عين إدارة ترامب كانت على فوسفات الصحراء الغربية، عندما قررت رعاية تطبيع المخزن مع الاحتلال الإسرائيلي، ضمن ما يعرف بالاتفاقات الإبراهيمية، حسب ما ذكره الباحث السياسي الشهير نعوم تشومسكي.
وقال تشومسكي في حديث مع الباحث السعودي المقيم في الولايات المتحدة حمزة الكناني على يوتيوب:”المغرب يكاد يحتكر تصدير الفوسفات إلى السوق الدولية، وهو معدن أساسي غير قابل للتعويض، وذو أهمية كبيرة في الزراعة”.
وأضاف:”ولتعزيز سطوة المغرب على هذا المعدن، قام ترامب، بشكل منفصل عن المجتمع الدولي، بالاعتراف بالاحتلال المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية، التي تحتوي بدورها على كميات ضخمة من الفوسفات”.
كما أشار تشومسكي في نفس السياق إلى اعتراف ترامب بالاحتلال غير الشرعي لإسرائيل للقدس والجولان السورية، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن.
ووصف الباحث ما يسمى بالاتفاقات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات بين الاحتلال وعدّة دول عربية بينها المغرب، بأنه تحالف بين قوى قمعية.
باحث مغربي: الصهيونية أحكمت سيطرتها على نظام الرباط
وفي 7 نوفمبر 2022، أكد الباحث في الدراسات الاستراتيجية المغربية، محمد الحساني، إن الصهيونية تغلغلت في بنية النظام المغربي، خاصة بعدما تجاوز التطبيع بين الرباط والكيان الصهيوني كل الخطوط الحمراء.
و أوضح السيد الحساني, في تصريح صحفي, أن القول بأن التطبيع وصل إلى مستوى غير مسبوق في المغرب, يبقى “غير كاف”, مبرزا أن “واقع الأمر تجاوز ذلك بكثير, فأخطر ما في هذا الامر ليس هو الشق الاقتصادي, وإنما الشق الأمني والشق التعليمي بكل مستوياته، وهذا هو الذي وقع فعلا”.
كما اعرب السيد الحساني عن أسفه كون المغرب “تجاوز كل الخطوط التي يمكن أن نصفها بالخطوط الحمراء, فمصيبة النظام المغربي أنه يعتبر الصهاينة مواطنين مغاربة كاملي المواطنة, ويزعم أنهم أهل بلد ومن ثم يحق لهم أن يفعلوا ما شاؤوا في بلدهم الثاني المغرب او بالأحرى الأول”.
وشدد المحلل المغربي على أن “معركة مناهضة التطبيع تتطلب بلا شك نفسا طويلا, لأنك في الحقيقة تواجه نظاما دوليا مهمته حراسة الكيان الصهيوني, وهي معركة أجيال”, فالمهم بالنسبة للمحلل السياسي, “الحفاظ على هذا المبدأ وترسيخ ان التطبيع جريمة شرعية وأخلاقية وإنسانية وقانونية”.
وقال الباحث إنه منذ إعلان المغرب والاحتلال الصهيوني في ديسمبر 2020, استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد توقفها عام 2000, كثفا تعاونهما المشترك في شتى المجالات بوتيرة متسارعة, وهو الامر الذي قوبل برفض العديد من الهيئات والأحزاب المغربية من خلال تنظيم عدد من الاحتجاجات والفعاليات المختلفة.
وخلال تطرقه الى الوضع الاقتصادي والاجتماعي في هذا البلد, وصف المحلل السياسي بأنه “معقد وحرج جدا”, فهناك “غلاء كبير في الأسعار يكتوي منه الناس, ضف الى ذلك التضخم الذي يرتفع يوما بعد يوم, فضلا عن الجفاف وانعكاسات أزمة كورونا, واللائحة طويلة جدا”.
ولذلك, يقول السيد الحساني, “فالنظام الحاكم حريص كل الحرص على ألا يكون هناك أي حراك اجتماعي شعبي يمكن أن يتطور إلى حراك ذي بعد سياسي, لأن الجميع يعلم أن أي مدخل لحل مشاكل المغرب هو الحل السياسي وليس شيئا آخر, حل يقوم على الكرامة والحرية والقطع مع الاستبداد قطعا مطلقا”.
وأكد الحساني انه على الرغم من صنوف التضييق والحصار وكذا الاعتقالات التي تستمر إلى غاية اليوم ضد الاحزاب السياسية والمنظمات في المغرب, والتي كان آخرها اعتقال القيادي محمد باعسو من جماعة العدل والاحسان, إلا أن كل هذا لم يثن الجماعة عن ثباتها على المبادئ المؤطرة لعملها.
الشعب المغربي ينتفض ضد التطبيع المخزني
ومطلع أوت 2022، نظم مناهضو التطبيع بالمغرب، وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، تنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة وتضامنا مع الشعب لفلسطيني في مواجهة جرائم الاحتلال، وكذا للتنديد بإمعان المخزن في التطبيع رغم الرفض الشعبي.
وفي بيان لها، دعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، والتي تضم عشرات المنظمات الرافضة لأي علاقات مع الكيان المحتل، كل مناضلي الهيئات المكونة لها وكافة التنظيمات الداعمة للقضية الفلسطينية وعموم المغاربة إلى المشاركة بقوة في هذه الوقفة الاحتجاجية، تنديدا بالعدوان الصهيوني الغادر على قطاع غزة.
وفي سياق متصل، عبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن امتعاضها من الانبطاح الكامل لنظام المخزن وتفريطه في السيادة الوطنية لصالح الكيان الصهيوني المحتل، بعقد المزيد من الشراكات وتوقيع العديد من الاتفاقيات الخطيرة مع المخابرات والجيش الصهيوني.
كما استنكرت أكبر جمعية حقوقية في المغرب، في بيان توج اجتماع مكتبها المركزي، “كثافة وتسارع” الأنشطة التطبيعية للنظام المغربي مع الكيان الصهيوني، الذي فتح أحضانه لمجرمي الحرب الصهاينة، من وزراء ومسؤولين أمنيين، فضلا “عن التطبيع الأكاديمي والفني والرياضي.. والذي كان آخره مشاركة وفد من الكيان الصهيوني في منافسات الجولة الاحترافية لكرة الطائرة الشاطئية بمدينة آكادير”.
وشهد المغرب، الأيام الأخيرة، إنزالا مكثفا لمسؤولين صهاينة، استنفر مناهضي التطبيع الذين حذروا من “الصهينة” الشاملة للبلاد، ومن خطر التطبيع على “مصير ووجود” المملكة المغربية، ونبهوا إلى أن “أجندة الاختراق الصهيوني بكل أذرعها الأخطبوطية في عمل دؤوب على قدم وساق، وليل نهار، في أفق بناء كيان جديد على أنقاض المغرب..”.
وجددت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، رفضها القاطع لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري.
وبخصوص الوضع الداخلي في المغرب، عبرت الجمعية عن انشغالها الكبير بـ”استمرار انتهاك حرية الرأي والتعبير وحصار النشطاء والمعارضين والمنتقدين والمدافعين عن حقوق الإنسان وهو ما تم تسجيله من خلال الاعتقالات والمتبعات القضائية والنطق بالأحكام الجائرة في حق العديد من الناشطين الحقوقيين”.