أشرف مروان الثاني.. جاسوس مصري أنقذ إسرائيل من هزيمة نكراء في حرب 1973 من هو؟

ثلاثاء, 06/10/2020 - 17:46

: تكشف أرشيفات إسرائيلية عشية الذكرى السنوية لحرب رمضان 1973 التي تحل اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل نجت من هزيمة نكراء ومهينة أمام الجيش المصري بفضل جاسوس مصري لا يقل خطورة عن أشرف مروان، وهو ضابط ملقب بـ “جوليات” وفق المزاعم الإسرائيلية.
وفي هذه الرواية الإسرائيلية المزعومة التي يعتريها بعض النواقص وتغيب عنها تفاصيل حول هوية “الضابط المصري” وكيفية وصوله لإسرائيل ، و يدعي الجنرال في الاحتياط أهرون لبران إن تلك الدقيقة التي زود فيها “الوكيل المصري معلومة ذهبية خلال الحرب غيرّت مسار حياته هو وحياة الضابط المصري، مثلما غيرّت تلك “الحرب اللعينة” .
ويكشف لبران (88 عاما) أحد قادة الاستخبارات العسكرية في الماضي أنه قام بتجنيد ضابط مصري للتخابر مع إسرائيل وقد منح تسمية سرية ( جوليات).
ويذكر كيف التقاه مرة في موقع ما من البلاد في فترة كانت مصر ألد أعدائها كما هي إيران اليوم، لكنه لا يذكر متى وكيف وأين تم ذلك.
ويتابع في تقرير مطول نشرته “يديعوت أحرونوت” بعد إخضاعه للرقابة العسكرية وشطب بعض تفاصيله كما تقول: “طلب مني الحصول على معلومات وافية عن الجيش المصري وكان هذا الضابط متعاونا واعتقدت أنه ينبغي إبقاؤه في البلاد كذخيرة إعلامية نطلب منه مخاطبة المصريين بلغتهم ويروي كم هي قوية إسرائيل كنوع من الحرب النفسية للضغط على الشعب المصري كي لا يضحي بأبنائه. فقد كان بنظري قنبلة نووية معنوية لأنك إذا نجحت باحتلال وعي العدو أو سربّت الشكّ لرأسه فإنك تنال منه في الميدان” .
وتنقل “يديعوت أحرونوت” عنه قوله إنه من أجل إقناعه بذلك قضى مع الضابط المصري وقتا طويلا (دون أن يوضح لماذا يوجد ضابط مصري في إسرائيل قبل تجنيده وكيف وصل إليها) ، فتجول معه في البلاد بل اصطحبه إلى بيته في رمات غان بجوار تل أبيب وتناول العشاء معه ومع زوجته فتعمقت العلاقات بينهما على المستوى الشخصي.
ويضيف “قبل أن أطلب منه ذلك قمت بمناورة صغيرة: طيلة أسبوع لم أقم بزيارة المنشأة السرية حيث يقيم الضابط المصري وتجاهلته طيلة أسبوع كي أفهم بعمق حالته النفسية وهو متعلق بي بالكامل وبما أجلب معي: سجائر، وطعام جيد، وسفر، ومحادثات وفعاليات اجتماعية وفجأة أوقفت كل ذلك، وبعد أسبوع كان سعيدا للقائي به مجددا وكانت هذه لحظة مواتية لطرح الفكرة عليه (ما يعني ان الضابط لم يكن مجندا بعد) لكنني تنبهت لرغبته بأن يخبرني بما هو مهم: كان صوته متقطعا ومنفعلا وفهمت أنه يستصعب البوح بما أراد قوله ولكنه قال في نهاية المطاف: أنا مستعد للتعاون معكم بعد العودة للبيت في مصر”.
ويوضح لبران أن أقوال الضابط المصري أدهشته بعدما جاء ليعرض عليه أن يبقى في البلاد ويكون بوقا لإسرائيل فوجد وكيلا يمكن زرعه جاسوسا داخل قيادة جيش مصر برئاسة السادات. ويقول إن كل ما فعله مع الضابط المصري نجح أكثر من المتوقع، لكنه لم يكن يعرف أنه قام بتجنيد وكيل سيغير لاحقا بشكل دراماتيكي مسيرة حرب 1973 .
وتشير “يديعوت أحرونوت ” الى أن الاستخبارات العسكرية قررت عام 1998 فتح ملفات تلك الحرب مجددا والنبش في جراحها الكبرى : الإخفاق الاستخباراتي الذي سبق حرب 1973 ، منوهة أن دراسة سرية شاملة أعدها رجل الاستخبارات العسكرية البروفيسور أوري بار يوسيف قد أكدت أن إسرائيل حازت على معلومات كاملة عن الخطوات المصرية منذ مطلع 1973 وذلك بفضل مصدرين مرموقين أحدهما معروف وكتب عنه الكثير بل أعد عنه فيلم وهو أشرف مروان المعروف بكنيته الإسرائيلية “الملاك” وهو صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي تعتبره أوساط إسرائيلية وكيلا مزدوجا ” .

