أشرفت السيدة الأولى مريم فاضل الداه صباح اليوم الأربعاء بقصر المؤتمرات في نواكشوط على اطلاق قاعدة البيانات الأولى حول المهارات النسائية.
وتشكل هذه المنصة شبكة ديناميكية لتضافر الأفكار والمعارف والمهارات والسلوكيات الحياتية مما يمكن من الوصول إلى جميع المعلومات من آجل عمليات الاكتتاب والتبادل وتقاسم المعلومات مع السلطات وصناع القرار بغية تمثيل أفضل للنساء في هيئات القرار ضمانا للتنمية العادلة المستدامة.
وتستجيب المنصة الجديدة لمتطلبات تمكين النساء الذي يشكل تعهدا لرئيس الجمهورية وحكومته وتعكسه استيراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك وأهداف التنمية المستدامة، فيما تتمثل مهمة هذه المنصة الأولى من نوعها بموريتانيا في ضمان رؤية الموريتانيات الماهرات حيث يوجدن واللائي لازلن مجهولات إلى تقديم مساهمتهن في تنمية بلادنا.
وتميزت الانطلاقة بتسجيل رمزي للسيدة الأولى على هذه المنصة وكذا وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والاسرة وعدد من النساء من مختلف المشارب.
وأشادت رئيسة المجلس الجهوي لنواكشوط السيدة فاطمة بنت عبد المالك بما تحتله المرأة من مكانة في البرنامج المجتمعي لفخامة رئيس الجمهورية من خلال السياسات الرامية إلى تفعيل دور المرأة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية مشيرة إلى أن التعاطي مع قضايا المرأة أخذ بعدا استراتيجيا مبنيا على ايمان راسخ بحتمية مشاركتها في التنمية تجسد في حضورها البارز في مختلف مجالات الحياة ونفاذها إلى مراكز صنع القرار.
وأضافت أن النساء الموريتانيات أثبتن من خلال التجارب والمسؤوليات العديدة استحقاقهن المشاركة بجدارة في بناء المجتمع وتطويره الشيئ الذي تعكسه النجاحات العديدة التي حققنها بصورة مشرفة وعلى جميع الصعد.
وأكدت على انه لا يمكن لأي بلد أن يحقق تنمية شاملة وان يصل إلى بناء مجتمع عصري الا إذا كان للمرأة دور أساسي في صياغة القرارات المتعلقة بحياتها الخاصة والعامة وأخذت فيه حصتها كاملة من الأعمال المهنية والادارية والاقتصادية وسجلت حضورها بقوة في السلطة بمختلف مستوياتها.
بدورها ثمنت السيدة لمات مكيه رئيسة الاتحاد الموريتاني لسيدات الأعمال حضور السيدة الأولى ـ رغم الظروف الصحية التي يعيشها البلد والعالم أجمع نتيجة جائحة كوفيد 19 ـ لاطلاق هذه المنصة الهامة مما يجسد بكل وضوح ارادتها القوية في النهوض بالمرأة الموريتانية ودعم تطلعاتها في أن تأخذ مكانتها المستحقة في مجتمعنا .
وقالت: "اننا كرائدات أعمال وكربات أسر ننظر بكثير من الأمل وننتظر ثمار الاستراتيجيات والسياسات التي تبنتها حكومة معالي الوزير الأول المهندس اسماعيل ولد ابده ولد الشيخ سيديا وعلى وجه الخصوص ما يتعلق منها بالترقية النسوية والحماية الاجتماعية وتنمية الطفولة والاسرة.
وعبرت عن يقينها بأن التعاون والتكاتف والعمل الدؤوب سيصل بالجميع إلى تحقيق مشروع الدولة والمجتمع المنشود الذي تقدم به فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الشعب والذي يترجم رؤيته الشمولية والطموحة والواقعية في آن واحد من أجل مستقبل واقعي، عبر التركيز على معالجة مكامن الخلل ومواطن النقص واجتثاث الفوارق والقضاء على مظاهر التخلف.
ومن جانبها استعرضت السيدة أمينة محمد مختار في كلمة لها نيابة عن النساء ذوات الاعاقة المشاكل التي تعانيها هذه الفئة من النساء والمراحل التي قطعن فيها أشواطا متحدين اعاقتهن ليثبتن بذلك قدرتهن على العمل وممارسة مختلف أنشطة الحياة .
وأضافت ان ضعف مستوى الولوج للخدمات الصحية والتعليمية والتأهيلية وكذلك النفاذ للعمل يمثل ابرز هذه المشاكل اضافة إلى ان ضعف مستوى دخل النساء كان له هو الآخر ابرز الأثر على استقلاليتهن، مبرزة في هذا الصدد الدور الذي لعبته المناصرة في ازالة الكثير من العوائق وتصحيح النظرة السلبية التي تعاني منها المرأة ذات الاعاقة مما ساهم في اجتياز الكثير من الصعوبات .
وثمنت الاهتمام الكبير بقضايا المرأة خلال السنوات الأخيرة من لدن مراكز القرار والذي يتضح جليا في المؤسسات ذات الصلة منبهة إلى ان الاهتمام بالنساء المعاقات مازال دون المستوى المطلوب مقارنة مع نظيراتهن الغير معاقات في الحصول على المشاركة السياسية والترقية في العمل.
وحيا المنسق المقيم للأمم المتحدة ببلادنا السيد آنتونيو أوهميغ بواماه اطلاق المنصة من اجل انشاء قاعدة بيانات حول القدرات النسوية بما يمثله من مساهمة في تحقيق أهداف الألفية حيث ستمكن المنصة موريتانيا من التوفر على معلومات نوعية تعزز نفاذ المرأة إلى مختلف مجالات التنمية كفاعلة نشطة وذات خبرة كبيرة.
وأضاف إن إنشاء المنصة يأتي في اطار العمل الحكومي المنفذ لبرنامج رئيس الجمهورية فيما يتعلق باستقلالية المرأة والأشخاص ذوي الاعاقة بتمويل ذاتي يصل إلى 112 مليون أوقية قديمة لصالح 6000 إمرأة و3800 شخص معاق تمثل النساء 50% منهن.
جرت الانطلاقة بحضور عدد من أعضاء الحكومة ووالي نواكشوط الغربية وحاكم وعمدة تفرغ زينة وشخصيات أخرى.