شهدت مباراة البرتغال وصربيا ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2022، واقعة أثارت جدلا كبيرا وشغلت الصحف والمواقع الرياضية حول العالم، وذلك بعدما سجل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هدفاً، لكن الحكم لم يحتسبه بداعي أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى.
تسبب إلغاء الهدف في غضب رونالدو وبدا النجم البرتغالي في حالة عصبية شديدة على أرض الملعب، حيث ألقى شارة القيادة على الأرض، وغادر أرضية الميدان، وكانت النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي 2-2 وهي ما انتهت عليها المباراة.
وعند الدقيقة 94 من المباراة التي أقيمت على ملعب النجم الأحمر في بلجراد، استقبل رونالدو الكرة قبل أن يصل إليها الحارس، ويضعها من تحت يديه لتتخطى خط المرمى بشكل واضح قبل أن يتدخل المدافع ستيفان ميتروفيتش ويبعدها.
وبينما كان لاعب يوفنتوس الإيطالي يحتفل بالهدف القاتل، لم يتوجه الحكم المساعد نحو منتصف الملعب كإشارة على احتساب الهدف، وكذلك حكم الساحة، ليستشيط رونالدو غضبا ويعترض بقوة على الحكم المساعد، ليحصل على بطاقة صفراء.
ولم يلجأ الحكم إلى تقنية حكم الفيديو المساعد "VAR" حيث إنها لا تُطبَق في مرحلة التصفيات، ليقرر بعدها إنهاء المباراة بالتعادل، ويقوم صاروخ ماديرا بإلقاء الشارة على الأرض تعبيرا عن غضبه، ويدخل لغرف الملابس باستياء شديد.
عقوبة منتظرة
وبات قائد البرتغال كريستيانو رونالدو، مهدداً بالعقوبة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد تصرفه عقب نهاية المباراة، حيث قال موقع "ايسبورت" الإسباني، إن الفيفا، يمكنه تسليط عقوبة على رونالدو استناداً إلى الفصل القانوني رقم 11 في مجلة التأديب الخاص بالاتحاد الدولي "فيفا".
وينص على معاقبة اللاعب في حالة "التصرف المعادي للروح الرياضية" ويلزم هذا الفصل كل اللاعبين والمنتخبات والمدربين احترام الروح الرياضية والابتعاد عن التصرفات التي لا تحترم هذه المبادئ.
ويحق للاتحاد الدولي، أن يوقع عقوبة بحرمان رونالدو من اللعب في حال تم تفعيل هذا النص القانوني في حق اللاعب البرتغالي، وتسمح القوانين لـ"فيفا" بالتدخل رغم أن الحكم اتخذ عقوبة في حق اللاعب بإنذاره بسبب تصرفاته.
ولم يحدد هذا المصدر ما إذا كانت العقوبة تنسحب على المباريات التي سيخوضها اللاعب مع فريقه يوفنتوس أو مع المنتخب، ذلك أن الفصل 12 ينص على تسليط عقوبة بمباراة أو بحرمان اللاعب من المشاركة خلال فترة زمنية محددة.
بدوره تحدث رونالدو، صاحب الـ36 عاما، عقب الواقعة حيث كتب على حسابه على إنستجرام: "كوني قائدا لمنتخب البرتغال، هو واحد من أعظم الإنجازات ومصادر الفخر بالنسبة لي في حياتي، ودائما ما منحت وسأمنح كل ما لدي لبلادي، وهذا لن يتغير أبدا، ولكن أحيانا يصعب التعامل مع بعض المواقف، خاصة حين نشعر بأن بلدنا يتأذى، أبقوا رؤوسكم عالية وواجهوا تحدينا المقبل، هيا يا برتغال!".
غياب تقنية "الفار"
وفتحت واقعة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، باب التساؤل حول عدم تطبيق تقنية "الفار" في تصفيات كأس العالم "قطر 2022".
وفي الغالب تتعلق الشكاوى بشأن تقنية حكم الفيديو المساعد، بتسلل اللاعبين، ولكن في مباراة صربيا والبرتغال أثير الجدل بسبب عدم وجود تقنية الفار، والسؤال الأهم هنا، هو لماذا لا تستخدم تقنية فار أو خط المرمى في تصفيات كأس العالم؟
صحيفة "ماركا" الإسبانية، أجابت على هذا التساؤل مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بالملاعب المشاركة في التصفيات، وأن أغلبها غير مجهزة لاستخدام تقنية فار أو خط المرمى، ولهذا يعتبر "يويفا" أن تواجدها في بعض الملاعب دون غيرها غير عادل، لذلك اتخذ قرار عدم استخدامها في أي تصفيات، لضمان تكافؤ الفرص.
