باشرت الحكومة الموريتانية أمس الإثنين، تنفيذ خطة أمنية وتنظيمية كبرى لحل مشكلة الازدحام المروري داخل العاصمة، وهي المعضلة القديمة التي استعصى حلها على جميع الحكومات الموريتانية السابقة، والتي حولت حياة سكان نواكشوط وزوارها إلى جحيم.
وتأتي هذه الخطة ثمرة لاجتماعات عدة عقدتها لجنة وزارية كلفت باقتراح خارطة طريق للتغلب على مشكلة الازدحام وعلى مشاكل النقل داخل العاصمة.
وأعلن محمد أحمد ولد محمد الأمين وزير الداخلية الموريتاني في كلمة إطلاق الحملة “أن مشكلة الازدحام المروري أصبحت من القضايا الحيوية التي تؤثر على جودة الحياة اليومية للمواطنين في كل بلد. ومن هذا المنطلق، ومن أجل التغلب على مشاكل النقل في بلدنا بصورة عامة، وفي مدينة نواكشوط بشكل خاص، بدأت الحكومة تنفيذ خطة لحل هذه المشكل المعقد”.
وأوضح “أن الخطة تتضمن تطبيق نظام نقل عمومي يشمل اقتناء مئة واثنتي عشرة (112) حافلة جديدة، وذات جودة عالية، وتوسعة ثلاثة محاور رئيسية واعتماد مساراتٍ مخصصة للباصات”.
وقال “إن الحكومة مهدت لحل مشكلة الزحام بإجراءات عديدة بينها حملة تحسيس واسعة حول ضرورة وإلزامية احترام قانون السير، وإنشاء خليّة معنية بتطوير قدرات الشرطة الوطنية في المجالات المتعلقة بالتسيير المُحْكم لإشكالية المرور عبر تسيير المخالفات المرورية عن بعد عن طريق أجهزة محمولة، ومربوطة بالمصالح الفنية الحكومية المعنية، إضافة لاستحداث نظام يمكن من استصدار وثائق النقل باستخدام تطبيقات ذكية”.
“وتشتمل الخطة، يضيف الوزير، على تأهيل فرقِ الشرطة المكلفة بتسيير المرور مع تطوير وتوسعة مركز العمليات المراقبة على جميع المحاور الطرقية الحضرية لرصد ومعاقبة جميع المخالفات المرورية، هذا إلى جانب تطوير وتوسعة شبكة الرادارات على المحاور الطرقية الوطنية الرئيسية لضبط كافة المخالفات ومن بينها الإفراط فى السرعة الذي يُعد حسب الإحصائيات الوطنية، أحد أهم أسباب حوادث السير”.
وتحدث وزير الداخلية عن “إنشاء منصة رقمية تسمح للمواطن بالاطلاع والتعرف على جميع المخالفات المسجلة عليه، مع تمكينه من تسديد الغرامات عن بعد، تقريباً للخدمة من المواطن”.
ومهدت الحكومة لحملة حل مشكل الزحام بتهيئة الطرق الحضرية فى العاصمة نواكشوط، مع تسريع انتهاء الأشغال في الجسور وتجهيزها بوسائل المراقبة الأمنية الضرورية لتأمينِ حركة المرور، إضافة لتهيئة الشوارع الحضرية فى وسط المدينة وإخلائها من الاحتلالات العشوائية خاصة تلك المحيطة منها بالأسواق المركزية والأماكن الحساسة.
وقامت الحكومة ضمن هذه الحملة بإبعاد محطات سيارات الأجرة الحضرية إلى أماكن جديدة مهيأة لذلك، حيث إنها كانت تتكدس في ملتقيات الطرق، مشكلة أحد مسببات تفاقم الازدحام المروري.