انتخابات موريتانيا: انطلاق التصويت في الدور الثاني لحسم 36 مقعدا في البرلمان

سبت, 27/05/2023 - 15:20

ببطاقة تصويت واحدة في هذا الدور الثاني والأخير بدل ست في الدور الأول، واصل 412264 ناخبا موريتانيا اليوم الإدلاء بأصواتهم في 1087 مكتبا انتخابيا، لحسم الفوز بـ 36 مقعدا في البرلمان لم يحسمها الناخبون في الدور الأول وذلك في 22 دائرة انتخابية، بينها 18 داخل موريتانيا، و4 دوائر خارجها.
ويقتصر التصويت في هذا الدور الثاني والأخير على 9 ولايات داخلية، هي: الحوض الشرقي، والحوض الغربي، ولعصابة، وگورگل، والبراكنة، والترارزة، وآدرار، وگيدي ماغه، وتيرس زمور، إضافة إلى 4 دوائر نيابية على مستوى الجالية في الخارج موزعة على 8 دول في 4 قارات، هي: غامبيا وساحل العاج وغينيا بيساو، عن قارة إفريقيا، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر عن قارة آسيا، وفرنسا عن قارة أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية عن أمريكا الشمالية.

ويختار الموريتانيون المقيمون في الخارج لأول مرة ممثليهم في البرلمان، وقد واصلوا اليوم تصويتهم في الدور الثاني: فعلى مستوى دائرة إفريقيا يتنافس مرشح حزب الإنصاف الحاكم الذي صوت له 35.25% من الناخبين في الدور الأول، مع مرشح التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإسلاميون) الذي حصل على 27.58% من الأصوات.
وفي أوروبا، يتنافس حزب الإنصاف الحاصل على 28.02% من الأصوات، مع حزب الصواب (البعثيون) الذي صوت له 18.4% من الناخبين.
وفي دائرة آسيا، يتنافس ضمن الشوط الثاني، حزب التجمع الوطني للإصلاح (الإسلاميون) الذي حصل على 36.07% من الأصوات في الدور الأول، مع حزب الإنصاف الذي كان قد حصل على 33.65%.
أما في أمريكا، فيتنافس مرشح حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية/حركة التجديد (أقليات ونجية)، الذي حصل على 33.51% في الشوط الأول، مع مرشح الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية الحاصل على 26.08%.
وتسعى المعارضة الموريتانية من خلال هذا الدور إلى التعويض عما فقدته في الدول الأول (بالتزوير حسب ما يقوله قادتها)، بينما يسعى حزب “الإنصاف” الحاكم إلى زيادة المقاعد التي حصل عليها في الدور الأول (80 مقعدا) حتى تتم له الهيمنة على البرلمان (176 مقعدا) بدون أحزاب المولاة.
وكان الناخبون الموريتانيون قد حسموا خلال الشوط الأول من هذه الانتخابات، الذي نظم يوم 13 مايو الجاري، 140 مقعدا برلمانيا من مجموع مقاعد البرلمان الموريتاني البالغة 176 مقعدا، حيث تمكن حزب الإنصاف الحاكم من حصد 80 مقعدا بنسبة 45.45%، فيما تقاسمت أحزاب موالية داعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني 36 مقعدا، بنسبة 20.45%، وحصلت أربعة أحزاب معارضة على 24 مقعدا، بنسبة 13.63%.
وينظم هذا الدور الثاني في ظل تمسك المعارضة الموريتانية التي جمعت شتاتها تحت ظل قادتها التقليديين، وتوحدت مع المعارضة الشبابية الصاعدة، بالرفض المطلق لهذه الانتخابات جملة وتفصيلا.
وارتفعت اليوم السبت أصوات منددة بتدخل جهات حكومية في الدور الثاني، ومن ذلك ما اشتكى منه يوسف محمد عيسى مدير الحملة الوطنية لتحالف أمل موريتانيا، في تصريح لوكالة “الأخبار الموريتانية”، حيث أكد “أنه على العسكر أن يبتعد عن الانتخابات في شوطها الثاني ويترك القرار لسكان مدينة الزويرات (شمال البلاد)”.
وقال “نندد بتدخل عقيد في الجيش في العملية الانتخابية خلال الشوط الأول من الانتخابات بمدينة الزويرات، وتعطيله لمكتبين قبل أن تتدخل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات”، مضيفا “أن مثل هذه الانتخابات، لا يجب أن يفرح من انتصر فيها ولا أن يحزن من خسر فيها، لكونها خالية من أي معيار للشفافية”، حسب قوله.
وشدد ولد محمد عيسى “على ضرورة إبعاد الضباط والعسكر من ميدان الانتخابات، وفسح المجال لسكان المدينة من أجل اختيار من يمثلهم بكل شفافية ونزاهة”.
هذا، وينتظر أن تعلن اللجنة المستقلة للانتخابات مساء اليوم أو صباح الغد، عن نتائج الشوط الثاني ليكتمل الاقتراع الخاص بالبرلمان ومجالس الجهات والبلديات، وهو الاقتراع الذي يوجد في عنق زجاجة، إذ ترفضه المعارضة بجميع فصائلها، وتأمل السلطات في أن يبتلعه الجميع بأشواكه حرصا على ما يسميه الموالون “استقرار البلد”.
ومع الضغوط الشديدة التي تمارسها المعارضة الموريتانية، فإن المراقبين العارفين بهذا الشأن يستبعدون إعادة الانتخابات، ويرون أن الحكومة ستقرضها لتتجه موريتانيا بعدها نحو مرحلة سياسية متوترة ببرلمان وجهات وبلديات مشكوك في شرعيتها، وبمعارضة موحدة ضد نظام الرئيس الغزواني، الذي كان يأمل في أن تسفر انتخابات 13 مايو عن أغلبيات مريحة تمكنه من تنشيط باقي مأموريته والدخول في انتخابات 2024 بأجنحة غير مقصوصة

نواكشوط – «القدس العربي»:

جديد الأخبار