رسالة مفتوحة للقادة والزعماء الأفارقة بمناسبة مؤتمر القمة المنعقد بانواقشوط...

أحد, 01/07/2018 - 11:17

السادة قادة وزعماء الاتحاد الإفريقي:

بعد التحية والسلام اللائق بمقامكم المحترم.

نبعث لكم بهذه الرسالة عن حقيقة وابعاد النزاع في الصحراء الغربية باعتبارنا نمثل ضحايا هذا النزاع بالمخيمات جنوب التندوف الجزائرية...

نحن مجموعة من الصحراويين الذين عاشوا خلال هذه السنوات الطويلة في أرض اللجوء بالمخيمات الصحراوية جنوب الجزائر، مناضلين وإطارات ومقاتلين منضوين تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، البوليساريو، قررنا بعد أكثر من 35 سنة من هذا النزاع أن نشكل حركة سياسية تمثل تيارا ديمقراطيا إصلاحيا داخل جبهة البوليساريو، يهدف لتحقيق العدالة والديمقراطية عبر مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات المتعلقة بمصيره من خلال عملية التناوب على السلطة كمنهج حضري للتسيير، وحركتنا تعرف باسم "البوليساريو خط الشهيد" التي تمثل شرائح المجتمع الصحراوي المؤمنة بالعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان...

ونظرا لما هو معروف لديكم من الصرامة والجدية والمصداقية في التعامل مع هكذا نزاعات... نحيطكم علما بالكثير من الحقائق الخافية عنكم حول ابعاد هذا النزاع الذي طال اكثر من اللازم....

فقيادة البوليساريو، والتي يشارك رئيسها معكم في هذا المؤتمر، بعد مؤتمرها الأخير، والذي قاطعناه كحركة تصحيحية داخل البوليساريو، لكونه لم يكن سوى مجرد مسرحية من مسرحيات الحزب الواحد، لكي تبقى نفس القيادة في مناصبها منذ أكثر من اربعين سنة، هذه القيادة لم تعد تمثل ما عدا نفسها ومصالحها وبالتالي فهي غير مخولة للتفاوض أو التحدث باسم الشعب الصحراوي. فرئيسها الذي يشارك معكم مطلوب قضائيا من طرف المحاكم الاوروبية، نتيجة لجرائمه المتعلقة بالانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان بالمخيمات من اعتقالات وتعذيب واغتيالات وتصفيات جسدية للمعارضين خلال تقلده لمنصب وزير الدفاع بالبوليساريو. فهناك اكثر من 650 مفقود في المخيمات من سنة 1975 الى سنة 1991 تعرضوا لشتى انواع التعذيب والتصفيات الجسدية المبنية على اساس قبلي من دون محاكمات. ما زالت قبور الشهداء منهم مجهولة حتى اليوم. ومصير المفقودين لا يعرف عنهم شيئا ولم تقدم القيادة حتى اليوم لائحة باسماء المفقودين والشهداء أومصيرهم. أضف إلى ذلك المشاركين من البوليساريو في البرلمان الأفريقي، لا يمثلون أي تيارات سياسية مثلهم مثل كل البرلمانيين من عموم الدول الإفريقية، بحكم إنعدام الديمقراطية او التعدد بالبوليساريو او حرية الراي والرأي الآخر، فكل ما هنالك قيادة واحدة وحزب واحد وراي واحد، والتعيين في البرلمان الإفريقي لا يتم عن طريق إنتخابات، بل بالتعيينات من طرف القيادة لمن هم اكثر ولاءا وطاعة للقيادة كمكافأة لهم على الطاعة والولاء...

نتشرف نحن الصحراويون المنضوون تحت لواء البوليساريو خط الشهيد، كحركة تصحيحية داخل البوليساريو تهدف لتحقيق العدالة والديمقراطية وفرض احترام حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين الصحراويين بالتندوف، أن نتوجه لكم بهذه الرسالة، من اجل وضعكم في الصورة عن معاناة المواطنين الصحراويين من جراء استمرار هذا النزاع بالصحراء الغربية الذي دام أكثر من اللازم وتأثيراته على أوضاعهم، وظروف حياتهم ومعيشتهم بالمخيمات، وذلك إيمانا منا بالدور الرائد للإتحاد الإفريقي، بكل مكوناته ومؤسساته في دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان المعدومة حاليا بالمخيمات تحت سلطة القيادة الحالية للبوليزاريو التي تتمسك بالسلطة منذ أكثر من اربعة عقود، وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان يندى لها الجبين، وتتابع المحاكم الأوروبية الكثير منهم عن تلك الجرائمضد الإنسانية...

