أصيب عشرات المصلين المعتكفين بالاختناق، ليل الثلاثاء/الأربعاء، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك، وإطلاقها الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السام، والصوت صوبهم.
وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال حطمت أحد نوافذ المصلى القبلي واعتلت سطحه، وأطلقت قنابل الغاز السام، والصوت، صوب المعتكفين، قبل أن تقتحم المصلى القبلي من جهة العيادة، وتعتدي على المعتكفين، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية (لم تسمها) أن الشرطة اعتقلت 450 فلسطينيا من المسجد الأقصى مرجحة أن يتم الإبقاء على اعتقال 40 منهم، دون مزيد من التفاصيل.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت، الأربعاء، اعتقال 350 فلسطينيا من المسجد الأقصى بعد اقتحامه فجر اليوم.
وكشف مقطع فيديو عن تعرض المعتكفات في المسجد الأقصى للضرب المبرح وهن يستغثن “يا الله.. يا الله”.
وقالت امرأة مسنة بينما كانت جالسة خارج المسجد الأقصى تحاول جاهدة التقاط أنفاسها قبل أن تنفجر في البكاء “أنا كنت قاعدة على الكرسي، بيضربوا قنابل، بعدني بقرأ (القرآن) جت قنبلة على صدري”.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال حاصرت المعتكفين وأطلقت وابلا من قنابل الغاز السام، والصوت، صوبهم في محاولة لإخراجهم عنوةً.
وأظهرت مقاطع فيديو، اعتداء قوات الاحتلال على المعتكفين، بالضرب المبرح باستخدام العصي وأعقاب البنادق، قبل أن تعتقل عددا منهم.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان بوقوع “سبع إصابات خلال مواجهات خارج أسوار المسجد الأقصى. تم نقل إصابتين للمستشفى” وقال إن الإصابات ناجمة عن “(الرصاص) المطاطي واعتداء بالضرب”.
وكان قال في بيان سابق “قوات الاحتلال تمنع جميع طواقم الإسعاف من الدخول للمسجد الاقصى المبارك وتعتدي عليها”، معلنا عن رفع درجة التأهب القصوى “واستنفار جميع طواقمه ومتطوعيه”.
وفي وقت سابق، الليلة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على المصلين، في ظل دعوات المنظمات الاستيطانية لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، الأربعاء، وذبح قرابين الفصح.
وأفادت مصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت على الأقل 200 من المعتكفين في المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت باحات المسجد، واعتدت على مجموعة من المرابطين داخل باحاته، وأخرجتهم بالقوة.
وأضافت أن قوات الاحتلال حاصرت المصلى القبلي وقطعت التيار الكهربائي عنه، وأطلقت قنابل الصوت داخله، وحاولت إخراج المعتكفين منه بالقوة.
في سياق متصل، أغلقت قوات الاحتلال طريق الواد في البلدة القديمة، وكثفت من تواجدها في أحياء البلدة.
ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتبارا من غروب شمس غد الأربعاء ويستمر حتى 12 من شهر نيسان/أبريل الجاري.
وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع بداية الفصح، إلا أن هذا العام شهد أيضا دعوات مكثفة لذبح قرابين العيد داخل باحاته.
وكانت حركة “عائدون لجبل الهيكل” المتطرفة قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف شيقل للمستوطن الذي يتمكن من ذبح “قربان الفصح” داخل الحرم القدسي. كما رصدت الحركة مبلغ خمسة آلاف شيقل لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي.
ودعت المستوطنين للتجمع ما بين الساعة 15:50 عصرا وحتى الساعة 7 مساء الأربعاء، عند الأقصى، لتقديم القرابين.
وخرجت مسيرات في العديد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة نصرة للمسجد الأقصى وتنديداً بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
وشارك عشرات الفلسطينيين في مسيرات انطلقت في مدن قطاع غزة، حيث أشعلوا إطارات السيارات ورددوا هتافات تنادي بضرورة “نصرة الأقصى”.
المقاومة الفلسطينية من غزة ترد
ورداً على جرائم إسرائيل في الأقصى، أطلقت المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة المحاصر رشقات صاروخية باتجاه مستوطنات غلاف غزة.
