هل يبشر انخفاض الإصابات وتزايد المتعافين بنهاية كورونا بالمغرب؟

ثلاثاء, 02/06/2020 - 13:11

على نحو مطّرد يتواصل انخفاض عدد المصابين بفيروس كورونا في المغرب، كما هو الحال في باقي بلدان العالم، خلال الأيام الأخيرة، ما يُنبئ بقرب نهاية الوباء العالمي، خاصة بعد توارد آراء مختصين تفيد بدخول الفيروس التاجي في مرحلة كمون.

في إيطاليا، التي كانت من أكثر الدول التي تفشى فيها فيروس كورونا، وأودى بحياة الآلاف من مواطنيها، أصبحت الحمولة الفيروسية لـ "كوفيد-19" ضعيفة جدا، ولم يعد موجودا سريريا، حسب ما صرح به ألبيرطو زانغاريلو، أحد الأطباء الإيطاليين الذين برزت أسماؤهم ضمن جنود مجابهة الجائحة العالمية، رغم ما أثاره هذا التصريح من سجالات وانتقادات.

وفي المغرب، أثار انتباهَ المواطنين تقلّص عدد الحالات المؤكّدة إصابتها بفيروس كورونا بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة، فيما يتزايد عدد المتعافين، وتمكّنت مدن ذات كثافة سكانية عالية من التخلّص من آخر الإصابات المسجلة بها، كما هو الحال بالنسبة لمدينة سلا، ثاني مدينة من حيث الكثافة السكانية بعد الدار البيضاء.

تقلُّص عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، وارتفاع أعداد المتعافين، لا يعني أبدا أن الفيروس التاجي قد أصبح تحت السيطرة، "بل لا بد من استمرار الحفاظ على اليقظة عند مستوياتها العليا، درْءا لأي مخاطر محتملة"، يقول أبو بكر اليعقوبي، مندوب وزارة الصحة بمدينة سلا، في تصريح لهسبريس.

وكانت إدارة مستشفى مولاي عبد الله بمدينة سلا قد أعلنت عن شفاء آخر مواطن أصيب بفيروس كورونا كان يعالج بهذا المستشفى، أول أمس الجمعة، لكن اليعقوبي شدد على أنه لا مجال لأي تراخٍ، " فغدا، أو بعد غد، يمكن أن تظهر حالة جديدة لا قدر الله، وهذا يحتّم علينا جميعا أن نكون حذرين ومتيقّظين".

وتابَع بأن الجهود التي بذلتها السلطات الصحية، والسلطات العمومية، والسلطات الأمنية، بمختلف أنواعها، منذ أن ظهرت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في المغرب، هي التي مكّنت من تقليص عدد الإصابات، وبالتالي الوفيات، مبرزا أن المغرب "دبّر هذه الوضعية بشكل جيد منذ البداية، ومكّننا هذا التعامل من حصد نتائج جيدة".

وبدأت الحياة تعود تدريجيا إلى وضعها الطبيعي في المغرب، مباشرة بعد عيد الفطر، حيث أذنت الحكومة للمقاولات باستئناف نشاطها، وأطّرت هذه العودة ببروتوكول يتضمّن إجراءات صارمة ينبغي التقيّد بها من طرف أرباب العمل والمشغّلين، كما استأنفت بعض القطاعات الأخرى، مثل المقاهي والمطاعم، نشاطها بشكل جزئي، في انتظار ما سيتم تقريره يوم 10 يونيو، الموعد المفترض لرفع حالة الطوارئ الصحية.

وقال أبو بكر اليعقوبي إن التحكّم في انتشار فيروس كورونا، خلال الأيام والأسابيع المقبلة، ريثما يتم إيجاد دواء فعال أو لقاح له، هو مسألةُ تدبير، وزاد موضحا: "لقد نجح المغرب في تدبير المرحلة المنصرمة، بفضل الاستراتيجية الوطنية التي تم وضعها، وتحلّي الجميع باليقظة، وإذا أردنا أن نستمر في التحكم في الوضع، فعلينا أن نمضي على النهج نفسه".

واعتبر المتحدث ذاته أن المغرب "برهن على أنه في المستوى، بعد أن سخرت الدولة كل إمكانياتها من أجل حماية حياة المواطنين"، موردا أن "المنظومة الصحية الوطنية التي لم يسبق لها أن خضعت لاختبار مثل الاختبار الذي أخضعتها له جائحة كورونا، وبرهنت كذلك على أنها في المستوى".

وبدأت أصوات تنادي بفسح المجال أمام المواطنين لاستئناف حياتهم العادية، بعد أن اقترب انتشار فيروس كورونا من درجة أقل من 0.70، المحددة للرفع الآمن للحجر الصحي، حيث انخفضت نسبة الانتشار إلى 0.73 .

وأكد اليعقوبي أن الحياة لا يمكن أن تعود إلى وتيرتها العادية دفقة واحدة، بل بالتدرج، مبرزا أن هذا هو الحل الوحيد الممكن للتحكم في الوباء، مشددا على "ضرورة استمرار حملات التوعية والتحسيس تفاديا لأي ارتخاء من طرف المواطنين، ولجعلهم مقتنعين بأن خطر الفيروس سيظل قائما إلى حين إيجاد دواء أو لقاح له".

جديد الأخبار