الشرطة الإسرائيلية حصلت على "صندوق نتنياهو الأسود".. فماذا بعد؟

أربعاء, 21/02/2018 - 12:38

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة سعيا أن تكون عائلتهم مُحاطة دائما باليهود الملتزمين، اعتقادا منهم أنهم أكثر اخلاصًا وأنهم سيكونوا أفضل من يحتفظ بأسراراهم، لاسيما وأنهم يحفظون التوراة في قلوبهم الحديدية، وأقسموا على احترامهم أرباب أعمالهم إلى الأبد، إلا أن كل ذلك تغير بعد توقيع مدير عام وزارة الاتصالات الإسرائيلية السابق شلومو فيلبر صفقة أصبح بموجبها شاهد الحق العام (شاهد ملك) في قضية الفساد الأخرى المعروفة إعلاميا باسم "القضية 4000".

وأوضحت هآرتس، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، أن فليبر كان أقرب مساعدي نتنياهو وأكثرهم تعاملا معه والتصاقا به على مدار عقدين، فكان كاتم أسرار ولازمه دائما في كل الصفقات والعمليات المُعلن عنها والتي تمت في الخفاء، وكان مساعدي رئيس الحكومة الإسرائيلية يلقبونه بـ"الصندوق الأسود" الذي لا يمكن كسره أو فك شفراته.

ووقع فيلبر الصفقة، بعد منتصف الليلة الماضية، وبموجبها لن تُفرض عليه عقوبة السجن الفعلي أو العمل للصالح العام، أو دفع غرامة مالية. ومن المتوقع أن يبدأ في الإدلاء بشهادته أمام مُحققي الشرطة في القضية 400 اليوم، بحسب وكالة معًا الفلسطينية.

وذكرت هآرتس أن فليبر أُبعد من وزارة الاتصالات في يوليو الماضي، بعد الكشف عن القضية 4000، وتم تعليق مهام منصبه كمدير عام للوزارة قبل حوالي ثلاثة أشهر.

ويدور محور القضية 4000 حول تسهيل نتنياهو، خلال توليه وزارة الاتصالات ورئاسة الحكومة منذ عام 2014 وحتى 2017، أعمال رجل الأعمال شاؤول أولوفيتش، صاحب موقع "واللا" الإلكتروني الأكثر شهرة في إسرائيل، وشركة "بيزك" وغيرهم من الشركات والمواقع الإلكترونية، مقابل تغطية هذه المواقع لأخبار نتنياهو بطريقة إيجابية.

ورغم قوة العلاقة بينهما، تقول هآرتس إن اليومين اللذين قضاهما فليبر في الزنزانة الضيقة الموحشة دفعاه إلى قبول العرض، ما يرجح الكشف عن الكثير من الأسرار المتعلقة بنتنياهو.

وبتوقيع الصفقة، تقول الصحيفة إن فليبر ينضم إلى آري هارو، المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي وقع بدوره اتفاقا مع النيابة العامة ليصبح شاهد إثبات، مقابل عدم الزج به في الحبس.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية العامة الرسمية، فإنه من المتوقع أن يدلي هارو قريبا وفي إطار هذا الاتفاق "بمعلومات في القضيتين المنسوبتين إلى نتنياهو، والمعروفتان بالقضية "1000" والقضية "2000".

وتعلق القضية 1000 بحصول نتنياهو على رشاوي وأفخر أنوع الخمور والسيجار مقابل إجراء بعض التسهيلات، أما القضية 2000 فيدور محورها حول إجراء رئيس الحكومة محادثات مع ناشر ومالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون موزيس، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية مقابل التضييق على صحيفة "يسرائيل هيوم".

ومن المتوقع أن يطالب نتنياهو بإجراء انتخابات مُبكرة في الأشهر القليلة المقبلة، ولكنه من المستبعد أن يبقى زعيما لحزب الليكود، إذا أقيمت الانتخابات فعلا. وتقول الصحيفة إن الأهم من ذلك أنه لن يحصل على الأصوات الكافية، وإذا لم يستبعد أو يُسجن، فإنه سيقى الشخصية السياسية التي ستسعى إسرائيل إلى محوها من تاريخها.

كتبت- هدى الشيمي

masrawy.com

جديد الأخبار