إنذار أشرف مروان

وتشير الصحيفة الإسرائيلية الى أن أشرف مروان كان قد أبلغ إسرائيل بأن مصر ستشن حربا عليها في اليوم التالي، لكن الرسالة وصلت بعد فوات الأوان، منوهة الى أنه حتى هذا الأسبوع كان عدد قليل جدا من المؤسسة الاستخباراتية الإسرائيلية على علم بأن ” الملاك “ليس وحيدا، وأن إلى جانبه نشط وكيل مصري آخر داخل الجيش المصري، بل أنه سبق أشرف مروان في التبليغ مبكرا عن حرب وشيكة، ولكن لم يجد أحدا في الاستخبارات العسكرية يصدق ذلك.
وتضيف “ولكن بعد 12 يوما وفيما كانت حرب 1973 في ذروتها وإسرائيل تصارع من أجل وجودها أوصل “جوليات” رسالة إضافية، وهذه المرة وصلت إلى الآذان الصحيحة فغيرت مجرى الحرب كلها” .
وتنوه الصحيفة أن قصة “جوليات” بكاملها لم تنشر من قبل بعد حتى بادرت جمعية إسرائيلية تعنى بميراث حرب1973 بإجبار الأرشيفات الإسرائيلية في العام الأخير على كشف وثائق تلك الحرب طبقا لواجبها القانوني، وذلك بعد التهديد بالتوجه للقضاء. منوهة أنه رغم ذلك لا تزال آلاف الوثائق سرية فيما تم الكشف عن بعضها ومحو تفاصيل معينة فيها.
وتتابع “الآن وبعد 47 عاما وتحت قيود الرقابة العسكرية أمكن نشر القصة شبه الكاملة عن “جوليات” الذي أنقذ إسرائيل في اللحظة المناسبة” .
وتشير إلى أن لبران كان ضابط استخبارات مرموقا حاصلا على أعلى وسام في الجيش بفضل مشاركته في عملية داخل مصر عام 1955 ولاحقا طلبت الاستخبارات العسكرية منه التحقيق مع الضابط المصري (ما يعني أن الضابط كان أسيرا) وانتزاع ما لديه من معلومات، وعن ذلك تقول إن لبران لم يشعر بأنه يجلس قبالة ضابط مصري مبدع ومجرب، ولكن لاحقا اكتشف أنه شخص مثير ونزيه ومستقيم جدا” .