وأفادت مصادر بسماع دوي انفجارات في منطقة “سديروت” قرب غزة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إن صفارات الإنذار من الصواريخ دوت في “مناطق إسرائيلية” حول غزة قبيل فجر اليوم الأربعاء.
وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته إن تسعة صواريخ على الأقل أُطلقت من القطاع باتجاه اسرائيل.
ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن اطلاق الصواريخ حتى اللحظة.
مسيرات في الضفة وغزة
وخرجت مسيرات في العديد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة نصرة للمسجد الأقصى وتنديداً بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
كما خرجت مسيرات عفوية، فجر اليوم الأربعاء، في عدة مناطق في قطاع غزة، تنديداً باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه.
وأفادت مصادر بأن عشرات الفلسطينيين خرجوا في مسيرة غاضبة بمخيم جباليا شمال القطاع، وسط هتافات منددة باعتداء الاحتلال على المعتكفين والمصلين في باحات المسجد الأقصى.
وفي مدينة غزة، توجه العشرات من الشبان نحو السياج الحدودي الفاصل، وأشعلوا إطارات مطاطية، وسط هتافات منددة بجرائم الاحتلال بحق شعبنا.
كما تجمع عشرات الشبان قرب موقع “المدرسة” على الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط القطاع، مرددين الهتافات المساندة للمرابطين والمعتكفين في الأقصى.
اشتية: ما يجري في القدس جريمة كبرى
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن ما يجري في القدس جريمة كبرى بحق المصلين.
وأضاف اشتية أن تهويد المسجد الأقصى المبارك، يتم بمنع المصلين المسلمين من العبادة والصلاة فيه.
وتابع أن الصلاة في المسجد الأقصى ليست بإذن من الاحتلال بل هي حق لنا.
وأكد أن إسرائيل لا تريد أن تتعلم من التاريخ، بأن الأقصى للفلسطينيين ولكل العرب والمسلمين، وأن اقتحامه شرارة ثورة ضد الاحتلال.
الرئاسة الفلسطينية: نحذّر الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة
وحذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة، والتي ستؤدي إلى الانفجار الكبير، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وقال أبو ردينة إن ما يقوم به الاحتلال من المساس بالمقدسات، كما يحدث الآن في المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، يمثل حربا شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، والتي ستشعل الحرائق في المنطقة.
وأضاف: “نحمّل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن أي تدهور، وعليها التصرف بمسؤولية وأن توقف هذا العبث الذي سيكون له نتائج خطيرة على الجميع”.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني قادر على الدفاع عن مقدساته وأرضه، وإسرائيل مخطئة باستهتارها بقدرة وعزيمة شعبنا في الصمود.
وأكد أنه يجب على الإدارة الأمريكية عدم الوقوف متفرجة على هذه الحرائق التي يشعلها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، مشددا على أن القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة فلسطين ويجب أن لا يخطأ أحد في تقدير حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
“حماس” و”الجهاد” تحذران من تداعيات التوتر في الأقصى
وحذّرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، فجر الأربعاء، من التداعيات المترتبة على التوتر الحاصل في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، على خلفية اقتحام الشرطة للمسجد واعتدائها على المعتكفين هناك.
جاء ذلك في بيانين منفصلين صدرا عن الحركتين، ووصل الأناضول نسخ عنهما.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، “ما يجري في الأقصى جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها”.
وأضاف في بيانه: “على الجميع أن يتحمل المسؤولية فلسطينيًا وعربيا وإسلاميا”.
ودعا هنية الشعب الفلسطيني في الضفة وداخل إسرائيل بالتوجه لـ”الأقصى وحمايته”.
بدورها، حذّرت حركة الجهاد الإسلامي من اندلاع “مواجهة حتمية” مع إسرائيل في الأيام القادمة، على خلفية تصاعد التوتر في الأقصى.
وقال الأمين العام للحركة زياد النخالة، في بيان: “ما يجري في المسجد الأقصى يشكّل تهديدا جديا على مقدساتنا”.
وأضاف: “على الشعب الفلسطيني أن يكون حاضرا بكل مكوناته لمواجهة حتمية في الأيام القادمة”.
