الرئيس غزواني مطالب بالحذر الشديد على سلاسة عهده الاصلاحي والتصالحي من مراوغات المعارضين الاثرياء و الاقوياء

أربعاء, 21/10/2020 - 13:01

يبدو ان اكبر تحدي يواجه علي الاطلاق عهد الاصلاح والتصالح الذي يقود مسيرته المظفرة انشاء الله الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هو حماية اركان نظامه من المعارضين الاثرياء من رجال الاعمال خاصة اولئك الذين قدموا مؤخرا من الخارج و الذين يسعون في غالب الاحوال الي تكييف الشأن العام مع مصالحهم النفعية الخاصة  تحت غطاء الدفاع عن حقوق الانسان و الحريات و الديمقراطية ودولة القانون.

 

ومن امثال هؤلاء الذين يمثلون خطرا حقيقيا علي كيان الدولة الهشة الساعية الي تصحيح اكثر من اختلال وعطب شل ديناميتها الاجتماعية و الاقتصادية في العشرية الماضية المعارض اللدود للرئيسين السابقين ولد الطايع و ولد عبد العزيز الا وهو رجل الاعمال و المعارض المصطفي ولد لمام الشافعي.

 

هذا اذا ما علمنا ان الرجل لم تستهدفه فقط الحملة الداخلية التي شنها ضده أنصار الرئيس السابق ولد عبد العزيز وانما ايضا الحملة الشرسة التي اطلقها الإعلام السعودي و الإماراتي على الرجل القادم في التو إلى بلاده من دولة قطر.

 

مما يعني ان موريتانيا احرجت بالفعل دولتين عربيتين عول عليهما النظام الجديد للرئيس ولد الغزواني الا وهما المملكة السعودية والامارات المتحدة بعد تمكين رجل قطر من العودة الي موريتانيا مع امكانية تعريض مصالحهما المستهدفة من طرف الدوحة في شتي انحاء العالم للخطر

 

كما قد يعرض التطور الجديد الدولتين الي المراجعة الضمنية لدعمهما المالي الكبير للنظام القائم اذا لم تصاحب عودة ولد الشافعي الي نواكشوط اجراءات مشددة و صارمة وان كان الرجل صرح ان قدومه الي الوطن لا علاقة له بالسياسة علي الاطلاق

 

وقد عاد ولد لمام الشافعي في نهاية الاسبوع الماضي إلى نواكشوط بعد منفى استمر أكثر من عشر سنوات، بسبب صراعه مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز  الذي أصدر ضده مذكرة اعتقال دولية.

 

وينتمي المصطفى ولد الإمام الشافعي إلى ولاية لعصابة، وهو ينتمي إلى إحدى الأسر العلمية الكبيرة في المنطقة، وكان والده الإمام الشافعي رفقة شقيقه الإمام مالك من أبرز التجار الموريتانيين في غرب إفريقيا، كما كان والده أيضا وسيطا دوليا لدى عدد من الرؤساء الأفارقة، وكان له دور مشهود في الوساطة بين الحكومة المالية والقوى الأزوادية، وقد أسهمت تلك الوساطة في إطلاق الحوار السياسي بين الطرفين في الجزائر سنة 1992

 

ربط ولد الشافعي علاقات واسعة مع مختلف القوى السياسية والاقتصادية في غرب إفريقيا، وفي محاضن دولية متعددة، وعرف خلال السنوات الماضية بوساطاته الناجحة التي أدت إلى إطلاق سراح عدد من الرهائن الغربيين في منطقة الساحل، وذلك لمعرفته الوطيدة بالمجتمعات الإفريقية وعلاقاتها بنخبها المتعددة

جديد الأخبار