صراع الموساد والاستخبارات العسكرية

ويقول إنه “في البداية خشي من طلب الضابط المصري العودة لمصر ومن احتمال كشفه للجيش المصري وأن الاستخبارات العسكرية تحاول تجنيده وبالتالي تدفعه لتغذية إسرائيل بمعلومات مضللة.
ويتساءل أي ضابط هذا الذي يبادر لإبداء استعداده لتجاوز الخطوط؟ “.
وتوضح “يديعوت أحرونوت ” أن لبران واصل التحقيق مع “جوليات” حول الدافع لعرضه غير المألوف للتعاون، وتنقل عنه قوله إن الضابط المصري كان عاتبا على قادته وعلى جهات مصرية أخرى وإنه راغب بالالتحاق بالجانب القوي بعدما أدرك أن إسرائيل تتمتع بتفوق كبير على أعدائها”. وردا على سؤال يقول لبران للصحيفة إنه طلب مقابلا ماليا بالتلميح، مرجحا أن المال وحده لم يكن دافعا كافيا لهذه الخطوة، مشيرا الى أنه أدرك أن “جوليات” صادق وأن عميلا جديدا لإسرائيل في مصر ولد أمامه في ذلك اللقاء.
وبعد ذاك اللقاء اجتمع لبران رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال أهرون ياريف وأطلعه على القصة وطلب الموافقة على تشغيله هو بدلا من الموساد أو وحدة الوكلاء ” 504 ” فوافق.
ويكشف أن توكيله بالمهمة أشعل “مواجهات” داخل الجهات الاستخباراتية الإسرائيلية خاصة الموساد الذي كان يرى أن مهمة “الاستخبارات العسكرية”هي البحث والدراسة وتقدير متى تنشب حرب وليس تشغيل وكلاء.
وتشير الصحيفة إلى أن “المواجهات الداخلية” لم تنم فقط عن ” حروب الأنا”، بل نتيجة تقديرات مختلفة، وتقول إن الموساد تحفظ من فكرة تزويد الضابط المصري بجهاز اتصال لا سلكي من طراز “مورس” الذي كان بحوزة الموساد فقط ولا يوجد مثله مع الاستخبارات العسكرية، فوجد لبران طريقة أخرى للتخابر معه من خلال اقتناء جهاز راديو وتزويده بكتاب يستخدمه للعثور على كلمات الشفرات خلال الاتصال معه بعد التنسيق مسبقا على أن يقوم بإرسال الأجوبة في رسالة خطية تكتب بحبر سري لعنوان معين في أوروبا.
وتتابع “يديعوت أحرونوت”: “عاد ” جوليات” لمصر (لم توضح الصحيفة كيفية عودته وان كان ذلك عبر تبادل أسرى أم لا) ودخلت قيادة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بحالة توتر وترقب، هل لبران يخرج محقا ويرسل “جوليات” رسالة، وهذا ما حصل لاحقا إذ عاد مبعوث من أوروبا مع رسالة أولى منه.

رسالة مدهشة

ويستذكر لبران أنه عندما تم فتح الرسالة كان مضمونها مدهشا، فقد احتوى تقريرا مفصلا حول كل وحدات وتشكيلات الجيش المصري، سلاحها وميزانياتها وقواها البشرية والقيادة وغيرها. منوها أنه لم يفاجأ بالرسالة لأنه وثق بـ “جوليات ” رغم محاولات الاستخفاف به من قبل زملائه في الاستخبارات. وتابع “تطابقت معلوماته مع معلوماتنا وأثرانا بتفاصيل كثيرة” .
ويزعم أن إسرائيل أوصلت بواسطة الموساد لـ “جوليات “المكافأة المالية بتهريبها عدا ونقدا لأنه لم يملك حسابا مصرفيا في أوروبا.
وتابع”في واحد من المغلفات وضعنا له أيضا ورقة نقدية من فئة الألف دولار وكنا نرغب بذلك أن نقنعه كم نحن أقوياء وكم نحترمه. وفي الرسالة التالية منه أكد استلامه لها.”
وتدعي الصحيفة الإسرائيلية أن “جوليات” واصل إرسال الرسائل المشفرة محذرا فيها من نية السادات شن حرب جديدة تمحو عار النكسة وتعيد لمصر افتخارها. وفي 1969 أنذر ست مرات بحرب قريبة، وهكذا في العامين التاليين وفي 1973 أرسل ثلاث مذكرات وصدق في الأخيرة بعدما تزعزعت الثقة به في البداية لأن الحرب لم تنشب من قبل. وتتابع الصحيفة: “صرخ “جوليات” محذرا من وجود “ذئب” عدة مرات وعندما جاء “الذئب” فعلا لم يكن من ينقذ القطيع في الوقت المناسب.
وفي لجنة “اغرانات” الرسمية للتحقيق بإخفاقات حرب 1973 تم توجيه أسئلة لقادة الاستخبارات منها لماذا لم يصغوا لتحذيرات “جوليات” فقال أرييه شاليف رئيس قسم الدراسات في الاستخبارات العسكرية “إن الوكيل المصري أرسل خلال سنوات سبقت الحرب تحذيرات كثيرة حول احتمال نشوب الحرب ولذا فقدنا الثقة به”.
وتوضح الصحيفة بناء على الأرشيفات التاريخية أن “جوليات” أبلغ مشغليه بأنه بات قادرا على السفر لأوروبا دون إثارة شكوك حوله وعندها انتقلت المسؤولية للموساد الذي اعتبر توليه مهمة تحويل المكافأة المالية فقط كإصبع في العين ونوع من “الحمل خارج الرحم” باعتبار أنه هو الجسم المهني المخول لتفعيل الوكلاء.
ويتابع لبران حول ذلك ” في آخر مرة التقيته في البلاد سعدت جدا بلقائه كصديق وليس فقط بسبب عمله وكان محبا للنساء وقد أرسلوه لشقة في المدينة لقضاء نهاية أسبوع من الأحلام، ووقتها طلبوا مني الوصول لشقة أخرى ففوجئت بوجود رئيس الموساد تسفي زمير وعدد من ضباط الموساد وأبلغوني بوقف الاتصالات بيني وبينه ونقل الصلاحية للموساد وكانوا قد حصلوا على موافقة وزير الأمن موشيه ديان وقائد الجيش دافيد العازار وعدت للبلاد”.
وتشير الصحيفة الى أن الموساد زوده بجهاز اتصالات متطور يرسل بسرعة كي لا يعرض نفسه للخطر بإرساليات طويلة كما حصل مع الجاسوس ايلي كوهين في سوريا، ومن وقتها صارت إسرائيل تعلم بما يدور داخل الجيش المصري ببث حي ومباشر بعدما صار “جوليات ” أحد أهم مصادر المعلومات في الاستخبارات الإسرائيلية” .

