مصادقة موريتانيا على اتفاقية الصداقة مع اسبانيا يدخل في إطار رهانها على لعب جزر الكناري دورا في المبادلات 

أربعاء, 22/06/2022 - 11:17

لم يؤثر توقيع موريتانيا على اتفاقية الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا على علاقاتها مع الجزائر رغم الانتقادات التي صدرت عن وسائل إعلام جزائرية ترى فيها غياب تضامن مع دولة عربية وإفريقية في وقت حساس.

وكانت الجزائر قد علقت العمل باتفاقية الصداقة وحسن الجوار الموقع مع إسبانيا بعدما شدد رئيس الحكومة بيدرو سانشييز على تأييد الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية لحل نزاع الصحراء الغربية التي كانت مستعمرة إسبانية في الماضي.

وصادقت موريتانيا خلال الأسبوع الماضي على اتفاقية الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا، تنص المعاهدة المذكورة  على وضع إطار للتشاور السياسي بين البلدين، وذلك عبر اجتماع دوري عالي المستوي، وتشجيع وتفعيل التعاون الاقتصادي والمالي بين الطرفين، وكذلك التعاون في مجال الدفاع وذلك بالاستناد الي اتفاق التعاون في هذا المجال الموقع سنة 1989.

 وخلف القرار انتقادات من طرف الصحافة الجزائرية وبعض السياسيين الذين تساءلوا عن سر هذا التزامن الغريب، وكانت موريتانيا قد اتفقت على نص الاتفاقية مع إسبانيا منذ أكثر من 14 سنة، ولم تجد أي وقت مناسب حتى عند اندلاع الأزمة بين إسبانيا والجزائر.

وتبرر مصادر موريتانية توقيع الاتفاقية بتعهد سابق من الرئيس الموريتاني ولد الشيخ الغزواني لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز خلال زيارته الى مدريد إبان مارس الماضي بالتوقيع على الاتفاقية مع بداية الصيف، وكانت زيارة الغزواني الى اسبانيا قبل اندلاع الأزمة بين الجزائر واسبانيا بسبب دعم الإسبان لمبدأ الحكم الذاتي، واعتبرته الجزائر خيانة للقضية الصحراوية.

وكان الرئيس الأسبق محمد ولد الشيخ عبد الله هو الذي وقع على هذه الاتفاقية خلال يوليوز 2008، وفقد منصب الرئاسة شهرا بعد ذلك بعدما انقلب عليه محمد ولد عبد العزيز، واتخذت اسبانيا حينئذ موقفا ضد الانقلاب، وقام ولد عبد العزيز بعدم إدراج الاتفاقية في أي مجلس الوزاري للمصادقة عليها كرد على الإسبان.

ولم يتجاوز رد فعل الدبلوماسية الجزائرية على مصادقة موريتانيا على الاتفاقية مع اسبانيا بعض الامتعاض، وكانت تود لو انتظرت موريتانيا بعض الوقت حتى لا تتزامن مع الأزمة الحالية مع مدريد في المقابل، شنت صحف موريتانية هجمات على موريتانيا مستغربة من التزامن الغريب للمصادقة على الاتفاقية.

ويستبعد تأثير هذا الحادث على مسار العلاقات بين موريتانيا والجزائر، واختارت موريتانيا منذ مدة الرهان على إسبانيا ضمن الأسرة الأوروبية للتنمية وتعزيز المبادلات بفضل القرب الجغرافي مع جزر الكناري ووجود جالية موريتانية مهمة في الأرخبيل وباقي اسبانيا قادرة على تحريك وتنشيط العلاقات، وتعد جزر الكناري رئيسية في هذا المسلسل لتطوير السياحة والصيد البحري في موريتانيا والمبادلات التجارية وتكوين الأطر الجامعية، ويمنح الاتحاد الأوروبي لإسبانيا دور المشرف على الكثير من البرامج الأوروبية المخصصة لموريتانيا.

جديد الأخبار