فمنذ اسابيع تم إغتيال الشاب الصحراوي المعارض: ابراهيم السالك ابريكة والزعم بانه إنتحر في زنزانته بالسجن وتم دفنه ليلا من دون السماح لعائلته بالمشاركة في مراسم الدفن او السماح بتشريح الجثة وهو ما دفع بانتفاضة شعبية ضد تسلط قيادة البوليساريو تم من خلاله احتلال مقر الرئيس بالربوني. وقبله باسابيع تم تصفية شاب آخر وتحت نفس الذريعة وتم دفنه بسرية من طرف قوات الامن التابع للقيادة وهو الشاب محمد لامين ولد احمد ولد محمد الراضي. مما سبب إنتقادات كبيرة ضد القيادة وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان. وإنعدام العدالة والديمقراطية في مخيمات البوليساريو المسيطر عليها من طرف الجزائر التي إغتال جيشها بالرصاص الحي العديد من الشباب الصحراوي من المخيمات الذين يبحثون عن قوتهم اليومي عبر المتاجرة بين الحدود الجزائرية والموريتانية كان آخرهم الشاب لارباس عبد الرحمان الذي تمت تصفيته منذ ايام ولم يتعرض الجناة لا للتوقيف او المحاكمة.

وبالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي توليه منظمتكم لفض النزاعات عبر افريقيا والدور الفاعل لهيئاتها في استتباب الأمن والسلم بالقارة، فإننا ندعوكم ايها السادة والسيدات إلى:

الاستماع المباشر لرأينا في الوقت والمكان الذي تريدونه وترونه مناسبا، بكوننا نمثل شريحة هامة من المجتمع الصحراوي، ليكون حكمكم شاملا ومطلعا على كل الآراء رغم اختلافها وتباينها حول هذا النزاع بالصحراء الغربية، بدل الاستماع للرأي الواحد لقيادة البوليساريو في المخيمات...

القيام بدور محوري من أجل إيجاد حل عادل ودائم للنزاع بالصحراء الغربية التي طال أمد النزاع فيها، وتتحمل أهالينا بالمخيمات العبء الأكثر من تأثيراته، حل يضمن الاستقرار في المنطقة ووحدة العائلات المشتتة منذ أكثر من اربعة عقود وفتح أبواب التنمية والاندماج بين شعوب المغرب العربي الكبير

إننا، في خط الشهيد، نعتبر قيادة البوليساريو مجرد أفراد متمسكين بالسلطة يتاجرون بمعاناة أهالينا في المخيمات، وكل يوم أو شهر أو سنة يمر، من دون حل لهذا النزاع، يعد جريمة إنسانية بحق نسائنا وكهولنا وأطفالنا الذين يعانون تحت الخيام منذ أكثر من خمس واربعين سنة، في صراع لا يخدم ما عدا أولئك الذين يحسنون الاصطياد في الماء العكر من كل الأطراف..
لذا ندعوكم إلى ضرورة الاستماع إلى وجهة نظرنا. و نأمل منكم ايها السادة والسيدات أخذ رأينا بعين الاعتبار، كجزء من الشعب الصحراوي بالمخيمات وبالخارج، ليكون الحل المرتقب شاملا عادلا ودائما. فإذا كانت البوليساريو تمثل الشعب الصحراوي فإن هذه القيادة لا تمثل ما عدا نفسها، وبالتالي فليس لها الحق للتفاوض باسم الشعب الصحراوي مع الحكومة المغربية حول مصيرنا ومستقبلنا...

لهذا ندعوا الإتحاد الإفريقي، من خلالكم، لبعث مراقبين دوليين مستقلين للمخيمات للتأكد من كل هذا.

وندعوكم، للتعامل معنا واستشارتنا كفاعلين أساسيين نمثل جزءا هاما من الرأي العام الصحراوي بالمخيمات والخارج، في البحث عن حل نهائي للنزاع في الصحراء الغربية في نطاق المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة بين المملكة المغربية وممثلي الصحراويين.

وفي إنتظار ردكم، تقبلوا منا اسمى آيات التقدير والإحترام.

بطل واحد هو الشعب، زعيم واحد هو الشهيد.

اللجنة التنفيذية للبوليساريو خط الشهيد.

ولاية السمارة بمخيمات اللاجئين الصحراويين:

29 يونيو 2018

جديد الأخبار