موريتانيا : بسبب الضائقة المالية.. البلاد بلا صحف ورقية

سبت, 06/01/2018 - 09:27

توقّفت الصحف الموريتانية (الحكومية والخاصة) عن الصدور، للأسبوع الثالث على التوالي؛ من جرّاء نقص الأوراق لدى المطبعة الوطنية (حكومية) الوحيدة في البلاد.

وغابت الصحف بشكل كامل عن مراكز التوزيع للأسبوع الثالث على التوالي، في حين لجأ قراء تلك الصحف للنسخ الإلكترونية لمتابعة الأحداث اليومية في البلد.

ففي 20 ديسمبر 2017، قرّرت المطبعة الوطنية تعليق طباعة الصحف الخاصة، وبرّرت ذلك بنقص الورق لديها، قبل أن تعلّق بعد ذلك بأيام طباعة صحيفتي "الشعب" و"أوريزون" الحكوميتين.

 

وبذلك تتوقّف 25 صحيفة عن الصدور، في حين أغلقت مراكز توزيع الصحف الورقية، لينشغل صحفيو هذه الجرائد بتغذية المواقع الإلكترونية.

وللإشارة فإن جميع الصحف الموريتانية تُطبع في المطبعة الحكومية الوحيدة والعتيقة، التي بُنيت قبل 50 سنة، في ستينيات القرن الماضي.

وتجاهلت الحكومة أزمة توقف الصحف عن الصدور وأزمة المطبعة المتفاقمة.

غير أن عضو مجلس إدارة المطبعة الوطنية، مولاي ولد ابحيده، يُرجع أسباب القرار الذي اتخذته المطبعة بتعليق طباعة الصحف إلى "عجزها عن توفير الأوراق بسبب ضائقة مالية تعيشها".

ووفقاً لوكالة الأناضول للأنباء، اتهم "ولد ابحيده" بعض المؤسسات الحكومية بالمساهمة في وصول المطبعة الوطنية إلى الوضع الذي وصلت إليه الآن، الذي باتت من خلاله عاجزة عن طباعة أي صحيفة، بما في ذلك الحكومية.

وأشار إلى أن "جميع المؤسسات الحكومية تطبع أوراقها ووثائقها لدى المطبعة وتتلكّأ في دفع مقابل لذلك، ما تسبّب في تراكم ديون هذه المؤسسات المستحقة للمطبعة، ومن ثم عجز الأخيرة عن القيام بعملها".

وأوضح "ولد ابحيده" أن "مجلس إدارة المطبعة شكّل لجنة لحل الأزمة، غير أن التعاطي الحكومي معها لا يزال دون المستوى المطلوب".

وأعرب عن أمله في "إيجاد حل سريع للموضوع وعودة المطبعة لعملها خلال الفترة القليلة القادمة".

- شبح الإفلاس

وأمام الوضعية الصعبة التي تعيشها المطبعة الوطنية، أبدى عدد من الإعلاميين خشيتهم من أن تكون هذه المؤسسة العريقة على حافة الإفلاس.

وقال نقيب الصحفيين، محمد سالم ولد الداه: إن "الحالة التي تعيشها المطبعة الوطنية يمكن القول إنها وضعية إفلاس".

وحمّل ولد الداه الحكومة المسؤولية عن الوضع الذي تعيشه هذه المؤسسة.

وأضاف: "من غير المقبول أن نترك المطبعة الوحيدة في البلاد تنهار على هذا الشكل، الحكومة هي المسؤولة عن هذا الوضع، ويجب أن تتدخل على الفور لإيجاد حل سريع".

واعتبر نقيب الصحفيين أن "توقف الصحف عن الصدور كل هذه الفترة يسيء لصورة الإعلام الموريتاني، ويهدد مستقبل الصحافة الورقية التي تعاني أصلاً من شح مصادر التمويل وضعف الإعلانات".

- مظاهر أزمة متعددة

ورأى رئيس تحرير صحيفة "الأخبار"، أحمد ولد محمد المصطفى، أن "توقّف الصحافة الورقية في البلاد عن الصدور ليس سوى مظهر من مظاهر أزمات متعددة تعيشها هذه الصحافة على أكثر صعيد".

وأشار إلى أن "الصحف الورقية تعتمد على مطبعة وحيدة تجهيزاتها متهالكة، وتعمل منذ عقود، كما تواجه مشكلة على مستوى التوزيع حيث تنعدم شركات التوزيع".

وأضاف: "وهو ما يحدّ من وصول الصحف إلى القارئ في أطراف العاصمة، والولايات الداخلية، وما يتم من ذلك يتم عبر طرق ذاتية وبجهود مضنية".

واعتبر المصطفى أن "هذه الأزمات تعود في الأساس لطبيعة التعاطي الرسمي (الحكومي) مع المجال الإعلامي، والذي يراوح بين التضييق على مستوى الحصول على المعلومات، وكذا مصادر الدعم والتمويل".

ونبّه المصطفى إلى أن الصحافة في موريتانيا تحتاج لجهود متضافرة من الصحفيين أنفسهم، ومن الهيئات الصحفية، تدفع السلطات لتطبيق القوانين، ولمنح الإعلام الحقيقي الجادّ ما يستحقه من دعم وتسهيلات، وتوفير ما يحتاجه من مؤسسات وتجهيزات.

alkhaleejonline

جديد الأخبار