أثار الرئيس السابق للبرلمان الموريتاني ورئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي المعارض مسعود ولد بلخير جدلا واسعا في الأوساط الموريتانية بدعوته الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل.
وقالت المنظمة الشبابية للحزب إن من أهم محاور المبادرة تمديد الفترة الرئاسية لولد الغزواني عاما إضافيا، مشيرة إلى أن المبادرة تنص على تخصيص هذه الفترة للاستعداد لانتخابات رئاسية يشرف عليها الرئيس ولد الغزواني، تنظم بعدها انتخابات بلدية وبرلمانية.
وستنتهي مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بعد أشهر، ويرجح أن يعلن ترشحه لمأمورية ثانية في الانتخابات المقررة في الثاني والعشرين من يونيو القادم.
وقال ولد بلخير “إن من بنود المبادرة تمديد ولاية الرئيس ولد الغزواني الحالية عاما إضافيا يخصص للتحضير الجيد للانتخابات الرئاسية بإشراف الرئيس ولد الغزواني وتنظم بعدها انتخابات بلدية وبرلمانية”.
وهذه أول مرة يدعو فيها سياسي بارز الرئيس إلى عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، فيما تشهد البلاد حملة انتخابية سابقة لأوانها من قبل قوى الموالاة بزعامة حزب الإنصاف (الاتحاد من أجل الجمهورية سابقا).
مبادرة ولد بلخير حركت المياه الراكدة، ورأى فيها البعض منطلقا لنقاش وطني حول طبيعة المرحلة القادمة وما تحتاج إليه من تغيير سياسي حقيقي في البلاد
وردت الحكومة على مبادرة ولد بلخير من خلال تصريح للناطق الرسمي باسمها وزير البترول والطاقة والمعادن الناني ولد اشروقه، الذي قال إنه يستغرب من أن يكون مسعود ولد بلخير هو الذي يقود المبادرة الداعية إلى تمديد فترة مأمورية الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني نظرا لتاريخه وحنكته السياسية.
وتابع خلال النقطة الصحفية الأسبوعية للحكومة الموريتانية مساء الأربعاء أنه طالع كغيره على الإنترنت خبرا عن مبادرة سياسية يقودها رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير، مؤكدا أنه حتى الآن لم يصدق أن صاحب المبادرة هو نفسه مسعود ولد بلخير.
وبحسب مراقبين، فإن مبادرة ولد بلخير حركت المياه الراكدة، ورأى فيها البعض منطلقا لنقاش وطني حول طبيعة المرحلة القادمة وما تحتاج إليه من تغيير سياسي حقيقي في البلاد.
وتبنى الكثير من أنصار الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز، الموجود خلف القضبان لقضاء عقوبة سجنية مدتها خمس سنوات، مبادرة ولد بلخير واعتبروا أنها جاءت في وقتها للخروج بالبلاد من المأزق السياسي الذي تمر به، مشيرين إلى أن الرئيس ولد الغزواني قضى أغلب فترات عهدته الأولى في العمل على توريط ولد عبدالعزيز في قضايا تتعلق بالإرهاب للقضاء نهائيا على مستقبله السياسي.
وكانت اللجنة المستقلة للانتخابات في موريتانيا أعلنت أن موعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة هو 29 يونيو 2024، وفي حالة اللجوء إلى شوط ثان سيكون الاقتراع في 13 يوليو 2024.