ولا يزال الجدل الدائر حول تقنية حكم الفيديو المساعد، ومع ذلك، فإن عدم قدرة العديد من الدول الصغيرة على تحمل تكلفة هذه التكنولوجيا في الملاعب، يعني أن اللاعبين والمدربين سيضطرون إلى تقبل واقع يشير إلى أنه من غير المرجح أن تكون هناك تقنية "فار" في هذه المسابقة بالوقت القريب.
إلقاء الشارة!
وبعيدا عن جدلية الفار وعدم احتساب الهدف الصحيح، تسبب إلقاء رونالدو شارة قيادة منتخب البرتغال على الأرض، في جدل كبير بين الجماهير فهناك من تعاطف مع اللاعب فيما هاجم البعض الآخر اللاعب بشدة بسبب السلوك الذي تم استهجانه والذي أكد رونالدو أنه لم يكن يقصده.
لكن واقعة إلقاء الشارة كررها رونالدو من قبل قبل نحو 11 عاما وأمام منتخب إسبانيا، في مباراة ودية أمام منتخب إسبانيا عام 2010 وبالتحديد في السابع عشر من نوفمبر من نفس العام وحين كان الإسبان أبطال العالم في جنوب إفريقيا.
وفي هذه المباراة استطاع البرتغاليون تقديم لقاء كبير وفازوا برباعية على إسبانيا سجلها كل كارلوس مارتينز وهوجو ألميدا وهيلدر بوستيجا (هدفين).
وشهدت المباراة توتر كبير من جانب كريستيانو رونالدو متوترا، ليس لأنه لم يزر شباك كاسياس في 4 مرات سجل منها البرتغاليون، ولكن لأنه كان على موعد مع هدف تاريخي ألغي بفعل سلوك ساذج من زميله لويس ناني، بحسب صحيفة آس.
فعندما استلم كريستيانو رونالدو كرة على الرواق الأيسر وتوغل في منطقة جزاء منتخب إسبانيا قبل أن يراوغ جيرارد بيكيه بإهانة كبيرة ثم يرسل كرة ساقطة بروعة من فوق إيكر كاسياس وحينما كانت الكرة في طريقها إلى الشباك انبرى لها ناني الذي أودعها برأسه في المرمى، لكن للأسف احتسبت الكرة تسللا على ناني، وانفجر بركان غضب كريستيانو رونالدو.
ورغم أن المباراة كانت ودية، ورغم أن البرتغال كانت متقدمة بفارق كبير، إلا أن هذا الهدف استشاط له رونالدو متخذا نفس رد الفعل الذي حدث بعد زهاء 11 عاما أمام صربيا في مباراة رسمية، استشاط غضبا وألقى الشارة على الأرض.
وقائع سابقة
كما أن هدف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الملغي أمام صربيا سبقه العديد من الأهداف التي ألغيت في مباريات شهيرة وتسببت ففي جدل كبير.
وفي نهائي مونديال 1966 استطاع غيوف هيرست تسجيل هدف الفوز لمنتخب إنجلترا في شباك ألمانيا، ليحصد منتخب الأسود الثلاثة اللقب الأول والأخير في تاريخهم.
ومنذ ذلك اليوم بات هذا الهدف محط جدل، ويرجّح أن الكرة لم تتجاوز خطّ المرمى، ربما لو وجدت حينها تقنية الفيديو لحسمت الأمور.
وفي مونديال 2010 حرم فرانك لامبارد من هدف صحيح أمام ألمانيا في دور الـ16، بعدما تجاوزت الكرة الخط، في اللقاء الذي انتهى 1-4 لصالح الماكينات الألمانية، لكن ذلك الهدف الملغى كان من شأنه تغيير سيناريو اللقاء الختامي.
وفي دوري أبطال أوروبا 2005 أحرز لويس جارسيا هدفاً محيرا للجميع في شباك نادي تشلسي، ساهم في تأهل الريدز للنهائي في اسطنبول والفوز بعدها على ميلان.