مذكرات الرئيس ;ولد هيدالة يكشف الستار عن دوافع انسحاب موريتانيا من وادي الذهب لصالح البوليساريو

اثنين, 19/08/2019 - 10:39

جاء قرار موريتانيا بالانسحاب من إقليم وادي الذهب لصالح جبهةالبوليساريو عقب الانقلاب الذي عرفته موريتانيافي يوليوز 1978. ولمعرفةمدى الارتباط بين الحدثين، يمكن العودة إلى كتاب مذكرات محمد خونة ولدهيدالة، الذيصدر عام 2012.

فقد ورد في هذا الكتاب ما يُبيّن انحياز ولد هيدالة للطرح الجزائري،فالانقلاب نفسه من تداعيات مشاركة موريتانيافي نزاع الصحراء، ولذلك كانتقراءة الانقلابيين للأوضاع الإقليمية خاطئة، بل هناك من يتهم ولد هيدالةبالتعاون معالمجموعات المسلحة للبوليساريو إبان هجماتها على موريتانيا،وحتى بعد انقلاب 1978.

يبدو من خلال التحليل القيمي لعدد من المصطلحات الواردة في الكتاب أنولد هيدالة ارتمى بشكل تلقائي فيأحضان الدولة الجزائرية آنذاك، وهويقول في الكتاب بسلامة الموقف الموريتاني من نزاع الصحراء في عهدولدداداه. إن تحول ملف الصحراء إلى ورقة داخلية وتحول موازين القوىداخل السلطة في عهد ولد هيدالة إلى الانتصارللجزائر والبوليساريو، عجّلفي الوقت عينه ببروز تناقضات جديدة داخل النظام الموريتاني، وهو مايحكي بعضا منتفاصيله حين يتحدث ولد هيدالة عن العلاقات معالبوليساريو إذ يقول: “ورغم هذا الموقف الذي حاننا فيهالبوليساريو، وخاصةالبشير السيد، فلم تمس علاقتنا بالصحراويين لأننا نعرف أن مصيرناومصيرهم واحد، وكانهدفنا الكبير هو قيام دولة صحراوية لأننا كنا نريد أنتقوم دولة تحول بيننا وبين المغرب التي كانت في سالف الأزمانتطالببنا“.

وقد خصص ولد هيدالة الفصل الثالث من الباب الرابع من كتابه للعلاقات معالمغرب والجزائر والبوليساريو والسنغال،والظاهر أن للرجل علاقات عداء معبشير مصطفى السيد، الذي كان يقود وفد البوليساريو في مفاوضاتالطرفين،كما اتهم ولد هيدالة البوليساريو بتصفية العناصر الموريتانيةداخلها. لكنه يعود ليعترف بانتصاره للجزائروالبوليساريو حن يقول: “بالنسبةإلى قضية الصحراء، فقد شهد موقف بلادنا وموقعها في هذه القضيةخلال فترةحكمي تغييرا لا بأس به“. وعن الجزائر يقول ولد هيدالة: “كناننسق معهم بشكل مستمر في الاجتماعات الإفريقيةلدعم القضيةالفلسطينية، كما أن الدور لجزائري في التوسط بيننا وبين البوليساريومشهور منذ لقاء “منروفيا“، إلىاتفاقية الجزائر رغم الملاحظات عليها، ومنجهة أخرى كانوا يمدوننا بالمعلومات الاستخباراتية عن المغاربة“.

عموما، الأمر يعود إلى لحظة تنفيذ الانقلاب، ففي الفصل الأول من البابالثالث من كتاب مذكراته، يبرر ولد هيدالةمساهمته في الانقلاب على ولدداداه بأن مشاركة موريتانيا في نزاع الصحراء جرت عليها مشاكل كثيرة،ويقول بهذاالخصوص: “عاش البلد في الفترة الأخيرة من حرب الصحراءتدهورا لا مثيل له في أوضاعه العامة على كافةالصعد، فعلى الجبهةالحربية ورغم استبسال قواتنا أصبحت البوليساريو تشكل تهديدا حقيقيالوجودنا، فهيتضرب حيث شاءت داخل مدننا أو في مواقعنا الاستراتيجية،وعلى رأسها السكة الحديدية، وعلى المستوىالاقتصادي استنزفت الحربكل مواردنا الذاتية والمساعدات الخارجية. أما الجبهة الداخلية، فقد بدأتتتفكك نظراإلى طول الحرب وكلفتها الباهظة… إذن، ففكرة الانقلاب علىنظام المختار ولد داداه كانت الوسيلة الوحيدة لإيقافهذه الحرب“.

وعكس ما قاله ولد هيدالة من كون اعترافه بالبوليساريو يعود إلى بناءالمغرب للجدار الرملي، الذي فرض على قواتالبوليساريو مهاجمة المغربانطلاقا من الأراضي الموريتانية، فإن ولد هيدالة لا يعترف فقط، بمحاولةمنح إقليم واديالذهب للبوليساريو، بل إنه يقر كيف أصبح المدافع عنهافي المحافل الدولية، وحتى مع دول كان لها موقف مبدئي منالوحدةالترابية للمغرب مثل العراق.

 

العجلاوي

اليوم 24-

 

جديد الأخبار