موريتانيا "تتقاطع" مع موقف قصر المرادية بشأن حل نزاع الصحراء

أربعاء, 19/12/2018 - 13:44

على عكس التوجه الذي أبانه عنه وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ في أعقاب مباحثات جنيف باتخاذه موقف الحياد الإيجابي تجاه قضية الصحراء، قال السفير الموريتاني لدى الجزائر، بلاه ولد مكية، إن بلاده "متقاطعة مع قصر المرادية إزاء عديد الملفات الإقليمية والدولية، ولاسيما في ما يتعلق بقضية الصحراء المطروحة أمام الأمم المتحدة، ومسائل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود".

التصريح الذي جاء في أعقاب لقاء السفير بعبد الحميد سي عفيف، رئيس لجنة الخارجية والتعاون في البرلمان الجزائري، أكد من خلاله ممثل موريتانيا أن "العلاقات مع الجزائر دخلت مرحلة الواقعية والتجسيد خلال السنة الجارية، إذ جرى افتتاح أول معبر حدودي بري بين البلدين في شهر غشت الماضي"، وهو الرابط بين مخيمات جبهة البوليساريو والجنوب الموريتاني.

وأثنى السفير الموريتاني على "الدينامية التي يشهدها التعاون مع الجزائر، منذ افتتاح بوابة برية على الحدود، ساهمت في تعزيز العلاقات الاقتصادية، في حين لفت الطرف الجزائري إلى تشكيل لجنة صداقة برلمانية ستساهم في تعزيز سبل التعاون الثنائي، ومن ثمة فتح مجالات أرحب لتبادل الخبرات".

وفي هذا الصدد قال محمد علاوة، أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، إن "الموقف الصادر عن السفير الموريتاني لا يعبر بالضرورة عن الموقف الرسمي لبلاده، فمصادر السياسة الخارجية لدى كل بلاد واضحة، وتنطلق من رئاسة الدولة والبرلمان ثم وزارة الخارجية"، معتبرا أن ما أقدم عليه السفير "مرتبط بأغراض شخصية تروم تعزيز تواجده ومكانته لدى القيادة الجزائرية".

وأضاف علاوة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "لا التاريخ ولا السياسة يوافق موريتانيا مع الجزائر"، مشددا على أن "الجار الموريتاني يحاول محاباة الجميع من أجل ضمان مصالحه، بحكم تموقعه وسط أقوى بلدين في المنطقة المغاربية"، وزاد بخصوص الدور الموريتاني في حل قضية الصحراء: "ليس بقدر الدور الذي ستلعبه الجزائر في حالة استجابتها للحوار مع المغرب".

وأوضح رئيس مركز الدراسات الدولية أن "موريتانيا لن تضحي بعلاقاتها مع المغرب بهذا الشكل، فهي تحاول كسب ود الجميع"، مشيرا إلى أن ما أورده السفير الموريتاني "كلام عابر لا قيمة له عند استحضار موقف وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ، في أعقاب الطاولة المستديرة التي انعقدت في جنيف".

وزاد علاوة: "إذا كانت موريتانيا تعتد بمواقف سفرائها فعليها أن تناقش 194 دولة عبر العالم"، لافتا إلى أن "المواقف الرسمية للدول لها قنواتها الرسمية، وغير مرتبطة بالسفراء".

hespress.com

جديد الأخبار