عادت قضية استغلال تنظيم الإخوان في موريتانيا للعمل الخيري، لأغراض سياسية رخيصة، لتطفو على السطح من جديد مع تنظيم امتحانات الثانوية العامة" البكالوريا"في البلاد.
وفي محاولة لاستغلال التنظيم لهذه المناسبة الوطنية التي تمس أغلب الأسر الموريتانية، قام التنظيم أمام مراكز الامتحان بتقديم"ساندويشات" وأطعمة مغلفة بشعار حزبهم الذي يسمى بـ"تواصل" ، مدشنا ما يعرف بـ"حملات سقاية وإطعام الطلاب".
تلك الأساليب قابلها المدونون الموريتانيون بسخرية عبر هاشتاقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت أن تنظيم الإخوان سقط من جديد في درك الدعاية السياسية الرخيصة التي تلبس ثوب العمل الخيري لأغراض سياسية، كما هم عادتهم دائما، وفق متابعين للشأن الموريتاني.
النشطاء في موريتانيا هاجموا الاستغلال الإخواني لهذا الحدث عبر عدة هشتاقات حملت عناوين مثل:"الفطور مقابل الانتساب، و"تواصل"..المن والأذى،و"ساندويش مغلف بشعار سياسي"، وغيرها من الوسوم التي سلطت الضوء في المجمل على هذا الأسلوب الانتهازي.
وأثار مدونون آخرون قضية التمويلات الخارجية التي يتلقاها التنظيم لتنفيذ تلك الحملات الموسمية لـ" السقاية وتوفير الطعام" لعمل دعاية رخيصة للتنظيم بالداخل الموريتاني.
عمل خارج القانون
الكاتب محمد ولد أمين تساءل، خلال منشور على موقع " فيسبوك"، "كيف يمكن لحزب سياسي موريتاني أن يتكفل بإفطار 5 آلاف طالب ومشارك في البكالوريا؟".
وأجاب : "الأمر واضح من خلال ما هو معروف من تلقي هذا التنظيم تمويلات من الخارج"، معتبرا أنه من الناحية القانونية يعتبر ذلك "جريمة يحاسب عليها القانون".
وأضاف محمد ولد أمين، أن"القانون الموريتاني يحظر الانتماء للمنظمات الخارجية، وحزب تواصل هو الفرع الموريتاني من تنظيم الإخوان".
كما حذر من التمادي فيما وصفه بـ"التغافل" عن عمل التنظيم خارج القانون، مؤكدا أن ذلك يقوي ما وصفه بـ" إخطبوط الجريمة السياسية" في إشارة إلى تنظيم إخوان موريتانيا.
الإفطار مقابل الانتساب
أما المدون الموريتاني، سيدي عبد الله محمد، فكتب منتقدا الظاهرة، قائلاً، إن تسييس العمل الخيري بات مبدأ من مبادئ حزب إخوان موريتاينا "تواصل".
وأضاف، "الفطور مقابل الانتساب" في إشارة إلى حملات الدعاية التي يقوم بها الإخوان حاليا على أمام لجان ومراكز امتحانات الطلاب في المرحلة الثانوية.
أما المدون الموريتاني، المصطفى ولد محمد المختار، اعتبر أن "إخوان موريتانيا لا يكتفون بالشعارات العريضة التي يطلقونها على أعمالهم التي يصفونها بالخيرية والتطوعية؛ بل حتى أصبحوا يوزعون شعار حزبهم مع كل شربة ماء، أو وجبة غذاء، وقرص دواء".
وتابع محمد المختار أن " ذلك يشكل دعاية سياسية فجة، وفي غير وقتها ومحلها، وعمل غير إنساني أقرب لشراء الذمم منه إلى التطوع وأعمال البر والخير".
وأضاف:" هذا استغلال لحاجة الطلاب لأغراض سياسية فهي عملية استعطاف واستقطاب للتلاميذ".
تواصل المن والأذى
المدونة والناشطة الإعلامية الموريتانية السالمة الشيخ الولي، تساءلت في منشور لها على موقع "فيسبوك، قائلة، ما الحكمة من تقديم ساندويتش مغلف بشعار حزب سياسي؟.
وأضافت أنه "تواصل للمن والأذى" في إشارة لحزب " تواصل" الإخواني.
الكاتب عبد الله اتفاغ المختار، انتقد ظاهرة استغلال الإخوان للأعمال الخيرية في الدعاية، من خلال استعراض نماذج لأعمال خيرية أخرى يقوم بها أشخاص من خارج الإخوان، ولكن دون ضجيج إعلامي.
أما المدون والباحث الموريتاني المهدي محيي، فاعتبر أن حزب الإخوان يعمل في حملة سياسية مفتوحة طوال الزمن، في إشارة إلى توظيفه الحالي للعمل الخيري لأغراض سياسية.
واختتم حديثه بالقول، إن "العمل الخيري والتربوي يجب أن يكون بعيدا عن أي ممارسة سياسية".
انتهازية متجددة
انتهازية إخوان موريتانيا واستغلالهم للأوضاع الخاصة للمواطنين لأغراض وحسابات ضيقة برزت أيضا من خلال جائحة كورونا.
ورغم تكاتف جهود الجميع داخليا وخارجيا للتصدي لتلك الجائحة العالمية، اختار الإخوان كالعادة التوقيت الخطأ لتمرير دعايتهم المضللة عبر أجهزتهم الإعلامية.
وكان آخر تلك الدعايات في مايو/ آيار الماضي، من خلال محاولة "شيطنة" الجيش والأجهزة الأمنية، والعزف من جديد على وتر الحساسيات الاجتماعية، لكن التنظيم فشل أيضا كما فشل في جميع مؤامراته السابقة.
الموقف الجديد الذي عبر عنه الإخوان في بيان لحزبهم "تواصل" كان نشازا في الساحة السياسية والحزبية، وكرس العزلة التي يتردى فيها التنظيم منذ سنوات بعد تسارع وتيرة الانشقاقات والصراعات الداخلية التي استنزفت التنظيم.
عزلة التنظيم وحزبه السياسي"تواصل" وتغريده خارج سرب الإجماع الوطني البلاد، لم تعرضه للعزلة في محيطة السياسي المعارض فحسب، بل فاقمت من الصراعات والخلافات داخل التنظيم بسبب هذا الموقف النشاز.
العين الاخبارية