقـلـبـة، والشعوب يتصدرها جيل لايملك غير الصراخ لبعض الوقت.
 
لكن رغم كل هذا، فالحـق لـن يضيع وفـلسـطيـن لـن تفنى والـقـدس بأقصاها وتراثها المسيحى واليهودى باقية، طالما جيل عهد التميمى قادم بثباته وإدراكه المتفتح وطهره وتضحياته.
 
كم أبهرتنا تلك الصغيرة، فأى قلب ذاك الذى يسكن حناياها الرقيقة، وأيما جـسـارة هـذه التى تتملكها وتـدفعها لـمـقـاومـة جنود الإحتلال الإسرائيلى المدججين بالأسلحة دون خوف أو تراجع.
 
كم أوجعتينا يا فتاة، فمشاهد ثورتك وقـوة عباراتك أخجلتنا من أنفسنا، فصداها يضغط فيما أظن على مشاعر كل مَنْ  مازال له قلب لتناجي مابقى بجوفه من معان إنسانية.
 
فالـشـقـراء الجميلة بـنـت السابعة عشر باعـت حياتها فى سبيل أرض الأجداد ومقدسات الأديان عـن قناعـة وجسارة لاحـدود لها، فـالسجن لـن يثنيها، فالشهادة هـدفـهـا والإيـثـار والتضحيـة يـسـيـطـران عـلى حواسها.
 
 كـم كانـت كلماتها ببرنامج تليفزيونى سابـق موحـيـه (إذا ما ضلينا ببيوتنا قاعـديـن بس نشـوف الأخبار.. مين بـدوا يـحـررهـا.. بدكوا تستنوا صلاح الدين يرجع يحررها..  ليش مانصنع من حالنا صلاح الدين.. وأحنا بنحررها).
 
فجميلتنا لهـا تــاريــخ نـضـالـى رغـم سـنـوات عـمـرها الـقـصـيـرة، كما لأسـرتـهـا بـاع طـويـل فى الـمـقـاومـة فـأفـرادهـا بالكامل اعتقلوا  مــراراً مـن قـبـل سـلـطـات الإحـتـلال، لكنها مـصـرة على مواصلة الـطـريـق فـخـيـارهـا لـتحـريـر الأرض قـاصـر على المقاومة سلمية أم مسلحة كانت.
 
أيقونة جـديـدة لـمـقـاومـة الإحـتلال الإسـرائـيـلى الـذى سلب فلسطين وأسـقـط بـمـسـانـدة أمريكية غير مسـبـوقـة الـعـرب فى قـاع التشرذم والهوان بالحرب مـرات وبالـسـلام مـرات ومـرات ومـرات ومـرات ومـرات.
 
أيقونة تناشـد مـن نسي مـن أقـرانها أو تناسى أو انشغل بآفاق ضيقة، العودة لقضية كانت وستظل فى المركز مهما مـر الزمن، أو حاول الأفاقون والمطبعون، فـفـلسطيـن أرض الجـيـل الـمـاضي والشباب الصاعـد، مسيحيين ومسلمين، عـرب وغيرعـرب، فللحق أنصار بكل جنس ودين ومكان.
 
سيبقى الأمـل حيا طالما هـناك عهد التميمى، فالشقراء الجميلة خلفها جيل كامل علينا أن نثق أن الحل سيأتى على يديه أو على الأقل سيبدأ معه.
 

د.ايهاب أحمد

habab.ahram

جديد الأخبار