حرب الجبابرة الصامتة تدور رحاها : تري فمن الاقوى ولد الغزواني ام ولد عبد العزيز؟

جمعة, 13/12/2019 - 00:02

 أكدت مصادر قريبة من مركز القرار في نواكشوط أن المساعي التي حاول رئيس لجنة تسيير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيدنا عال ولد محمد خونا، ونائبه بيحل ولد هميّد التوصل من خلالها لتسوية مرضية للخلاف المتصاعد بين رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وسلفه محمد ولد عبد العزيز، قد باءت بالفشل.

وكان ولد محمد خونا و ولد هميّد؛ وهما محسوبان سياسيا على ولد عبد العزيز ويشكلان قطب الجناح الموالي له ضمن قيادة الحزب الحاكم قد استأذنا الرئيس ولد الشيخ الغزواني في القيام بوساطة لدى ولد عبد العزيز عساه ينسجم مع الواقع الجديد في البلد ويتخلى عن محاولاته السيطرة على الحزب؛ وهو ما قبل به ولد الشيخ الغزواني.

غير أن الرجلين المقربين من ولد عبد العزيز فشلا في إقناع هذا الأخير بالنأي بنفسه عن الواجهة السياسية للحزب الحاكم ويعيش حياته بهدوء ودون أي مضايقات مع ما يترتب على ذلك من امتيازات مكفولة لرؤساء الدولة السابقين.

وتفيد مصادر مطلعة بأن ولد عبد العزيز أبلغ الوسيطين باستيائه مما أسماه عدم التزام خلفه باتفاق سياسي قال إنه تعهد له به؛ وكذا بعدم قبوله بأية إملاءات من آي كان خاصة فيما يتعلق بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي ذكرهما بأنه هو من أسسه ويحق له تولي اي منصب قيادي فيه بعدما خرج من السلطة وانتفى شرط التعارض بين ذلك وبين رئاسة الجمهورية؛ مشددا على ان ذلك الشرط يمنع ولد الشيخ الغزواني اليوم من تقلد أي متصب قيادي في أي حزب سياسي.

في هذه الأثناء رجحت مصادر على اطلاع بمستجدات الساحة الوطنبة في البلد أن يكون لتعنت ولد عبد العزيز وإصراره على التصعيد دوافع غير مسالة الحزب الحاكم؛ خاصة فيما يتعلق بالحديث عن توجه الرئيس ولد الشيخ الغزواني نحو السماح لرجال أعمال معارضين لسلفه بالعودة من منفاهم في الخارج، مثل محمد ولد بوعماتو، والمصطفى ولد الإمام الشافعي، ومحمد ولد الدباغ.

وقد نوه حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض، في بيان صادر عن دائرته الإعلامية تعقيبا للقاء زعيمه أحمد ولد داداه برئيس الجمهورية؛ مشيدا بمناخ الانفتاح السياسي لذي يشهده البلد في ظل حكم الرئيس ولد الشيخ الغزواني؛ فيما اعتبر ولد داداه انه لمس لدى هذا الأخير رغبة جدية في تمكين المعارضين المنفيين من العودة إلى وطنهم.

مراقبون آخرون يَرَوْن في نشر تقارير محكمة الحسابات التي كشفت عن حجم الفساد في معظم القطاعات والدوائر الحكومية خلال السنوات الأخيرة من حكم ولد عبد العزيز القطرة التي أفاضت كأس غضب هذا الأخير وجعلته يتبنى مزيدا من التصعيد ضده.

تطورات تنذر بمزيد من التأزيم في العلاقة بين الرئيسين السابق والحالي من غير المستبعد أن يزيد من حدتها و يدفع بها نحو الانسداد التام، ما يتردد داخل بعض الأوساط الدبلوماسية بشأن قرب انفراج الأزمة بين دول الخليج وبالتالي عودة الدفء للعلاقات الموريتانية القطرية التي قطعت في عهد ولد عبد العزيز قبل أن يعمد إلى مهاجمة قطر بشكل لاذع حين وصفها بأنها "أخطر من ألمانيا النازية".

ريم تودي

جديد الأخبار