أعلن مجموعة من العسكريين، يوم الأربعاء الماضي، عن عزل الرئيس محمد بازوم، في بيان تلاه أحدهم عبر التلفزيون الوطني في نيامي، باسم “المجلس الوطني لحماية الوطن”.
ومباشرة بعد الانقلاب على الرئيس محمد بازوم، أعلن جيش النيجر، ولاءه لقوات الدفاع والأمن التي أطاحت بالرئيس، وذلك تفاديا للاقتتال داخل صفوف القوات المسلحة.
واتهم العسكريون الانقلابيون في النيجر، فرنسا بالرغبة في “التدخل عسكريا” لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، محذرين إياها بعدم التدخل مرة أخرى في الشؤون الداخلية للبلاد.
وفي هذا الإطار قال عبد الواحد أولاد مولود، الأستاذ الجامعي، والباحث في العلاقات الدولية، في تصريح لموقع “برلمان.كوم“، إنه عندما نتحدت عن منطقة الساحل والصحراء، خاصة الخماسي المكون من النيجر والتشاد وبوركينافاسو وموريتانيا ومالي، فإننا نتحدث عن منطقة عاشت تحت لواء فرنسا لعقود من الزمن، والوجود الفرنسي فيها دام لفترات طويلة.
وأوضح الأستاذ الباحث، أنه خلال الآونة الأخيرة شهدنا تحولا كبيرا في المنطقة خاصة منذ سنة 2013، وكان هناك نوع من المتغيرات، التي أدت إلى التراجع الفرنسي في منطقة الساحل والصحراء، مؤكدا على أن السلطات الفرنسية كان لها نوع من الفضل في تحقيق التوازن الأمني في المنطقة.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه منذ ظهور العديد من الجماعات الإرهابية الجهادية في منطقة الساحل والصحراء، لعبت فرنسا دورا في المنطقة، بعدما كادت الجماعات المتمردة أن تعصف بمالي، ولكن التدخل الفرنسي قزم من شوكة هذه الجماعات مما أدى إلى تراجعها عل مستوى المنطقة.
وتابع المحلل، أن فرنسا في مقاربتها لمعالجة الوضع في المنطقة ركزت على المقاربة الأمنية، وأهملت المقاربات الأخرى على غرار المقاربة الاقتصادية والتنموية ومقاربة البحث عن حلول فاعلة لخلق نوع من المشاريع التنموية في المنطقة.
وأكد عبد الواحد أولاد مولود، أن المتغيرات التي وقعت في المنطقة خاصة في السنتين الأخيرتين في مالي وبوركينافاسو، بعد مقتل ادريس ديبي رئيس دولة التشاد الذي كان من الشخصيات المهمة التي تعتمد عليها فرنسا في المنطقة، أدت إلى تغيير معادلات الفرنسيين في المنطقة، بالإضافة إلى الانقلابات المتتالية في مالي، وبوركينافاسو، والآن في دولة النيجر بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن انتهاء عهد محمد بازوم في النيجر، ربما سيغير من معادلة الفرنسيين، خصوصا بعد انسحابهم الاضطراري من مالي وبوركينافاسو، وتركيزهم على النيجر كقاعدة أساسية باعتبارها منطقة مهمة للاقتصاد الفرنسي، لوجود شركات فرنسية كبرى، مضيفا أن عهد محمد بازوم كان بمثابة المرحلة الذهبية لفرنسا، رغم المعارضة التي تلقتها فرنسا.
وأورد المحلل، أنه في الآونة الأخيرة، كانت هناك صحوة في النيجر، وبالتالي يمكن القول إن الوجود الفرنسي في المنطقة تراجع بنسبة مهمة.
وسجل مولود، أنه من الصعب أن يكون الانسحاب الفرنسي من النيجر نهائيا، ومن منطقة الساحل والصحراء، ولكن يمكن القول إن ...
برلمان.كوم-ياسين بن ساسي