“حان وقت التغيير”.. انقلاب عسكري محتمل على السيسي وهذه تفاصيل رسالة أمريكية وصلت للجيش

أحد, 10/03/2019 - 17:51

بعثت بعض الشخصيات الغربية مؤخرا رسائل للجيش المصري مفادها أنه ينبغي عليه القيام بمهامه لنقل مصر من هذه المرحلة العبثية، إلى مرحلة تضمن لأوروبا شراكة مصرية معتدلة وغير مبنية على هذا القتل والاعتقال والتغييب القسري الذي يمارسه نظام السيسي.

انقلاب محتمل

رئيس الاتحاد الوطني للأطباء الفيدراليين في فرنسا والحقوقي الدولي، فرانسوا دوروش، كشف أن أمريكا وبعض الدول الأوربية تُلمح حاليا بأن الجيش المصري قد ينقلب على رئيس النظام عبدالفتاح السيسي خلال الفترة المقبلة، لإنهاء ما وصفه بالتخبط والفشل والفاشية الذي صار سمة أساسية من سمات نظام السيسي الفردي السلطوي التعسفي.

وأشار “دوروش” في الحلقة الثانية من مقابلته الخاصة مع موقع “عربي21″، إلى أن “أوروبا تركت للمصريين وخاصة للجيش فرصة التقدم ببديل للسيسي”، مؤكدا أنه “لا أحد في أوروبا يخفي استياءه من ممارسات السيسي؛ فهناك رغبة غربية للتخلص من تبعات هذا النظام المتخبط”.

وعن نظرة  فرنسا لحكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان خلال فترة حكمه القصيرة، قال فرانسوا إن فرنسا كشعب لم يتوفر لها التعرف بشكل كاف على فترة حكم الرئيس مرسي إلا من خلال المشاكل والأزمات المُفتعلة، والتي عرفنا جميعا بعدها أنها كانت تُدار من خلال طرف ثالث أراد أن يُصور لفرنسا والعالم أن مرسي والإخوان نظام فاشل في إدارة حكم البلد وعجز عن توفير الخدمات للناس.

وليس هذا فقط، ولكن كذلك قدموا لنا فزاعة أن الإخوان جاءوا ليقضوا على إسرائيل، وأنهم سوف يعيدون حلم الخلافة ويهددون أوروبا بالدمار والمد الإسلامي الذي يخاف منه الكثير في فرنسا وأوروبا.

لذا وبحسب “دوروش” كانت صورة مرسي مشوشة من خلال أولا قصر فترة حكمة ثم الحملات التشهيرية التي قام بها الطرف الثالث والدول التي دعمته لتدمير صورته وحكمه في عيون المواطن المسيحي الغربي.

وشدد على أنه مما يبدو مؤخرا أن أمريكا وبعض الدول الأوربية التي كانت تعطي غطاءً للسيسي صارت تلمح له الآن بأن الجيش الذي قام بالانقلاب على مرسي قد ينقلب عليه هو الآخر خلال الفترة المقبلة، لأن الجيش يقدم نفسه مُجددا على أنه الشريك المناسب لأوروبا والغرب، وقد يتقدم لحل الأزمة الحقوقية والاقتصادية والسياسية، وينهي التخبط والفاشية والفشل الذي صار سمة أساسية من سمات نظام السيسي الفردي السلطوي التعسفي.

وتابع:” أنا أعتقد أن أوروبا في غياب دور الدول الخليجية الداعمة للانقلاب تركت للمصريين وخاصة للجيش فرصة التقدم ببديل للسيسي.”

وأوضح فرانسوا:” لذا، رأينا السيسي في زيارته الخارجية الأخيرة يعود ليذكر الأوروبيين والغربيين بأخطار ما سماه هو بالإرهاب الإسلامي وحذر الأوروبيين من المصلين المسلمين في مساجد أوروبا. هو رجع ليذكر الذين تململوا من ممارساته أنه هو صمام الأمان لهم ولأوروبا وإلا سوف تحدث التفجيرات التي تحدث في مصر.

هل فرنسا أعطت السيسي الضوء الأخضر لتعديل الدستور والبقاء في الحكم للأبد؟

لا أعتقد أن فرنسا يمكنها القيام بهذا. فرنسا بشكل عام غير راضية عن ممارسات السيسي ورأينا في زيارة الرئيس ماكرون الأخيرة إلى مصر أنه متضايق من كثير من ممارسات السيسي ويريده أن يبدلها. ولكنه لم ير منه سواء الاستمرار في تمثيل دور المخلص والمنقذ.

ولقد تابعنا جميعا ما قاله السيسي لماكرون من أن الديمقراطية الغربية لا تصلح لمصر، وأن ما لديكم من حقوق وواجبات لا يمكن إحداثها في مصر وكلام كثير مما يوحي بالنظرة الدونية للسيسي إلى المواطن المصري، وأنه يرى نفسه في صورة فرعون أو إله يقرر لنفسه ولشعبه حتى صار من الصعب لمن تحالفوا معه في السابق أن يستمروا في دعمه.

نحن فعلا نرى أن الكثير من الدول الغربية إما أنها ترفع الغطاء عن السيسي أو يجدون أنفسهم في موقف محرج فإن الرجل الذي قدم لشراء الطماطم الفاسدة صار اليوم يتفاخر بأنه الوحيد القادر على إنجاز كل صفقاتهم المخجلة.

ويحضرني هنا قول الدكتور الشيخ علي القرة داغي عندما قال في تغريدة له على تويتر:” قام فرعون مصر القديم بقتل كل المواليد الذكور خوفا من زوال مُلكه على يد أحدهم. وها هو فرعون مصر الجديد يقتل خيرة شباب مصر خوفا من زوال ملكه. زال مُلك فرعون القديم وهلك وجعله الله عِبرة ليوم القيامة. وسيزول مُلك فرعون مصر الجديد وسينتصر الحق ولو بعد حين”.

لكن لماذا يُصر الغرب على دعم المستبدين في المنطقة؟

نحن في الغرب لا نفرق بين حقوق الإنسان في بلادنا وتلك التي يجب أن يتمتع بها الناس في جميع أنحاء العالم. بعض الحكومات المستبدة تقدم نفسها على أنها الصديق الوحيد للغرب، وأن شعوبها عبارة عن وحوش وهمج وقتلة، وأنه يجب على الغرب دعم تلك الحكومات كي تأمن على أنفسها وحياة أولادها.

إذا جاءك من يقول لك أن وراء هذا الجدار مجرمون سوف يقتلون أطفالك وأنه هو الوحيد القادر على حمايتك، ماذا ستفعل؟ أنت يهمك في المقام الأول تأمين الحماية لأولادك ومن تعول.

وطن

جديد الأخبار