منتخبات كان 2019.. موريتانيا.. رحلة منتخب المرابطين لتحقيق الإنجاز التاريخي

خميس, 30/05/2019 - 07:13

كعادة أي عمل يكلل في نهايته بالنجاح، فإن بدايته تكون بتخطيط جيد واستراتيجية مُحكمة، حتي وإن كانت الإمكانيات متواضعة ومحدودة لدرجة أنك تقوم بجمع التبرعات من أجل ترحال البعثة المسافرة لأداء البطولة، فإنك مازلت تستطيع فعل ما تظنه مستحيل بامتلاكك لما كنت تحسبه هش وضعيف من مُقدرات، وها هو إيجاز غير مُخلا برحلة الكرة الموريتانية للنجاة من الغرق في بحر الإخفاقات نحو الإزدهار وبلوغ الإنجازات المتوالية.

ومع اقتراب العد التنازلي لمنافسة أمم إفريقيا 2019 والتي تعود لمهدها مرة أخري باستضافتها في بلاد الفراعنة خلال الفترة من 21 يونيو وحتي 19 يوليو، يقدم لكم موقع صدي البلد رؤية تحليلية يوميا وحتي انطلاق البطولة عن كل منتخب من ال24 فريقا المشاركين في نسخة رقم 32 من الكان.

منتخب موريتانيا أو مايعرف بـ"المرابطين" والذي حقق إعجازا بالتأهل لأمم افريقيا لأول مرة في تاريخه خلال نسخة الكان القادمة، وذلك بعد معاناة مستمرة مع الفشل علي صعيد كرة القدم دام لمدة سنوات طويلة مابين المشاركة كضيوف للشرف أو الانسحاب والاعتذار عن المشاركة في المنافسات الدولية لعدم القدرة علي توفير الماديات من تكاليف السفر والإقامة، لدرجة أن الفيفا قام بحظر المنتخب الموريتاني من اللعب دوليا في الفترة ما بين عامي 2008 و 2011، ولكن كل ذلك لا يعني النهاية والاستسلام، فماذا بعد؟

مشوار انتشال الكرة الموريتانية من الاضمحلال حتى الوصول للقمة التواجد في أمم إفريقيا 2019 بمصر: 
منذ بداية تأسيس اتحاد كرة القدم الموريتاني عام 1961 وحتى عام 2011 عاشت الكرة الموريتانية في ظلام دامس وفشل مستفحل ولم تعرف طريقها للنجاح حتي عام 2011 عندما تولي رجل الأعمال الشاب أحمد ولد يحيي رئاسة اتحاد الكرة، والذي كان يمتلك في الأساس ناديا محليا أسسه أسسه عام 1999، وتدرج في مناصب الاتحاد المختلفة حتى وصل إلى قمته لتبدأ رحلة كرة المرابطون نحو الترميم والانتشال.

بدأ ولد يحيي صاحب الـ36 عاما في وضع خطط واستراتجيات تطويرية للنهوض بالكرة المحلية والمنتخبات وسار في ثلاثة مسارات بالتوازي وهم: أولا انتشال الأندية المحلية من معاناتها الناجمة عن الانسحابات المتكررة لممثلي الكرة الموريتانية من مسابقات محلية وإفريقية؛ بسبب العجز المالي، وثانيا رفع الحظر الذي كان مفروضا من الفيفا على موريتانيا، وثالثا إجراء مصالحة بين الجماهير والملاعب، فالملاعب ورغم محدوديتها كانت خالية تماما من الجماهير التب عزفت عن الحضور بفعل ضعف البطولة المحلية، وأيضا بسببعدم وجود فريق وطني يمكن الاعتماد عليه.

وإضافة إلي ذلك تم بناء إدارة قوية قادرة على مواكبة التطور، ومتابعة المحترفين في الخارج من اللاعبين الموريتانيين وتكوين مزيج بينهم وبين المحليين من أجل بناء فريق قوي يشق طريقه في منافسات القارة السمراء . 

جني ثمار التخطيط الجيد وبلوغ مستهل طريق النجاح
بدأت الكرة الموريتانية معرفة طريق الإنجازات عام 2014 بالتأهل لكأس أمم افريقيا للمحليين، حيث نجحوا في اقصاء منتخبات ذات صيت واسع في الكرة الأفريقية مثل الستغال، لتكون تلك أول منافسة كبري يشارك فيها منتخب موريتانيا وتكون أول قطرة تفوق يعرفها المرابطون في تاريخهم.

