ان انتشار العيادات الخاصة والمكاتب الطبية والصيدليات لا يعني بالكاد صحة عامة جيدة لخدمات عالية الجودة او مستوى حقيقي من المهنية، بل على العكس من ذلك ، يعتبر مؤشرا لنظام يزدهر علي حساب القوة الشرائية للمرضى الذين يبحثون عن تكفل أفضل.
ان الامر لا يقتصر فحسب على ارتفاع الأسعار، بل كذلك علي الاستشارات الطبية الغير النفعية والنتائج ليست أفضل بكثير.
ان الاخصائي الذي يتطلع فقط الي جمع المال الناتج عن الخدمات المقدمة، ليس لديه الكثير من الوقت لتكريسه لمريضه، بالمعنى التجاري للمصطلح.
لقد أصبحت الاستثناءات نادرة في بلد تقتل فيه الرغبة في الكسب الفضائل والأخلاق.
فعندما تزور مثل هذه الممارسات جسمًا من المفترض أن يحصن نفسه ضد فيروس الجشع، فان الأخطاء الطبية تستمر في حصد الضحايا، مما يجعل هذه المهنة الجميلة والنبيلة تتحول بشكل مخيف إلى تجارة الموت.
ولذا فالأمر متروك لكل واحد منكم للتأمل في المقتطف التالي من يمين أبقراط :
"إني أقسم باللَّه رب الحياة والموت وواهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج, وأقسم بأسقليبيوس, وأقسم بأولياء اللَّه من الرجال والنساء جميعاً, وأشهدهم جميعاً على أني أفي بهذه اليمين وهذا الشرط وأرى أن المعلم لي هذه الصناعة بمنزلة آبائي وأواسيه في معاشي وإذا احتاج إلى مال واسيته وواصلته من مالي
وأما الجنس المتناسل منه فأرى أنه مساو لأخوتي, وأعلم هذه الصناعة إن احتاجوا إلى تعلمها بغير أجرة ولا شرط وأشرك أولادي وأولاد المعلم لي والتلاميذ الذين كتب عليهم الشرط أو حلفوا بالناموس الطبي في الوصايا والعلوم وسائر ما في الصناعة وأما غير هؤلاء فلا أفعل به ذلك".