الإسلام و الإرهاب .. لماذا الخلط ؟

أحد, 30/12/2018 - 23:15

بعد الاعتداء الإرهابي الشنيع في منطقة إمليل ضواحي مراكش، تَعالتْ بعض الأصوات متهمة الدين الإسلامي بالإرهاب، كما هو المعتاد بعد كل عمل إرهابي في أي مكان في العالم، ولا شك أن هناك بعض الأصوات المعتدلة التي تنادي بعدم تعميم اتهام المسلمين والدين الإسلامي، وعدم إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام بسبب ما ارتكبه المتطرفون المنتسبون للإسلام من أفعال هي أبعد ما تكون عن روح الإسلام السمحة.
وعن الربط بين الإسلام والإرهاب، نجد أن العمل الإرهابي الجبان الذي وقع بمنطقة إمليل ضواحي مراكش مؤخرًا لم يترك وراءها قتيلتين ، لكنه خلّف أيضًا خطاب الكراهية الذي انتشر عبر المنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي. وهذا هو المعتاد للأسف بعد كل حادثة إرهابية، حيث تنتشر ردود الأفعال التي لا تُسهم إلا في تعزيز الكراهية وتقسيم المجتمع.
وتزامنًا مع ردود الأفعال على ذلك العمل الإرهابي قام المغاربة  بإعلان تنديدهم ورفضهم القاطع للأعمال الإرهابية مُعلنين أن ما حدث “لا يُمثلهم” و “ليس باسمهم” وأن “الإسلام دين سلام”، مؤكدين أن الإسلام بريء من هذه الجرائم التي تُرتكب باسمه وتنسب إليه.

إن مجهودات المسلمين في تأكيد رفضهم للعنف وإدانتهم للأعمال الإرهابية غالبًا لا تحظى باهتمام كبير، بل رُبما يتعمد كثيرون إغفال حقيقة في غاية الأهمية، وهي أن المسلمين هم الضحايا الأكثر تضررًا من وباء الإرهاب ؛ فطبقاً لما توّفر من معلومات فإن العمليات الإرهابية التي حدثت في مختلف دول العالم سقط جرّاءها آلاف المسلمين قتلى، ، بما يعني أن الهجمات الإرهابية في الدول الغربية تُمثل أقل من 1% من مجموع الهجمات على المستوى العالمي، وأغلب تلك العمليات تقع في دول إسلامية من بينها أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا والصومال واليمن والضحايا الأكثر تضررًا هم مسلمون.
لذا ليس من المنطقي أن يُتهم المسملون بالتورط في الإرهاب في حين أنهم أكثر من يعاني ويلاته. 
من ناحية أخرى يجب التفريق بين هذين المصطلحين “الإسلام” و”الإرهاب” فالإسلام هو دين الحق يعتنقه أكثر من مليار ونصف المليار شخص على مستوى العالم، يشمل تعاليمًا سمحة، ويدعو إلى الخير والسلام للإنسانية كافة، قال الله جل جلاله عن نبيه في القرآن الكريم: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالين”، وهذا الفكر هو الذي يعتنقه عموم المسلمين حول العالم.

أما “الإرهاب” أو “التطرف” فهو يعني تنفيذ أفكار معينة وأيديولوجية خاصة باستخدام العنف الذي يصل إلى الترويع والقتل، وهذا ما لم يأت به الإسلام أو أية ديانة سماوية، وعدم التفريق بين هذين المصطلحين هو منشأ الخلط في النظرة للمسلمين باعتبارهم خطرًا تواجهه المجتمعات الأوروبية بل يواجهه غير المسلمين.
 وإذا أراد المتشككون والذين يقذفون بالتهم أن يعرفوا هل الإرهاب وليد الإسلام أم لا، فليراجعوا تعاليم الإسلام وليس أفعال بعض المسلمين.

المغرب 24

جديد الأخبار