ليلة قمرية

وتنقل ” يديعوت أحرونوت ” عن فاردي عيني مدير مكتب تسفي زمير قوله إن رئيسة حكومة إسرائيل وقتها غولدا مائير كانت مهتمة جدا بـ “جوليات ” وتقرأ تقاريره الخام مباشرة دون معالجة الموساد وأحيانا سمعت منه مباشرة.
وتضيف “مع الاقتراب من 1973 صارت تقارير ” جوليات” وأشرف مروان متطابقة أكثر وكلاهما اعتبر جلسة الحكومة المصرية من يوم 24 تشرين الأول/اكتوبر 1972 نقطة تحول. ففيها أقال السادات وزير الحرب، وفي مطلع 1973 أنذرا بأنه يخطط لشن حربـ لكن الاستخبارات العسكرية لم تعتبر تقرير أشرف مروان إشارة حقيقية لحرب وشيكة رغم أن “جوليات ” أرسل في 11 كانون الثاني/ يناير 1973 رسالة قال فيها إن وزير الحرب الجديد أصدر تعليماته بإعداد خطة للحرب تشمل عبور القناة، ولاحقا روى أن الجيش المصري يتدرب على تجاوز سواتر رملية شرق السويس، وفي مارس/ آذار أبلغ بوصول سرب طائرات من طراز “ميراج” من ليبيا إلى مصر وطائرات من طراز “هانتر” من العراق” . وفي رسالة أخرى ذكر “جوليات ” تواريخ محتملة لبدء الحرب : 16 مايو(أيار) أو 16 يونيو(حزيران) وفي كلاها يكون القمر بدرا وحازت إسرائيل على معلومات مطابقة من المخابرات الأمريكية.
وتشير الصحيفة أنه عدا التاريخ قدم “جوليات ” معلومات دقيقة عن خطة الحرب، وفي ليلة 30 سبتمبر/ أيلول أرسل برقية جديدة دراماتيكية: في الأول من أكتوبر يبدأ الهجوم على إسرائيل بقيادة وزير الدفاع المصري تحت عنوان “ناجح ” وبمشاركة سوريا من الجولان. وتتابع “قبل ستة أيام من اندلاع الحرب وخمسة أيام قبل إنذار أشرف مروان أرسل جوليات إنذارا ساخنا حول الهجوم، وقد بلغت الرسالة لرئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال ايلي زعيرا مع طلب بتجنيد احتياط وحدات استخباراتية وتشغيل تقنيات سرية خاصة على أرض مصر مهمتها توفير إنذار بنشوب حرب.