وكما أعطي لهم القدر خيطا بأن العمل القائم علي تخطيط وعزيمة يأتي بثماره، تشبثوا بذلك وقرروا الاستمرار على نفس المنوال ، ثم تعاقد الاتحاد الموريتاني مع المدرب الفرنسي مارتينيز عام 2014 و الذي يقودهم حتي وقتنا هذا.

واستمر تصاعد نجم المنتخب الموريتاني الذي اقترب من الوصول لنهائيات أمم أفريقيا 2017 بالجابون لكنه احتل المركز الثاني في التصفيات المؤهلة للبطولة خلف الكاميرون صاحبة اللقب، حيث تفوق المرابطون حينها علي جنوب افريقيا وجامبيا، وكان المركز الثاني في المجموعة لم يشفع للتأهل حينها نظرا لقلة عدد المنتخبات المشاركة في الكان والتي كانت تبلغ 16 فريقا قبل رفعها إلي 24 خلال البطولة القادمة.

وعقب ذلك تأهلت موريتانيا إلى أمم إفريقيا للمحليين للمرة الثانية بالمغرب عام 2018، وتم تتويج أحمد ولد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني بشخصية قائد العام في 2017 من الاتحاد الافريقي بعد النجاحات الكبيرة للكرة الموريتانية والتي كان السبب الرئيسي فيها، وصولا لفوز منتخب المرابطون بجائزة أفضل منتخب إفريقي من جانب الكاف عام 2018 لتأهله لأول مرة في التاريخ لكأس أمم افريقيا 2019 بمصر.

مشوار موريتانيا في التصفيات المؤهلة للكان
تأهلت موريتانيا بعد احتلال المركز الثاني في المجموعة والتي ضمت منتخبات أنجولا وبوركينا فاسو وبتسوانا، حيث نجح في حصد 12 نقطة من 6 مباريات حيث هُزم المرابطون في لقائين و فازوا في 4 مباريات بينهم انتصارين كبيرين على أنجولا وبوركينا فاسو إضافة إلي التفوق علي بتسوانا ذهابا إيابا.

وكان بطل الفريق الموريتاني في مرحلة التصفيات هو لاعب الجناح اسماعيل دياكيتي، لاعب فريق اتحاد تطاوين التونسي، والذي سجل أهداف المرابطون الحاسمة في مشوارهم، حيث كان صاحب هدف الفوز علي منتخب بوركينا فاسو، قبل أن يسجل هدفين تارخيين في مرمى بوتسوانا ليعلن بهما عن الفريق رسميا لكأس الأمم، وذلك إضافة إلى لاعبين آخرين كان لهم تأثيرا في الإنجاز الكبير منهم باكاري نداي لاعب الدفاع الحسني الجديدي المغربي، والمخرم خليل مولاي أحمد صاحب ال31 عاما.

مجموعة موريتانيا في كان 2019 والمتوقع منها خلال البطولة
أسفرت القرعة عن وقوع منتخب موريتانيا في مجموعة قوية مع منتخبات تونس و أنجولا ومالي في المجموعة الخامسة والتي تقام لقائاتها في مدينة السويس وسيخوض المرابطون لقائهم الأول أمام مالي، ثم مواجهة أنجولا، ثم لقاء الختام أمام نسور قرطاج.

ووفقا للمعطيات والمنافسين في المجموعة الخامسة فإن من المتوقع لمنتخب موريتانيا أن الوصول لدور ال16 والتأهل من المجموعة سيكون هو طموحهم الأقصى وسيعد إنجازا تاريخيا بالنسبة للفريق الذي يشارك في البطولة لأول مرة، وذلك ليس بالمستحيل على فريق لم يعرف تلك الكلمة في قاموسه. 

قائمة الفريق:
تضم قائمة الفريق 23 لاعبا بينهم 17 محترفا في الدوريات الأوروبية والعربية والآسيوية، و6 لاعبين ينشطون في الدوري الموريتاني المحلي.

 معتز عمرو

.elbalad.

جديد الأخبار