جدد الحقوقي بيرام الداه اعبيد الثاني، في سباق الرئاسي الأخير، أمس، دعوته للحوار بين المعارضة الموريتانية والنظام الذي سيقوده، ابتداء من فاتح آب/أغسطس المقبل، الرئيس المنتخب محمد الشيخ الغزواني.
وأكد في مهرجان سياسي نظمه أنصاره في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وحضره أقرب الموالين للرئيس المنصرف محمد ولد عبد العزيز وأشرس معارضيه «أن موريتانيا بحاجة لأن يتنازل أبناؤها من أجل مصلحتها، وأن يجلس الجميع على طاولة الحوار لاستعراض جميع الخلافات ومناقشتها والسعي لحلها عبر الحوار».
وقال: «أرجو أن يشكل هذا اللقاء الذي جمع كل الأطياف السياسية في البلد بذرة لحوار عاجل يحدد فيه كل طرف المجالات التي يجب أن يتنازل فيها خدمة للبلد»، مضيفاً «أن موريتانيا بحاجة لجو التقارب والتفاهم»، ومؤكداً «أنه مع تعبيره عن هذا الرأي فإنه متمسك بقوته وعزمه على النضال إلى جانب حرصه الشديد على التفاهم وجمع الأطراف على مائدة الحوار».
وأكد ولد الداه «أن مناضلي ومناضلات حركته (نشطة في مجال مكافحة الرق) تحلوا بالمسؤولية العالية طيلة الحملة الانتخابية الأخيرة، وبعد فرز النتائج التي حملت معها ظلماً واضحاً لهم وسرقة كبيرة لأصواتهم»، معلناً «اعتزازه بوطنية أنصاره وميولهم للاتفاق والوفاق مع جميع الأطراف، سواء المنافسة أو الموافقة من أجل نزع الحقوق المستحقة ورفع المظالم بطريقة سلمية محضة».
وقال «إن الديمقراطية ليست القانون فقط وليست اللجنة المستقلة للانتخابات ولا هي المجلس الدستوري»؛ فالديموقراطية، حسب قوله، أشمل من ذلك، فهي التعايش بين أفراد الشعب وهي إرساء العدل والإنصاف».
وتأتي تصريحات ولد الداه هذه في سياق دعوة للحوار أطلقها قبل أسبوعين بصورة مفاجئة، في لقاء عقده مع رئيس الحزب الحاكم، سيدينا ولد محمد خونا، من أجل ما سمياه «وضع آلية لمد الجسور بين طرفي الساحة الحاكم والمعارض».
وكان بيرام ولد الداه قد وعد بتشكيل لجنة تتولى تحرير وثيقة تتضمن جميع مطالب المعارضة المقدمة للحوار، وأكد رئيس الحزب الحاكم أنه ملتزم بالرد عليها حال وصولها إليه.
وتواجه مبادرة الحوار التي أطلقها الحقوقي ولد الداه، رغم حماسه لها، عقبات داخل المعارضة التي تفضل أن يكون حوارها مع الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني بعد تنصيبه مستهل الشهر المقبل.
القدس العربي