مقاطعة أوجفت تحت صدمة التخلف و التهميش و زحف الرمال....اسلامه ولد محمود

أربعاء, 08/01/2020 - 17:49

 في زيارة خاطفة لمدينة أوجفت العريقة ،القديمة ، الشامخة، دهشت بعيد وصولي إليها ، تجولت بداخلها و اطلعت على معالمها الأثرية الجميلة، مدنية ذاع صيتها وازدهارها  كان قيمتها رفيعة  اجتماعيا واقتصاديا و ثقافيا و سياحيا،كانت منبرعلم لا يبارى وأهلها أصحاب شهامة عالية وأخلاق فاضلة بحسن الضيافة والمعاملة والعلاقات الوطيدة  فيما بينهم

اليوم انتشرت واتسعت لله الحمد وارتفع مستوى حاجتها للمستلزمات الضرورية وغابت منها وعنها روح المبادرة والعمل الجماعي وبدأت معالم النسيان تلوح في الأفق و الإهمال يخيم عليها، قليل من يهتم بأمجادها و ما قدمت، انه الملل ، التعب المخيم على أرضها التعسة ، والساكنة ، كأنها فقدت الأمل في التنمية والتطور والحياة البسيطة الطبيعية التي يعيشها جميع المواطنين رغم توفر وسائل الاتصال

 لقد تذكرت أيام كان السكان يعيشون  متحابين ،متكاتفين ، متعاونين بأريحية و طيب نفس وبال ونية خالصة و تفاهم ، حين كان شيوخ المقاطعة  يوجهون الأبناء و يلاحظون عليهم و شبابها حي يقوم الأنشطة التي تخدم وتسلى المجتمع و أطرها منسجمون عكس حالهم اليوم،لا هم سعوا فيما يفيدها و لا هم تركوا الشباب يقم  بذلك ،نموا فيه أمراض كانت معدومة حينها : الحساسيات ، النزعات و الطائفية، إنها بداية انهيار القيم و الأخلاق عندما يتخندق البعض في إطار سياسي و يحشرون فيه الباقي  ويسوقونهم كقطيع غنم في زاوية ضيقة لا باب لها و لا ديمقراطية ولا تشاور ولا نقاش والنتيجة حصرا سلبية على  الفرد ، الجماعة والمدينة، مدمرة للضمير و السمعة والروح و اهانة للكرامة والشرف،

كل ما لا ينمى القدرات وحل النزاعات ويقرب ويسهل الخدمات ، سلبي ،فالمدينة في أمس الحاجة : للتعليم و الصحة و السياحة والتنمية و الثقافة و الزراعة والتثقيف وتأطير التعاونيات وتشجيعها وتطوريها و وتسويق منتوجاتها ، كل هذا غائب بشدة ولا أمل

ان التعليم القطاع المهم  يعيش أسوء مرحلة من مراحله منذ نشأة المدينة ،يعاني الكثير من المصاعب والإهمال،النقص الحاد و الشديد في المدرسين للأسف الشديد و لا امل  في معالجة  الوضعية ،( تنازل الأطر والنخب والمنتخبين  و السياسيين  عن مهامهم – أسفا- ) مما يجعل المقاطعة تعيش الظروف القاسية و تحتل المكان المؤخرة في مقاطعات الولاية من حيث نتائج  المسابقات الوطنية والتنمية و الخدمات و التوظيف ،أما الصحة والثقافية بشتى أنواعها فحدث ..، ليست كغيرها  التى تحي كلها مهرجانات سنوية، هل هذا من غياب :الأطر أم النخبة أم الثقافة أم الشباب أم المادة، أم المنتخبون و السياسيون ؟

 لقد زعم الكثيرون أنهم لسانها وحماتها ،لكن أتصور انهم ، بكم ، صم ،عمي،لا يبصرون ، التخلف سيد الوقف و الجهل ينتشر و الفقر يعم ،و الرمال تزحف، يا إلاهي، هل من منقذ ؟

تجولت وشاهدت الأماكن الأثرية التي مازالت قائمة ،المسجد  و بقايا المنازل التي مازالت شاهدا على ان ثمة امة خلت رفيعة كانت وقوية و شامخة ، منازل آباءنا و أجدادنا و كذلك رئيس الجمهورية الحالي ، كلها خراب ودمار كأنها بقايا كارثة طبيعية ،انها شرفنا و مجدنا و ستبقى خالدة للجميع ،تراثا  حيا الى الابد

 رحل عنها  رجال  حرثوا و نموا فيها  الحب و الكرامة و المجد و الشهامة و الأخلاق و الصدق والوفاء و الاحترام والإخلاص و النبل والكبرياء ، يا إلاهي  ، هل ستعود عقارب الساعة الى الوراء  ؟

وهنا و قد وجد المقصد لأوجه نداء عاجل إلى صاحب الفخامة  رئيس الجهورية ، في إطار برامجه " تعهداتي" نطالبه  أن يدمج في البرامج ترميم تراث مدنية أوجفت الأثرية والعرقية و القديمة و يصدر تعليماته للجهات المختصة بذلك، ترحما و تكريما و إحياء لمجد أسلافه ، ويحي الأنشطة التي كادت أن تندثر لولا ان بعض الشباب الخيرين اللذين تدخلوا و فتحوا المحاظر لاندثرت  ،

ان مظاهر الحياة الكريمة بدأت تزول و ظهر الانكماش ،التهميش و غياب الرؤية و العمل ، وزحفت الرمال، هذه مشاكل بنيوية تحتاج المعالجة من الجميع كل من موقعه

لم تستفيد المقاطعة من التجارب الديمقراطية بل أحيت فيها الانقسامات و النعرات و  تفشت فيها البطالة و ظهر فيها الأقصى و غابت روح التشاور و تبادل المعلومات والعمل  الجماعي

أن مدينة أوجفت كانت شعاعا و منبرا علميا و قطبا اقتصاديا  رفيعا، أهله  يتقاسمون الأفراح و يتشاورن يتداولون في أمورهم ايجابيا 

و خلاصة القول و إن لم أكن أفضل المحبين للمقاطعة أعرض خدماتي المتواضعة بعيدا عن التصنيف و الأمراض التي أشرت إليها ، للعمل و طرح خطة ودراسة  تنموية بسيطة قابلة للتطبيق  يشارك فيها الجميع بدون اقصى 

و هنا ارجو من خالص قلبي من الشباب الحي والأطر و النخب قيادة المبادرة تزعمها ،و ارج وان  اتشرفني الجماعة المهتمة بالموضوع باستضافة جميع الجلسات و النقاشات في هذا الموضوع و على الجميع جمع المعلومات الضرورية :الأماكن الأثرية و السياحية و إرسالها على العنوان التالي :sal.mahmoud@yahoo.fr

                                وما توفيقي  إلا بالله ، عليه توكلت 

ميادين

جديد الأخبار