رد وزير الخارجية رمطان لعمامرة مساء الإثنين، على جدل واتهامات من الجانب المغربي للجزائر بشأن القمة العربية، فضلا عن قضية مشاركة الملك محمد السادس وقضية الخريطة المزعومة.
وأكد لعمامرة في حوار مع قناة العربية السعودية، إنه بشأن الجدل حول الخريطة “صراحة لم أسمع بأنه كانت هناك أزمة خريطة، لأننا لسنا في ندوة متعلقة بالجغرافيا، وإنما اجتماع للدول العربية.. سمعت عن طريق بيان للجامعة العربية وممارسة الجامعة هي أنها لا تزكي أي خريطة كانت.. هناك خارطة واحدة للوطن العربي بدون حدود ولا تحديد للدول بالحدود المعروفة، وأما بالنسبة للأماكن التي تديرها الدولة الجزائرية فلا وجود لأي خريطة فالموضوع هو لا موضوع”.
وبشأن جدل الاجراءات البروتوكولية شدد أن “الجامعة العربية يمكن أن تفسر لمن يرغب في التفاصيل حول الأمر، والجزائر كدولة مضيفة، قررت أن تعامل الجميع على قدم المساواة، فالشخص أو المسؤول الجزائري الذي استقبل وزير الخارجية المغربي، هو نفسه الذي استقبل كل وزراء الخارجية العرب في المطار، وهو ما زال هناك لاستقبال ضيوف آخرين”.
وبشأن قضية مشاركة ملك المغرب، قال لعمامرة “بذلنا جهدا لمشاركة جميع القادة العرب، وفيما يتعلق بالمملكة المغربية لاحظتم أن هناك مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية انتقل إلى الرباط وسلم رسالة الدعوة، والمملكة شاركت في اجتماعات المندوبين ووزراء الخارجية، وبناء على ما أعلن من رسائل ومذكرات، كنا نعتقد أن جلالة الملك محمد السادس سيشارك شخصيا في القمة، وأُحطنا علما صبيحة اليوم الاثنين بأن الأمر ليس كذلك”.
وأوضح لعمامرة “اعتقد أنه سيبقى من صلاحية المؤرخين، إصدار الحكم إن كانت هناك فرصة ضاعت للمغرب العربي والعمل العربي المشترك، وإذا كان الجواب بنعم من يتحمل مسؤولية ضياع هذه الفرصة؟”.
وردا على سؤال حول اعتبار ذلك فرصة لوقف القطيعة أكد لعمامرة “إنه إذا كان القياس بقمة الجزائر عام 1988 حدث ذلك.. لا أتحدث عن أمور لم تتم، لكن أقول أنه من جملة الفرص فرصة لدعم العمل العربي المشترك والعمل المغاربي والعمل على تنقية الأجواء بطريقة أو بأخرى، ولم يستفاد من تلك الفرصة فعلا ولا أقول أنها مؤكدة ولكن من جملة الإمكانيات تلك الفرصة كانت قائمة حسب ما أعرف”.
وأضاف لعمامرة “بالنسبة للجزائر، السيد رئيس الجمهورية يستقبل كل رؤساء الدول على أرضية مطار هواري بومدين، وكل رئيس دولة يصل له حديث معه قبل أي عمل ثاني، وكان من المتوقع أن يتم حديث من هذا النوع في المطار مع جلالة ملك المغرب ومع غيره، ويتقرر على انفراد آنذاك ما إذا كان يمكن أن يتم أثناء حضور ملك المغرب بالجزائر وهذا لم يتم وهذا الكلام للتوضيح وليس لأي شيء آخر”.
مصدر دبلوماسي جزائري يرد على “ادعاءات” بشأن استقبال الوفد المغربي
وسابقا تأسّف مصدر دبلوماسي جزائري للتصريحات التي نقلتها بعض وسائل الإعلام خاصة المغربية منها، منسوبة إلى مصدر مغربي رفيع المستوى، حول مزاعم عما وصفه هذا المصدر “بخروقات بروتوكولية ” خلال استقبال الوفد المغربي المشارك في أشغال المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية على مستوى القمة.
المصدر ذاته، أكد أن هذه المزاعم، من نسج خيال مدعيها، وليس لها أي أساس من الصحة، إذ أن مراسم الاستقبال التي حظي بها الوزير المغربي، هي نفسها التي خُصّت بها باقي الوفود العربية المشاركة، التي أعربت جميعها عن ارتياحها لحسن الاستقبال والمرافقة منذ وصولها وخلال إقامتها بالجزائر.
وخلافا لهذا الإدعاء أكد مصدرنا أن الوزير المغربي نفسه حرص على تقديم الشكر للجزائر على حسن الاستقبال وكرم الضيافة أثناء مداخلته خلال أشغال الاجتماع الوزاري.
أما بخصوص ما ادعاه المصدر المغربي بشأن الترتيب البروتوكولي للوفود خلال الاجتماعات الرسمية، أو المأدبات المنظمة على شرف الوفود، فقد أوضح مصدرنا بأن الجزائر عملت بمبدأ الترتيب المعتمد من قبل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وختم مصدرنا بالتأكيد على أن هذه الادعاءات المغربية المغرضة والمضللة، التي أصبحت مألوفة ولا يخفى هدفها على أحد، بما في ذلك، تلك المتعلقة بالتشكيك في الاحترافية العالية التي أظهرتها الكفاءات الجزائرية في المحافل الدولية، لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تشوش على أشغال قمة الجزائر التي بدأت بوادر نجاحها تقلق بعض الأطراف التي تسعى كعادتها إلى إفشال أي جهود تهدف إلى الوحدة والتضامن ولم شمل الأشقاء العرب.
الشروق أونلاين