فلسطين.. تجاهد وتنتصر

أحد, 08/10/2023 - 08:52

خلال ساعات قليلة استردّ المقاومون الفلسطينيون أجزاء واسعة من أراضيهم التي اغتصبها الاحتلال الإسرائيلي (الفرنسية)

صباح يوم السبت، السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يكن صباحا عاديّا، فقد حمل نصرا مبينا للمسلمين على الكيان الصهيوني الغاصب، من خلال عملية نوعية نفذّتها المقاومة الفلسطينية. فالمجاهدون، وفي ساعات معدودة، أذلُّوا جنود جيش الاحتلال الذي "لا يُقهر"، وأوسعوهم قتلا وسحلا وأسرا، واستولوا على أسلحتهم وسياراتهم المدرعة ودباباتهم، وفي ذلك يقول الله عز وجل: (قاتلوهم يُعذِّبْهم اللَّهُ بأيديكم ويُخزِهم وينصرْكم عليهم ويشفِ صدور قومٍ مؤمنين* وَيُذْهِبْ غيظَ قلوبهم ۗ  ويتوب اللَّهُ على من يشاء ۗ  وَاللَّهُ عليمٌ حكيمٌ) [سورة التوبة: 14-15].

تزايدت الاعتداءات التي يقوم بها المستخربون اليهود على الفلسطينيين، ورشْق منازلهم وسياراتهم بالحجارة والعبوات الحارقة، وتسارعت وتيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني الهش

 

التخاذل العربي والإسلامي والدولي

 

في الآونة الأخيرة ظن كثيرون أن القضية الفلسطينية ماتت بعد أن باعها البعض بثمن بخس، وتخلى عنها الكثيرون، ولكنها قضية لن تموت لأنها قضية عادلة، والحق فيها واضح للعيان.

والفترة الأخيرة شهدت تدنيسا متكررا للمسجد الأقصى، واعتداءات ممنهجة من قبل المتطرفين اليهود، وشهدت أيضا اعتداءات سافرة ومتكررة على الفلسطينيين، وقتلهم بدم بارد على الحواجز وفي المخيمات. كما تزايدت فيها الاعتداءات التي يقوم بها المستخربون اليهود على الفلسطينيين، ورشْق منازلهم وسياراتهم بالحجارة والعبوات الحارقة، وتسارعت فيها وتيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني الهش، الذي أذلّته المقاومة الفلسطينية في وقت يسعى فيه الحكام العرب للتطبيع معه بأبخس الأثمان.

يوم من أيام الله

يوم السبت الموافق 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يوم مبارك، فتح الله فيه على المجاهدين، فخلال ساعات قليلة استردّ المجاهدون الفلسطينيون أجزاء واسعة من أراضيهم التي اغتصبها الكيان الصهيوني وأقام عليها مغتصبات لليهود المجرمين الذين جاء بهم من أصقاع الأرض.

نصرة المجاهدين تكون بالمال، وأن نخلف الغزاة في سبيل الله بخير، فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: (أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: من جهَّز غازيا في سبيل اللَّه فقد غزا، ومن خَلَفَ غازيا في سبيل اللَّه بخيرٍ فقد غزا)

 

واجب العرب والمسلمين

 

يقول الله عز وجل: (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقالًا وجاهِدوا بِأموالكم وأنفسكم في سبيل اللَّهِ ۚ ذَٰلِكمْ خيرٌ لكم إِن كنتم تعلمون) [سورة التوبة: 41].

واجب العرب والمسلمين اليوم هو تقديم الدعم والنصرة لإخوانهم في فلسطين بكل الوسائل المتاحة، وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اُنصُرْ أخاك ظالما أو مظلوما. فقال رجل: يا رسول اللَّه، أنْصُرُه إذا كان مظلوما، أفرأيْتَ إذا كان ظالما، كيف أنْصُرُه؟ قال: تحجُزُه -أو تمنعه- من الظلم، فإن ذلك نَصْرُهُ" (صحيح البخاري: 6952).

ونصرة المجاهدين تكون بالمال، وأن نخلف الغزاة في سبيل الله بخير، فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: من جهَّز غازيا في سبيل اللَّه فقد غزا، ومن خَلَفَ غازيا في سبيل اللَّه بخيرٍ فقد غزا" (صحيح البخاري).

ومن وسائل النصرة في هذه الأيام المؤازرة الإعلامية للمجاهدين والمستضعفين، وهي فرض كفاية لأن الكثير من منصات التواصل الاجتماعي باتت تُضيِّق على كل من يدعمون القضية الفلسطينية والقضايا الإسلامية، والمطلوب هو إحياء القضية الفلسطينية والتعريف بها، وفضح المطبعين والمنبطحين من العرب.

والدعاء، وإن كان أضعف الإيمان بالنسبة لكثيرين، فإنه أقوى أسلحة المؤمن في مواجهة الطغاة والمعتدين. فنسأل الله عز وجل أن ينصر إخواننا المجاهدين والمستضعفين في فلسطين وفي كل مكان، وأن يثبت أقدامهم، وينصرهم على أعدائهم، وأن يعيد لهذه الأمة عزتها وكرامتها ومجدها.

 

محمد خاطر

جديد الأخبار