صدمة في إسرائيل

لكن زعيرا رفض وقال إن مهمته الحفاظ على أعصاب الدولة لا زعزعة المجتمع والاقتصاد ورفض تجنيد وحدات الاحتياط واكتفى بتشغيل جزئي للوسائل التكنولوجية التجسّسية، وبخلاف رسائل سابقة لم تصل رسالة “جوليات” لرئيسة الوزراء هذه المرة لأن رئيس الموساد رغب بالتثبت من صحة معلوماتها أولا. ولاحقا قالت أمام لجنة التحقيق الرسمية إنه “لو وصلتها تلك الرسالة لكان كل شيء قد تغير” .
كما يشير معد التقرير الصحافي محرر الشؤون الاستخباراتية الدكتور رونين بيرغمان أن رئيس الاستخبارات العسكرية زعيرا قرر عدم إطلاع قادة إسرائيل على الإنذار بعدما توصل لاستنتاج هو وضباطه بأن “جوليات ” قدم تقديرا خاطئا استنادا لمناورة كبيرة للجيش المصري. ويضيف “فعلا مر الأول من أكتوبر ولم تنشب حرب فتعززت ثقة زعيرا بنفسه وبتقديراته. من قرأ جيدا إنذار “جوليات” ينتبه الى أنه هو الآخر تحدث عن مناورة كبيرة ولكن بوسعها أن تتحول لحرب خلال أيام، وفعلا نشبت هذه في يوم الغفران في السادس من أكتوبر 1973 ودوت صفارات الإنذار في طول البلاد وعرضها وسادت في إسرائيل أجواء كئيبة تذكر بخراب الهيكل، ففي حين تم كبح اندفاع السوريين في الجولان فإن تقدم الجيش المصري في سيناء كان خطرا وجوديا بعد تحطيم خط بارليف وعبور القناة ولو نجح السادات بإدخال لواءين إضافيين لوصل المصريون إلى تل أبيب.
ويوضح بيرغمان أن قادة إسرائيل دخلوا في حالة توتر وضغط شديد ونقاشات حادة حول خيارات العمل فيما كان مقر هيئة الأركان مليئا بدخان السجائر، وخلال ذلك وصلت رسالة جديدة من “جوليات” حول مخططات هجوم الجيش المصري الذي اجتاز القناة للتو محددا المكان والزمان خاصة في ما يتعلق بجيش المظليين وبما يتطابق مع مصادر استخباراتية أخرى مما ساعد الجيش الإسرائيلي في الاستعداد ونصب الكمائن في المواقع الصحيحة للجيش المصري المهاجم، لكن موشيه ديان رفض ذلك داعيا لعدم الانتظار والمبادرة بهجوم.
وقال: حال لم يصدق ” جوليات “ستنهار الجبهة الجنوبية ونجد أنفسنا نقاتل الجيش المصري في شوارع تل أبيب”، وهذا ما رفضه قائد الجيش بن العازر الذي فضل التريث ومنح المصريين فرصة الهجوم أولا على أن يقوم الجيش الإسرائيلي بصده ومن ثم الانتقال للهجوم وهذا ما حصل وحوصر الجيش المصري الثالث بعد معركة دبابات طاحنة” .
ويخلص لبران للقول إن رسالة جوليات أنقذت إسرائيل من هزيمة مهينة بعدما كشف بالضبط عن مواقع عبور المصريين للقناة، منوها أن نهاية الحرب على النحو الذي انتهت به مكنت الجانبين من التوصل لسلام لاحقا، منوها أن “جوليات” واصل بمنصبه في الجيش المصري ورحل بعد سنوات من خروجه للتقاعد.
وتابع “عدد قليل فقط من الإسرائيليين يدركون أي انقلاب هو قد فعل في مجرى الحرب ” . وتنقل الصحيفة عن مصدر استخباراتي رفيع اقتراحه بمنح لبران جائزة ” أمن إسرائيل” لأن هناك حالات نادرة تغير فيها معلومة واحدة الكثير الكثير” .

 

وديع عواودة

الناصرة ـ “القدس العربي”

جديد الأخبار