موريتانيا ولد الغزواني: نموذج يحتذي به لتحصين الشرعية الدستورية من الانقلابات والتمرد العسكري في المنطقة

جمعة, 28/01/2022 - 13:10

لقد وفق الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، حسب العديد من المحللين، حين أدرك جليا حقيقة السر في التمرد العسكري والانقلابات التي تحدث بين الفئة والأخرى في دول غرب ووسط افريقيا.

وذلك لأنه سعي دون تأخر منذ وصوله الي الحكم الي تصحيح تلك الاختلالات و جعل الأمور علي نصابها السليم، فعمل جاهدا الي غاية  اتخاذه الإجراءات الناجعة و الكفيلة لتحصين موريتانيا من تلك الويلات السياسية  التي ضربت في الأشهر الماضية كلا من مالي و غينيا و حديثا بوركينا فاسو.

ولذلك أصبحت موريتانيا في عهد الرئيس ولد الغزواني نموذجا يحتذي به في القارة الافريقية بشكل عام وفي الساحل وغرب افريقيا علي الخصوص لتحصين الشرعية الدستورية و دولة القانون و المؤسسات من الانقلابات والتمرد و الحروب الاهلية و التشتت و الانفلات الأمني وبسط الغرب نفوذه علي سياسيي وثروات تلك البلدان الهشة و هيمنة شبكات الإرهاب و الجريمة العابرة للحدود و شبكات المخدرات و الهجرة و الاتجار بالبشر وقطاع الطرق ذلك.

وللخلاصة نذكر مجدد ان التمرد والانقلاب لا علاقة لهما علي الاطلاق بالسياسية و ان حدث ذلك فسيكون بسلاسة.

بل يصبح الانقلاب امرا محتوما لا مفر منه و قنبلة ناسفة للأنظمة حين يهيمن الغبن و التهميش في صفوف المؤسسة العسكرية كما حدث في مالي و غينيا و بوركينا فاسو.

نعم ان لجوء الأنظمة غير الفطنة الي فرض تسيير شخصي للمؤسسة العسكرية ومعاملة افرادها الاخران علي أسس تفتقر الي الموضوعية و العدالة و الشفافية يجعل افرادها من ضباط و جنود في اتهب دائم للانتقام من الاقصاء مهما كلف ذلك بالأحرى اذا كان الانقلاب قد يوصلهم الي اعلي مناصب الدولة.

ولذا فانهم يسعون دائما رفع الظلم عنهم بكل اوتوا من قوة و إرادة مهما تطلب منهم ذلك السعي لتحقيق هدفهم النبيل

وبالتالي لقد كان قرار الرئيس ولد الغزواني المتمثل في التخلص من  كل ضابط سامي عند بلوغه سن التقاعد اجراء غير مسبوق كما كان محل ترحيب كبير في صفوف المؤسسة العسكرية و بث في افرادها الامل في تنقية الجهاز وجعله جمهوري بامتياز لا شان له في السياسية ما دامت تطبعه العدالة.

وذلك لان هذه الغبن  و التهميش في المؤسسة العسكرية تعتبران وقود الانقلابات من خلال سعي الجنود و الضباط الذين يشعرون بالحرمان من الترقية و من حقوقهم  بسبب تمسك الأنظمة بمن وصلوا سن التقاعد في مناصبهم لفترة طويلة مما يحرم صغار الضباط من الترقية و من الاستفادة من التعيين في مناصب عالية.

وقد فاجئ الرئيس ولد الغزواني المراقبين والمحللين عند ما جسد علي أرض الواقع تلك الحقيقة و فتح الطريق لقادة من الضباط الشباب في الاسلاك العسكرية و الأمنية للصعود و التنافس البناء و الشفاف بعد ان لم يعد الطريق مسدودا امامهم لتحقيق طموحاتهم كما كان في السابق.

جديد الأخبار