من المؤكد أن مشاركات المنتخبات العربية والأفريقية أيضا في بطولات كأس العالم القادمة لن تكون بنفس الطموح "المحدود" السابق بعد إنجاز منتخب المغرب التاريخي الذي كسر حاجز الاكتفاء بالتمثيل المشرف، فانتقل إلى مقارعة الكبار والفوز عليهم والوصول إلى مباراة المركز الثالث.
في البداية أثنى أحمد حسن عميد لاعبي العالم سابقا وأكثر لاعبي منتخب مصر وأفريقيا من حيث المشاركة في المباريات الدولية على لاعبي المنتخب المغربي، وقال إنهم "شرفوا الكرة العربية والأفريقية، وذلك نتيجة التخطيط الجيد والثقة في المدرب الوطني".
وقال حسن المتوج بلقب كأس الأمم الأفريقية 4 مرات أعوام 1998و2006 و2008 و2010 للجزيرة نت إن "إنجاز منتخب المغرب في مونديال قطر تاريخي، ولا تقلل منه خسارته الوحيدة في البطولة أمام فرنسا حامل اللقب، بل إن وصول أسود الأطلس لهذه النقطة المتقدمة غير المسبوقة يفتح الباب على مصراعيه للمنتخبات العربية والأفريقية أيضا للمنافسة في النسخ القادمة على كأس العالم وينهي عقودا من الاكتفاء بالتمثيل المشرف وتجمد الطموح عند عبور الدور الأول فقط".
من جانبه، كال محمد أبو تريكة أسطورة المنتخب المصري السابق المديح لمنتخب المغرب خلال تعليقه على مباراته أمام فرنسا في الأستوديو التحليلي لقناة "بي إن سبورتس" (beIN SPORTS).
المغرب كسر الحاجز النفسي
ويوافقه الرأي رئيس الاتحاد الموريتاني أحمد بن يحيى نائب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" (CAF) الذي يقول للجزيرة نت "كأس العالم 2022 كان فخرا لنا جميعا كعرب، أولا بالتنظيم الجيد الذي أعطى صورة أكثر من جيدة عن المسلمين بصفة عامة وعن العرب بصفة خاصة، بعد أن شاهد العالم بلدا عربيا مسلما يستضيف أفضل نسخة في تاريخ كأس العالم بشهادة الجميع في آخر نسخة ينظمها بلد واحد، حيث إن الاتجاه لإسناد تنظيم المونديال لأكثر من دولة بعد ذلك".
وتقام نسخة كأس العالم 2026 في 3 دول هي: الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وأضاف بن يحيى "من ناحية أخرى كان تأهل المنتخب المغربي لنصف النهائي فخرا وشرفا كبيرا لنا كأفارقة وعرب، فقد كانوا في المستوى ولعبوا مباريات قوية فازوا فيها على منتخبات كبيرة وعريقة، كما لعبوا كند قوي مع المنتخب الفرنسي، بل تفوقوا عليه في كثير من أوقات المباراة وكانوا أفضل لكن التوفيق لم يحالفهم، وفي المقابل سُجل الهدفان نتيجة أخطاء وعدم توفيق أيضا، وسيلعب المغرب على المركز الثالث في سابقة لم تحدث في التاريخ لأي فريق عربي أو أفريقي".
وتابع نائب رئيس الكاف "سجل مونديال قطر العديد من النقاط الإيجابية، من أبرزها التلاحم واتحاد الأمة العربية خلف منتخبنا العربي المغربي في البطولة، وأكد أن الأمة العربية قادرة على تنظيم واستضافة أكبر البطولات العالمية كما فعلت قطر، وأنه آن الأوان لأن ينافس فريق عربي على كأس العالم بعد أن كسر المغرب الحاجز النفسي وكان على بعد خطوة من تحقيقه، لكن لم يحالفه التوفيق هذه المرة".
وينصح بن يحيى الاتحادات العربية والأفريقية بحذو حسن تخطيط وتنظيم قطر المبهر وقوة وصلابة المنتخب المغربي، مشيرا إلى أن الأرجنتين بقيادة "الأسطورة" ليونيل ميسي الأقرب للفوز بكأس العالم في قطر