ولم يوضح النخالة مكان وحدود اندلاع هذه المواجهة وما طبيعتها، إلا أن أطراف دولية وإقليمية أعربت، في مناسبات سابقة، عن خشيتها من انتقال التوتر من الضفة والقدس إلى قطاع غزة.
الأردن يدين اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى
إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات، إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه، مطالبةً إسرائيل بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فوراً، وفقاً لوكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، في بيان فجر اليوم الاربعاء ان اقتحام المسجد الأقصى المبارك /الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المصلين يعد انتهاكاً صارخاً، وتصرفاً مداناً ومرفوضاً، مطالباً إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني والكف عن جميع الإجراءات المستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها.
وحذر الناطق الرسمي باسم الوزارة من مغبة هذا التصعيد الخطير، وحمّل إسرائيل مسؤولية سلامة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والمصلين.
وشدد على أن إسرائيل تحمل مسؤولية التبعات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يقوض الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة ومنع تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم.
مصر تحمل إسرائيل مسؤولية “التصعيد الخطير” في الأقصى وتطالب بوقفه فورا
أدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية صباح الأربعاء، اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وما صاحب ذلك من اعتداءات سافرة أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين، بما فيهم من النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية.
واعتبرت مصر أن مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية علي مستوى العالم، مطالبةً السلطات الإسرائيلية بالوقف الفوري لتلك الاعتداءات التي تروع المصلين الذين اتخذوا من بيت الله سكناً آمناً في أيام شهر رمضان المبارك.
وحملت مصر إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوض من جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين، مطالبةً بتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في وضع حد لتلك الاعتداءات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر. ومن جانبها، أدانت المملكة العربية السعودية الأربعاء اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن وزارة الخارجية أن “المملكة العربية السعودية تتابع بقلقٍ بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف، والاعتداء على المصلين، واعتقالها عددٍ من المواطنين الفلسطينيين”.
وأضافت أن “المملكة إذ تدين هذا الاقتحام السافر، لتعبّر عن رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية”، مجددة التأكيد على موقفها “الراسخ في دعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.
إلى ذلك، أصيب طفل فلسطيني، مساء الثلاثاء، برصاص قوة إسرائيلية في بلدة سلوان بالقدس الشرقية قبل اعتقاله.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: “ألقى مشتبه بهم الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارة تأمين في القدس الشرقية”.
وأضافت أنه تم اعتقال فلسطيني (15 عاما) من بلدة سلوان، دون التطرق لإصابته.
فيما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن عددا من الشبان الفلسطينيين ألقوا الحجارة على سيارة كانت تقوم بتأمين منازل اليهود بالمنطقة لدى مرورها بسلوان.
وأضافت نقلا عن مصادر بالشرطة: “حاول بعضهم فتح باب السيارة لإلقاء زجاجة حارقة داخلها من مسافة قصيرة”.
وأطلقت قوة من شرطة “حرس الحدود” كانت داخل السيارة النار تجاه الشبان الفلسطينيين، وأصابت أحدهم (15 عاما)، بحسب المصدر ذاته.
ووفق الصحيفة تم اعتقال الطفل المصاب، واقتيد لتلقي العلاج الطبي وهو في حالة مستقرة، دون ذكر تفاصيل إضافية عن حالته.
وبالتزامن مع ذلك، تتزايد التوترات بالحرم القدسي الشريف، حيث تحصن مئات المقدسيين داخل المصلى “القبلي” في المسجد الأقصى، مساء الثلاثاء بحسب المصدر ذاته.
وقالت “يديعوت”: “لم يتضح في الوقت الحالي ما إذا كانت الشرطة ستحاول إخلاءهم لاحقا”، لافتة إلى أن ذلك يأتي على خلفية محاولات منظمات “الهيكل” المزعوم، إدخال “قرابين الفصح” لباحات الأقصى.
وكانت حركة “حماس”، و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، قد حذرتا في وقت سابق من مساء الثلاثاء، من أن التصعيد في المسجد الأقصى وذبح القرابين خلال عيد الفصح اليهودي، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع.
ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتبارا من غروب شمس الأربعاء 5 أبريل/نيسان ويستمر حتى 12 من الشهر ذاته
القدس- “القدس العربي” (وكالات):