خريجو مدارس الصحة الأحرار متذمرون من عدم شفافية مسابقة اكتتابهم الفوري ، ويطلبون بإنصافهم !

سبت, 31/08/2019 - 11:51

أفاد  الكاتب والإعلامي البارز محمد الأمين باباه ديداه ، لموقع تقدم ما يلي:
  راسلني أحد الإخوة ، والأصدقاء في الخاص ، وطالعني على الأوضاع المزرية التي عايشوها خريجو مدارس الصحة الأحرار ؛ مؤملا مني إعلان تضامني معهم ، والحديث عن قضيتهم ، وبهدف نشرها للرأي العام .
حيث أخبرني بأن خريجي ممرضي الصحة وقابلاتها الأحرار نظموا وقفات احتجاجية قبل المسابقة ، وأثناء الشفهي، وبعده يطالبون فيها بإنصافهم معتبرين أن الدولة تخدعهم في كل مرة ، وتمارس عليهم الظلم والإقصاء ، والتهميش والغبن ؛ منبهين إلى أنهم درسوا على حساباتهم الخاصة ، وبذلوا أموالهم وأوقاتهم وجهودهم ، من أجل خدمة وطنهم أولا ، وخروجهم عن دائرة البطالة ثانيا .
فكانت تلك الأهداف النبيلة أحلاما تبعث فيهم الرجاء والأمل ، وتزرع في نفوسهم التفاؤل ؛ ولكن في نهاية المطاف سرعان ماتم إجهاض أحلامهم ، ووأد بصيح تفاؤلهم وآمالهم ، وقطع مقصودهم ورجائهم .
فقد تخرجوا وذهبوا إلى الشارع حاملين على ظهورهم أكواما من تعب الدراسة ، وجبالا من مآسي تكاليفها المعنوية والمادية ، وأثقالا من تعاسة البطالة ، ومخلفاتها المدمرة. 
وكثير منهم - مع كامل الأسف - من أبناء الفقراء والطبقات المهمشة ، ولم يكن قادرا على تكاليف الدراسة ، ولم يستطع صبرها ومسايرتها إلا بشق الأنفس. 
ومن نافلة القول لفت الانتباه إلى أن الدولة مازالت بحاجة إلى كثير من الأطباء والممرضين فقلما تزر مستشفى ، أو مركز استطباب ، أو نقطة صحية إلا ولاحظت نقصا كبيرا في ذلك الحقل ؛ فبمجرد مقارنة حجم عدد الاطباء ، والممرضين المحدود مع العدد الهائل للمرضى ترى الكارثة واضحة ؛ مما يفرض على الحكومة إن كانت جادة - اقتصادا ، وحاجة ملحة - الاستعانة بخبرات أبنائها الذين تكلفوا عنها نفقات تكوينهم ، واختصروا عليها سنوات التكوين، والعمل على اكتتابهم فورا بالكامل، حتى تسد الخلل ، والنقص الواقع ، والملحوظ. 

بعد كل تلك المعانات ، ومرورا بتلك السبل المحفوفة بالمكاره حاولت الدولة مرة أخرى أن تعيد الكرة معهم بغية وضعهم أمام خدعة جديدة ، وبصورة مغايرة عن سابقتها ، تستغل فيها مشاعرهم واحتياجاتهم ، وتدوس فيها على أمانيهم ، وأحلامهم ، تمثلت في الإعلان عن شبه اكتتاب فوري قليل العدد جدا ، وموزع على تخصصات عدة شاركوا فيه ؛ ولكنهم لاحظوا أنه ليس اكتتابا، ولا مسابقة بمعاييرها المطلوبة ؛ وإنما هو لعبة مكشوفة ترجمتها الطريقة التي تم تنظيم المسابقة بها ؛ والظروف التي تحيط بذلك ؛ وكان التقويم الشفوي كاشفا لعورات ذلك العمل وسوآته ؛ فأصحاب ختم الدروس الإعدادية مثلا تم اختيار 700 مترشح ضمن لائحة المؤهلين للنجاح فيما تم نجاح 25 فقط كلائحة نهائية . 
ولايخفى ما في ذلك من تلاعب واضح يثير أكثر من استفهام ، وشبهات حول طبيعة هذا الاكتتاب ، وخلوه من الشفافية والنزاهة .
فلو كان ميزان العدل مطروحا ، ومبدأ الشفافية مقصودا لما تجاوزت لائحة المؤهلين للنجاح 30 مترشحا ، أو 40 على الأكثر . 
إذا لم تضع الدولة استيراتيجية جديدة ترتكز فيها على ترسيخ " مبدأ الشفافية" ومحاربة ظاهرتي "البطالة"و "الفقر" التي استفحلتا في صفوف الشباب الموريتاني فقريبا - لاقدرالله - ستحدث كارثة غير محمودة العواقب. 
فلا يمكن تصور وجود " البطالة " و "الفقر" بتلك الطريقة الشنيعة في دولة لها موارد كبيرة ، وثروات هائلة ، ولها اقتصاد نادر في جميع مناحي الحياة سيما إذا كان شعبها لايتجاوز 4 مليون مواطن . 
ولامعنىأيضا لترك ثلة قليلة فاسدة ، ومتحكمة في مفاصل الدولة ؛ تعبث بثروات البلد وخيراته ، وتنعم بها محليا ودوليا ، وتحتكر النفوذ والمناصب والمال والأعمال لصالها ، وتوريث ذلك لأبنائها جيلا بعد جيل ،
ومخلفة وراءها الفقر والغبن والظلم والإقصاء كحقوق طبيعية للشعب الموريتاني توزع عليه بسخاء ومجانا . 

بالمكتوب .

 

صفحة المراسل و الكاتب الإعلامي محمد الأمين ديداه

جديد الأخبار