قال وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم، في حديث حصري لبعثة المنتخب إلى قطر لمواكبة فعاليات كأس العرب التي خرج الفريق الوطني من دورها ربع النهائي، أن مباراة المنتخبين المغربي والجزائري أكدت بمحتواها الفني وبإثارتها أنها كانت بالفعل نهائيا قبل الأوان.
وقال الجريء: "كانت مباراة من الطراز الرفيع، وهذا ليس بالمستغرب على منتخبين يمثلان بلدين عريقين وعظيمين في كرة القدم.
بالقطع كان المنتخب الجزائري هو المتأهل للدور نصف النهائي لحسمه ضربات الحظ لصالحه، لكن المنتخب المغربي يهنأ على ما قدمه في البطولة، لقد دخلها مرشحا وخرج منها مرفوع الرأس، في النهاية البطولة خسرت فريقا جيدا، ولكن هذه هي كرة القدم".
ولم يخف وديع الجريء طموحه لكي يتوج منتخب تونس باللقب العربي للمرة الثانية في تاريخه، وقال:
"كنا أول منتخب يفوز بهذه الكأس، ونريد أن نجدد عهدنا معها بعد كل هذه السنوات.
طموحنا كبير لكي نتوج بلقب هذه النسخة التي تعتبر الأجمل في تاريخ هذه البطولة. أمامنا مباراة قوية في نصف النهائي أمام منتخب مصر الشقيق، وسنحاول بمشيئة الله أن نتخطى هذا الدور لنكون طرفا في النهائي الحلم".
وشدد وديع الجريء الذي يشغل أيضا منصب عضو داخل الإتحاد العربي لكرة القدم، على ضرورة صيانة كل المكاسب التي تحققت خلال النسخة الحالية لكأس العرب:
"نحن كعرب سعداء بأن تنجح قطر في استضافة بطولة أحيت من جديد حلمنا العربي، وكل النجاحات التي تحققت في هذه النسخة من كأس العرب تطوقنا بمسؤولية الحفاظ على المكاسب..
واثقون من أن قطر سفيرة الإبداع العربي ستقدم للعالم مونديالا غير مسبوق في كل تفاصيله، والدليل على ذلك ما شاهدناه في هذه البطولة من تدبير احترافي، من أول ما وصلت المنتخبات إلى الدوحة وحتى مغادرتها.
لقد كنا في مونديال روسيا قبل ثلاث سنوات، والملاعب التي تقدمها قطر لاستضافة المونديال، وشاهدنا ستة منها في كأس العرب، لا تقل جمالا عن ملاعب روسيا، إن لم تكن أفضل منها".
وبالعودة لكأس العرب واستدامة النجاح الذي تحقق للنسخة العاشرة، قال وديع الجريء:
"أرى أنه من الجميل أن نتبع ما تفعله الفيفا مع كأس العالم للأندية، عندما تنيط ببلد مسؤولية استضافة نسختين متتاليتين لها، حدث هذا مع المغرب ومع الإمارات ومع اليابان، أرى أنه للإستفادة من الإرث الكبير الذي سيخلفه تنظيم المونديال بقطر، وبخاصة هذه الملاعب المبهرة، أن تتولى قطر استضافة النسخة القادمة لكأس العرب بعد سنتين بنفس المواصفات، ضمانا للنجاح الكامل، وبعدها تذهب كأس العرب لبلاد عربية أخرى".
ولم يفت وديع الحريء الإشادة بالنقلة النوعية التي شهدها المغرب على مستوى البنى التحتية، والعمل الكبير الذي تقوم به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعلى رأسها فوزي لقجع، وقال:
"رائع ما قام به المغرب في العشرية الأخيرة، إذ جود بشكل كبير بنياته التحتية وأصبح من الدول الإفريقية المتقدمة في هذا الباب وهو شيء يسعدنا، كما أن العمل الهيكلي والقاعدي متواصل والدليل على ذلك أن المنتخبات والأندية المغربية هي كما التونسية والمصرية والجزائرية في صدارة الكرة الإفريقية، وأعتقد أن وثيرة العمل الهيكلي تصاعدت بشكل كبير مع مجيء صديقي فوزي لقجع الذي أتقاسم معه شغف كرة القدم والرغبة الجامحة في تحقيق النجاح"